مستشار في أكاديمية ناصر:
خطط «سيناء 2018» تُنفذ باحترافية والنتائج المبدئية مبشرة
خبير استراتيجي: قوى إقليمية قد تحاول تهديد أمن مصر ومستعدون للردع
«الزيات»: قبل انتهاء مهلة
الـ«3 أشهر» ستنجح القوات في تحقيق الهدف
أكد خبراء استراتيجيون أن العملية الشاملة التي تقوم بها قوات إنفاذ
القانون بدءا من الجمعة الماضية، حققت نتائج إيجابية ومبشرة حتى اليوم للقضاء على
العناصر الإرهابية واقتلاع جذور الإرهاب من مختلف أنحاء البلاد، موضحين أن تعاون
كافة أذرع القوات المسلحة البحرية والجوية والبرية وقوات الشرطة المدنية، يساعد
على تحقيق الهدف وتأمين كافة الحدود والاتجاهات الإستراتيجية.
ولليوم الرابع تستمر عملية «سيناء 2018» في أعمالها للقضاء على
العناصر الإرهابية في كافة أنحاء الجمهورية، وقال البيان الخامس للقوات المسلحة
اليوم إن قوات مكافحة الإرهاب تواصل الهجوم المركز على البؤر والأوكار الإرهابية في
شمال ووسط سيناء واستهداف مناطق اختباء وأماكن تخزين أسلحة وذخائر تزامنا مع
الضربات الجوية ونيران المدفعية المركزة.
وذكر البيان تدمير 60 هدفًا للعناصر الإرهابية والقضاء على 12 فردًا
من العناصر التكفيرية المسلحة وضبط كميات من الأسلحة والذخائر، والقبض على 92 من
المطلوبين جنائيًا والمشتبه بهم، فضلا عن العثور على 13 مخبأ تحت الأرض، والتحفظ على 20 سيارة تستخدمها العناصر الإرهابية، وتدمير 27 دراجة
نارية دون لوحات معدنية وتدمير 30 عشّة ووكر ومخزن داخله مواد كيميائية، واستهداف
وتدمير 4 عربات محملة بالأسلحة والذخائر في الجانب الغربي.
النتائج المبدئية مبشرة
ويقول اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: إن
عملية "سيناء 2018" تسير في سبيل تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ومنذ أمس
بعد البيان الرابع للقوات المسلحة بدأت مرحلة الحصاد.
وأضاف العمدة - في تصريحات لـ"الهلال اليوم" - أن الخطة
الموضوعة والتوقيتات المحددة، نُفذت بمشاركة كل أفرع القوات المسلحة، وكذلك قوات
الشرطة المدنية في كل الاتجاهات الاستراتيجية في مصر، مؤكدا أن أعمال التمشيط
والمداهمة تسير باحترافية شديدة؛ ما أدى لاكتشاف وتدمير مخابئ تحت الأرض وأكثر من
60 هدفا اليوم ونحو 66 هدفا أمس.
وأوضح، أن أعمال رصد وتتبع العناصر الإرهابية تجري وفقا لمعلومات
مؤكدة نجحت القوات المسلحة في الحصول عليها، مضيفا أن جميع القوات المكلفة بتنفيذ
عملية "سيناء 2018" تنفذ المخطط الموضوع بدقة شديدة والنتائج المبدئية
مبشرة، وستتضح النتائج النهائية وحصيلة العمليات في بيان القوات المسلحة قريبا.
وعن استهداف القوات الجوية لسيارات دفع رباعي في الجانب الغربي، قال
الخبير الاستراتيجي: إن هذا يؤكد أمرين أولهما يقظة القوات الجوية وحرس الحدود
وتنفيذ دورها باحترافية شديدة، والأمر الآخر هو محاولة العناصر الإرهابية أن تجابه
القوات، وأن تحصل على الدعم من أطراف خارجية، مضيفا أن العملية مستمرة بمشاركة كل
أفرع القوات المسلحة.
كما أوضح أن القوات البحرية تشارك في تأمين الحدود الساحلية وتنفذ تدريبات
ومناورات منذ اليوم الأول للعملية، وأن بيان القوات المسلحة الرابع أمس تطرق إلى
مشاركة حاملة الطائرات "ميسترال" في أعمال إبرار القوات على سواحل
العريش للتمشيط.
تهديد إقليمي
فيما قال اللواء محمود زاهر، الخبير الاستراتيجي، إن الهدف الأساسي
من العملية الشاملة سيناء 2018 هو قطع الصلة بين العناصر الإرهابية بين من هم داخل
سيناء والآخرون في الوادي في مصر سواء في العاصمة أو الواحات أو الصحراء الغربية
أو الشواطئ الساحلية، لكسر التكاملية في الصلة بين العناصر الإرهابية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الجانب الآخر من أهداف
العملية الشاملة هو إرسال رسائل رادعة لأي تهديد محتمل في المياه الإقليمية في
البحر المتوسط وخاصة حقل "ظهر" أو محاولة تهديد المجرى الملاحي لقناة
السويس في البحر الأحمر بأن القوات المصرية جاهزة، مضيفا أن هناك نتائج حالية
تحققت أعلنها المتحدث العسكري في بيانيه الرابع والخامس.
وأضاف زاهر أن هناك نتائج مرتقبة في المدى القريب بعد انتهاء العملية
وأخرى سياسية مكملة لها تجاه الأطراف الخارجية التي قد تحاول تهديد مصر، موضحا أن
هناك قوى إقليمية تتمثل في تركيا وقطر، قد تحاول تهديد أمن مصر الداخلي بأعمال
إرهابية أو نزاعات سياسية لجرح عملية "سيناء 2018" ونجاحها وهذا مصر
تستعد له بشكل تام.
وأكد الخبير الاستراتيجي أن العملية الشاملة نجحت في تدمير أكثر من
120 هدفا، فضلا عن قتل العديد من العناصر الإرهابية والقبض على العشرات من
المطلوبين وكذلك تفجير أماكن الذخيرة والمخابئ وتأمين الحدود الساحلية والبرية.
مهلة الـ«3 أشهر»
وقال اللواء محمد مجاهد الزيات، مدير المركز القومي لدراسات الشرق
الأوسط سابقا، إن العملية الشاملة "سيناء 2018" هدفها اقتلاع جذور
الإرهاب في سيناء، وما أعلنه البيان الخامس للقوات المسلحة يؤكد أن هناك نتائج
إيجابية تحققت بتدمير العشرات من البؤر الإرهابية ومقتل 12 فردا من العناصر
الإرهابية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن مساحة العمليات تشمل
وسط وشمال سيناء والشاطئ البحري لمنع محاولة تسلل أو هروب أية عنصر إرهابي
ومحاصرتهم في الداخل، وكذلك الصحراء الغربية وجنوب مصر لتأمين كل الحدود في نفس
التوقيت، والقبض على الإرهابيين ومنع الحصول على أي دعم خارجي.
وأضاف الزيات أنه لا يمكن تحديد فترة زمنية للعمليات العسكرية، وأن
الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد وضع مهلة ثلاثة أشهر لاستعادة الأمن والقضاء على
الإرهاب، مؤكدا أنه قبل انتهاء هذه المهلة ستكون القوات قد نجحت في القضاء على
البنية الأساسية للإرهاب.