الجمعة 3 مايو 2024

في ذكرى رحيله.. لماذا جازف حسين صدقي بالذهاب إلى مستعمرات إسرائيل؟

16-2-2018 | 23:15

حرص الفنان حسين صدقي خلال مسيرته الفنية ألا تكون السينما نافذة للتسلية والترفيه، بل جعلها وسيلة لخدمة المجتمع، وهذا ما ينادي به الآن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد أكد أن الفنان ينال ثواباً وأجراً من الله إن قدم عملاً يخدم المجتمع، فالسينما مثلها مثل أي شيء، سلاح ذو حدين، يمكنها أن تنهض بالمجتمع من خلال إعلاء القيم وبث روح المحبة والعمل من أجل الوطن.

منح الله الوسامة والوقار للفنان القدير حسين صدقي، ولم يغتر الرجل بتلك المنح الإلهية ليطوعها في خدمة منافع شخصية، بل وصفوه في مجتمع الفن بأنه "الفنان المتصوف"، حيث عزف طوال حياته عن الانخراط في أي سهرات أو لقاءات فنية، وعرف عنه الاستقامة في الخلق والعمل.

بدأ حسين صدقي رحلته السينمائية عام 1937، حيث شارك بالبطولة لأول في فيلم "تيتا وونج" مع الفنانة أمينة محمد بعد أن اختارته لوسامته، فقام بدور المحامي الذي ينقذها من حبل المشنقة بعد اتهامها بارتكاب جريمة قتل .. وقد شارك صدقي أيضاً في فيلمين في نفس العام وهما "الحب المورستاني وعمر وجميلة".

أنشأ حسين صدقي شركة "أفلام مصر الحديثة" ليتمكن من خلالها من إنتاج وإخراج أفلام تفيد المجتمع، وطرح قضاياه ومحاولة إيجاد حلول لمشكلاته، حيث أنتج تسعة أفلام وأخرج لنفسه 16 فيلماً، وبلغت مجمل أعماله 39 فيلماً وظف معظمها لخدمة المجتمع ومواكبة الأحداث السياسية والعسكرية ومنها فيلم "الجيل الجديد ونحو المجد ومعركة الحياة وخالد بن الوليد والمساكين والشيخ حسن".

مع بدء الوحدة بين مصر وسوريا، ظهرت المخططات الصهيونية التي تحاك لإفشال تلك القوة التي ظهرت والتي كانت ستمتد لتشمل العديد من دول الوطن العربي مع مصر، لذا سارع حسين صدقي بإنتاج وتصوير فيلم يفند تلك المخططات التي تدبر لمصر وسوريا وهو فيلم "وطني وحبي".

أضفى حسين صدقي الواقعية على فيلمه الجديد "وطني وحبي" من خلال تصويره في معاقل المعارك التي دارت بين جيشنا وقوات إسرائيل المعتدية وذلك في قرية التوافيق الواقعة بين حدود سوريا وفلسطين، وأيضاً صور مشاهد عديدة للفيلم في بحيرة طبرية بالقرب من المستعمرات والمعسكرات الإسرائيلية، وحرص أن تظهر تلك المعسكرات الصهيونية الحقيقة في الفيلم ولم يعتمد على ديكور داخلي يخدع به المشاهد، وكانت تلك مجازفة من حسين صدقي حتى يرصد بذلك العمل أحداثا وطنية وعسكرية مهمة، وصور الفيلم أيضاً "مآسي اللاجئين"، الذين يعيشون في معسكرات غزة، حيث جنت عليهم القوى الاستعمارية وشردتهم وطردتهم من ديارهم.    


    Dr.Randa
    Dr.Radwa