كشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن شريط فيديو قصير، يلخص وثائقها الكاملة للأعمال المتعلقة بمئذنة "جام"، التي أُدرجت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي الإنساني المعرض للخطر منذ عام 2002.
ووفقا لليونسكو، في سبتمبر 2017، وبمساعدة دولية من صندوق التراث العالمي وصندوق الطوارئ للتراث التابع لليونسكو، وبدعم قوي من الرئاسة الأفغانية، التي وفرت جميع الترتيبات الأمنية واللوجستية، أوفدت بعثة للتدقيق الوثائقي لمئذنة جام، وكانت البعثة حاسمة لتقييم الحالة الراهنة للمئذنة والمنطقة الأثرية المحيطة بها.
وتقع مئذنة جام في إقليم جور بأفغانستان، على بعد حوالي 200 كيلومتر شرق هراة، عند ملتقى نهري هریرود وجام رود. وربما كان موقعها المعزول قد منع هذا النصب التذكاري من التدمير المتعمد في الماضي، ولكن في المقابل، تفرض هذه العزلة تحديات خطيرة اليوم من حيث إمكانية الوصول، وجدوى أعمال حفظ - تثبيت وصيانة على المدى الطويل.
وقد أنشأ هذه المئذنة السلطان غياث الدين الغوري في الفترة ما بين عامي 1163 و1203، ويعود تاريخ اكتشافها الأول إلى عام 1944، عندما ذكرت في مقال نشرته جمعية التاريخ الأفغاني.
ومع ذلك، في عام 1977 فقط، تمكنت بعثة الآثار الفرنسية في أفغانستان "دفا" من تحديد موقع المئذنة ونشرت اكتشافها الفعلي في عام 1958، ومنذ ذلك الحين، كانت المئذنة موضوع العديد من الدراسات المحددة، لضمان الحفاظ عليها.
وخلال بعثة اليونسكو في سبتمبر 2017، ظل خبراء المنظمة الأممية، إلى جانب المسؤولين الأفغان من وزارة الإعلام والثقافة، في الموقع لمدة أربعة أيام لاستكمال جمع البيانات الميدانية، وقد مكنت التكنولوجيا المستخدمة لجمع البيانات من إجراء المسح الشامل الأول للأجزاء الداخلية والخارجية للمئذنة، إلى جانب مسح عام للمنطقة المحيطة.

وساعدت الطائرات بدون طيار المزودة بكاميرات عالية الجودة في إمكانية جمع صور ذات جودة عالية عن الزخارف الخارجية بأكملها، والتي ستُستخدم كأساس لإعداد صور أخرى أكثر تفصيلا.
وستكون الوثائق التفصيلية الشاملة في الموقع الذي تم إنشاؤه من خلال البعثة كأساس لخطة طويلة الأجل لتحقيق الاستقرار والحفاظ على مئذنة جام، وسيجري ترتيب وإعداد البيانات المنتجة لغرض التوعية العامة بالتراث الثقافي في أفغانستان أيضا.