الأربعاء 15 مايو 2024

الجبهة.. جبهتان والحرب..حربان

2-2-2018 | 01:46

 يوم أن أطلقت مصر عملية شاملة ضد عناصر التخريب في سيناء لم تستشعر حرجا أو قالت إن الوقت غير مناسب بل اتخذت القرار بجرأة وحسم لا تنالهما أي حسابات وهكذا يفعل الرئيس السيسي منذ أن تولى الحكم لم يؤخر قرار قاسيا خوفا على شعبيته ولم يخجل من فاسد أو فاشل يجب أن يغادر موقعه بل يضرب بيد من حديد على كل معرقل أو متآمر أو متكاسل.

الحرب على الإرهاب هي الأسهل ..نعم هي الأسهل لماذا لأن المجتمع المصري انسجم مع قيادته وانصهر فيها ويساند جيشه وشرطته وهي تواجه الشر وأهله وانتصارنا في هذه المعركة محسوم بلا جدال.

المعركة الأصعب والأشد وطأة قادة إرهابيي الدولة وهو بعض القابعين في مناصب من المسئولين يديرونها وفق الهوى والغرض هؤلاء أخطر على مصر بكثير من حملة السلاح وصانعي المفخخات لأنهم الحديقة الخلفية التي تمد ساحة القتال في سيناء بمقاتلين جدد ودافع عقيدتهم الوحيد أنهم اصطدموا بفاسدين منوط بهم إصلاح البلاد لكنهم يستترون بحب البلد ويدمرونها بلا سلاح أو مدفع بل يقذفون برصاصات الإحباط داخل نفوس شباب سيرون بعد مرور وقت ليس بالطويل أنه لا مكان لمخلص أو مجتهد فإما أن تلحق بركب الفاسدين لتغتنم غنيمة لا تشقى بعدها ابدا أو أن تستجيب للعابثين بالعقول فتتحول إلى رقم في معادلة الإرهاب الذين ينتشرون بين الناس بدعوى أنهم يقاومون الظلم.

هؤلاء هم أهل الشر الأخطر لأنهم مادة خام يصنع منها رافعو السلاح ضد الدولة وهنا يهمس البعض في أذنك حول بعض الفاسدين ليس الوقت مناسبا لمواجهتهم وهنا أقول لهم لماذا لم يقرر الرئيس تأجيل القبض على محافظ المنوفية إلى وقت مناسب بعد زيارته للمحافظة والإجابة بسيطة أنه على الحق ولا يخشى في محاربة الفاسدين لومة لائم أو نظرة مرتجف.

وهو ما تفعله اليوم قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة مع عناصر الإرهاب تضرب بلا هوادة وتستخدم كل قوة غاشمة مع من يعبث بمصير هذا البلد أو مقدراته.

 

دعونا نفكر قليلا ماذا كانت ستفعل مصر إذا قرر الرئيس السيسي تأجيل تطوير قواتنا البحرية أمام محاولات الأتراك العبث بمصالحنا الاقتصادية في البحر المتوسط ..ماذا كانت ستفعل مصر إن لم يستجب جيشها لنداء المصريين في 30 يونيو ..الأمثلة كثيرة والرسالة واحدة وهي أن من يؤخر مصلح بتستر على فاسد هو خائن لهذا البلد لا يقل في خيانته عن من يحمل السلاح ضدها.

إن العقل والمنطق يؤكد أن من يؤخر محاسبة فاسد أو عابث بمقدرات مصر ومالها العام هو شريك لا محالة في جرمه وهنا أتذكر ابياتا للشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم حين قال "يبقى البتاع في البتاع والناس صايبها ذهول".

هكذا يؤخر بعض من يملكون قرار مواجهة الفاسدين ليكون قرار الإصلاح متأخرا ويأتي من يصلح ليتسلم أطلالا وأثقالا فوق أثقاله .. بل ويتفاوضون مع المصلحين على تأجيل إصلاحهم أو الصبر على أذى المجرمين  .. وهنا نتساءل هل من الممكن أن يكون الفاسد الجاهل المدمر اقوى من الطاهر الناجح الباني ..يبدو أن هذا ممكنا لكن من يدفع الفاتورة هي مصر وأبناؤها الذين يتأخر دفع الظلم عنهم مراعاة لمشاعر مخرب أو مجاملة لكرامة فاشل.

وهنا أتذكر عبارة للنبي المصطفي حين قال عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس وهو الأصعب والاختبار الأشد لذلك أقول وبلا شك إن الحرب حربان والجبهة جبهتان الأولى عدوها واضح والثاني عدوها في الداخل في الأركان كامن ينخر في عظام مصر يعمل له حساب في المواجهة والاستئصال.

إن ساحة المخلصين حبلى بهم لكن لم يأت مخاض ولادتهم بعد وإن ولد أحدهم تكاثرعليه أهل الفساد والضمائر المنعدمة عليه ليجهضوه ويجردوه من أمله الذي رسمه أو جهده الذي بذله بل ودفعه إلى خانة الاتهام والتقصير على نهج آل لوط الذين حشد المفسدون قوتهم ضدهم بدعوى "إنهم أناس يتطهرون"... نعم فإن التطهر في نظر البعض تهمة بل جريمة وهنا تكون النفس البشرية أمام مفترق طريقين لا ثالث لهما أن تحترف  الفساد أو تحترف اللامبالاة وكلاهما جريمة في حق مصر ورئيسها الذي يصل الليل بالنهار ليجعل من مصر بلد المتطهرين.

    Dr.Radwa
    Egypt Air