الأربعاء 22 مايو 2024

سكة أبو الفدا.. عودة للرومانسية في رواية طاهر البهي

فن22-2-2018 | 14:57

صدر للكاتب الصحفي والروائي طاهر البهي أحدث رواياته "سكة أبو الفدا" التي تعيد العصر الذهبي للرومانسية في الأدب المصري، استكمالا لابداعات الرواد: إحسان عبد القدوس، محمد عبد الحليم عبد الله، يوسف السباعي، بعد فترة جفاء من جانب الكتابات الشابة، مع التطور الذي حدث في المجتمع من وسائل إتصالات وميديا وسموات مفتوحة جعلت مفردات الحب مختلفة وهي ما يعالجها المؤلف بتوازن شديد بين الحب والمادة وإن كانت المفاجآت متوقعة وحاضرة في فصول الرواية، حيث تدور أحداث الرواية في حي الزمالك العريق الذي يتخذه الصفوة مكانا مفضلا للإقامة باعتباره أول كومبوند مغلق منذ بدايات القرن الماضي، إلا أننا سرعان ما نكتشف انحياز الكاتب الواضح للطبقة الوسطى من المجتمع دون تجاهل لما سواها.


 ومن خلال الأحداث تجد هذه الطبقة مستقرا لها باجتهادها الواضح وبأخلاقها التي تتماشى مع طبقة النبلاء من خلال "شادي" المدرس العاشق الذي يتنفس حبا ةيسخر منه الجميع لهذا السبب، والذي كان حلمه دائما هو الانتماء لهذا المكان الفريد والذي يقدر تاريخه الاجتماعي والجغرافي المتميز، وشادي يتمتع بشخصية رومانسية لا نظير لها في زمن الماديات وتسعير الناس بحسب مدخراتهم، وتروي الرواية قصة حب شديدة العذوبة بين شادي وليلى ابنة حي الزمالك وتساعده على العمل بالحي إلى جوارها، في حين يتنافس على حب ليلى عدة أشخاص يمثلون طبقات مختلفة، وأخلاقيات متباينة ما بين الرقي والانتهازية، ويؤدي تردد ليلى وعدم وضوح أهدافها وتعجلها الارتماء بين أحضان طبقة رجال المال وبعضهم يملكون وسائل إعلام مشهورة ممثلين في شخصية "شاكر العوادلي" صاحب القنوات الفضائية الشهيرة والذي لا يتردد في المتاجرة بأي شيء يزيده مالا وثراء إلى أن تقع المفاجأة الكبرى ـ 


والرواية مليئة بالمفاجآت المثيرة صعودا وهبوطا ـ وتنكشف الشخصيات حتى تتعرى تماما في النصف الثاني من الأحداث نج المؤلف في التمهيد لها لقاريء يجيد قراءة ما بين السطور..وهناك خطوط موازية في سكة أبو الفدا توضح إتجاهات الشباب الآن، كما تقتحم عالم السينما وصناعة النجم من خلال شخصية الممثل المغمور "سيد دياب" الذي يعد الكشف عن شخصيته أحد مفاجآت الرواية.


يذكر الكتاب هو الرابع والعشرين من سلسلة مؤلفات طاهر البهي، وهو يأتي بعد عام من روايته "السكاكيني" التي حققت نجاحا نقديا وجماهيريا ورشحت لتحويلها إلى عمل درامي