تشهد مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء جهودا كبيرة من قبل القوات المسلحة لاستعادة الأمن والاستقرار إلى تلك المدينة التى طالما عانت من الأفعال الإجرامية للعناصر الإرهابية.
تحركات مكثفة لأبطال القوات المسلحة فى كافة اتجاهات المدينة لتحقيق الأمن واستعادة الروح إلى تلك المدينة الساحلية، قد تشعر فى الوهلة الأولى أن تلك التشديدات الأمنية المكثفة قد تلقى بعض الضيق من المواطنين، ولكن سرعان ما يختفي ذلك الشعور فور مشاهدة الترحيب الشديد لأبطال القوات المسلحة من قبل المواطنين خلال مرورهم بشوارع المدينة، بإشارات النصر تارة، واشارات الترحيب تارة أخرى.
العلاقة بين القوات المسلحة والمواطنين فى العريش قوية للغاية، فالمواطنون ينظرون إليهم باعتبارهم المخلص لهم من تلك العناصر التكفيرية التى كانت دائما ما تهدد حياتهم، وسبيلا لعودة المدينة الجميلة إلى سابق عهدها وازدهارها.
ولم تنس القوات المسلحة خلال تنفيذها للعملية الشاملة "سيناء 2018" البعد الإنساني فى مراحل تلك العملية، فإحكام السيطرة وتشديد الحصار على العناصر الإرهابية، لم يأت ابداً على حساب توفير المواد الغذائية والسلع التموينية للمواطنين.
ويتولى جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة مسئولية توفير المواد الغذائية واللحوم الحمراء والبيضاء إلى أهالى مدينة العريش بأسعار مخفضة، من أجل تخفيف المعاناة عليهم.
ورافق موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى شمال سيناء، إحدى القوافل المحملة بالمواد الغذائية من جهاز الخدمة الوطنية لبيعها بأحياء متفرقة بمدينة العريش حيث رافق تلك السيارات رجال من القوات المسلحة والشرطة لتأمينها وضمان وصولها إلى المواطنين بشكل سريع.
وتحتوى تلك القافلة المحملة بالمواد الغذائية على لحوم (كتل) سعر الكيلو يصل إلى 60 جنيها، ولحوم (قطع) سعر الكيلو يصل إلى 62 جنيها ودواجن يبلغ سعر الكيلو 17 جنيها، وكيلو الأرز يبلغ سعره 8 جنيهات ، فضلا عن العدس والشاى والزيت والجبن والبطاطس والبصل والطماطم والبسلة ، وغيرها من السلع التى تلقى رواجا كبيرا بين صفوف المواطنين.
وعمل جهاز الخدمة الوطنية على تنفيذ نقطة إمداد مستمرة لوصول تلك السيارات إلى المواطنين فى سيناء فى أسرع وقت لتلبية كافة احتياجاتهم الغذائية.
ففى حى الزهور توقف عدد من السيارات المحملة بالمواد الغذائية واصطف الأهالى حولها للبدء فى عملية شراء احتياجاتهم بشكل منظم للغاية، فالهدف أن يحصل الجميع على كل احتياجاته دون أى معاناة.
ويقول المواطن هيثم من حى الزهور بالعريش أن القوات المسلحة تعمل على توفير كافة الاحتياجات إلى المواطنين، وأنه فى أغلب الأحيان تأتى سيارات القوات المسلحة بمحملة بكرتونات غذائية مجانية للأهالى للتوفير عنهم.
وأضاف أنه يتم توفير أتوبيسات مجانية لنقل المواطنين، فضلا عن التعامل باحترام مع كافة المواطنين دون الإساءة إلى أحد.
وأشار إلى أن العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" أشعرت المواطنين فى سيناء بالأمان وبأن المستقبل القادم أفضل، فالجميع يتمنى أن يتم القضاء على الإرهاب فى أسرع وقت واستعادة الحياة إلى المدينة.
ومن جانبه قال المواطن إبراهيم إنه يعمل مدرسا بأحد المدارس فى مدينة العريش، وإنه اعتاد على شراء احتياجاته من المواد الغذائية من سيارات الخدمة الوطنية التى توفرها القوات المسلحة.
وأضاف أن جميع المواطنين فى العريش يقفون بجوار الجيش فى حربه على الإرهاب، رغم بعض الصعوبات التى يعانون منها خلال تلك الفترة بسبب العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، مشيرا إلى أن المواطنين على استعداد للصبر والوقوف بجانب القوات المسلحة فى حربها ضد الإرهاب طالما سيكونون مطمئنين فى المستقبل على عائلاتهم وأهلهم من تهديدات العناصر الإرهابية.
وقال مصطفى ويعمل موظفا ، إن العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" من أشرف وأعظم العمليات العسكرية التى قام بها الجيش المصري فى سيناء، مشيرا إلى أن المدينة تعرضت للعديد من التهديدات خلال الفترة الأخيرة وما يقوم به الجيش حاليا هدفه القضاء على العناصر التكفيرية،ونحن مؤيدون لتلك العملية بشكل كبير.
وأضاف أن السلع التموينية متوفرة ، وأن القوات المسلحة توفر كافة المواد الغذائية للمواطنين وتعمل على تلبية احتياجاتهم المعيشية. ، وأشار إلى أن القوات المسلحة تتعامل مع كافة المواطنين بشكل أكثر احتراما، وتقديرا لهم،موضحا أن الجميع يريد التعاون مع القوات المسلحة والشرطة فى حربها ضد الإرهاب.
كما انتقلت سيارات جهاز الخدمة الوطنية المحملة بالمواد الغذائية إلى ميدان الرفاعى بمدينة العريش بشمال سيناء ، حيث بدأ المواطنون فى شراء التزاماتهم من المواد الغذائية.
وقال المواطن إبراهيم إن جميع المواطنين يقدرون الظروف التى تمر بها المدينة ،مشيرا إلى أن القوات المسلحة والشرطة تمكنوا من القضاء على عدد كبير من العناصر التكفيرية.
وأشار إلى أنه قبل بدء العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" كان هناك بعض العناصر التكفيرية تقوم بتهديد الأهالى ، ولكن الوضع اختلف نهائيا منذ انطلاق العملية والأمور أصبحت اكثر أمانا،مشيرا إلى أن الجميع يتمنى أن يعيش حياته بشكل طبيعي فى هدوء واستقرار.
وعلى أحد المقاهى بميدان الرفاعى التقى موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط ، بعدد من المواطنين الذين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، حيث قال المواطن سعيد إن الجميع يقدر تضحية رجال الجيش المصري من مكافحة الإرهاب، ولكنهم فى الوقت نفسه يريدون الانتهاء من تلك الأوضاع بشكل سريع من أجل عودة الحياة لطبيعتها.
وأشار إلى أنه من مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية ويعيش فى العريش منذ 33 عاما، موضحا أن الأوضاع تغيرت إلى الأسوأ منذ ظهور العناصر الإرهابية، وأنه يتمنى أن تقضى القوات المسلحة عليهم فى أقرب وقت ممكن.
فيما قال عبد السميع إنه قبل العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" ظهر عدد من العناصر الإرهابية وكانوا يمنعون المحلات من وضع كاميرات المراقبة حتى لا يظهروا فى تلك الكاميرات، مشيرا إلى أن العملية العسكرية الشاملة ساهمت بشكل كبير حتى الأن فى القضاء على تلك العناصر ولم يعد يظهر منهم أى أحد.
وأضاف أن الجميع على استعداد للصبر والتحمل فهم ليسوا أقل من إخواتهم فى القوات المسلحة والشرطة فالجميع يجب أن يتكاتف لمواجهة تلك العناصر التكفيرية، مشيرا إلى أن أغلب تلك العناصر تتراوح أعمارهم من 18 وحتى 21 عاما فهم من الشباب الذين من السهل التأثير عليهم.
جانب أخر من تلك الجولة هو تعامل رجال القوات المسلحة والشرطة مع المواطنين والاستجابة إلى مطالبهم والعمل على توفيرها بكل احترام وتقدير .