الجمعة 31 مايو 2024

وزير الخارجية الأردني: القدس الشرقية أرض محتلة ويجب أن تكون عاصمة لفلسطين

26-2-2018 | 21:52

أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن القدس تعتبر بموجب القانون الدولي إحدى قضايا الوضع النهائي التي يجب حلها من خلال المفاوضات المباشرة، وعلى أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لافتا إلى أن القدس الشرقية هي أرض محتلة ويجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية.

جاء ذلك في تصريحات صحفية للصفدي نيابة عن وزراء الخارجية العرب قبيل بدء اجتماع الوفد الوزاري السداسي العربي مع مجلس وزراء خارجية شئون الاتحاد الأوروبي بدعوة من الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجريني، في بروكسل اليوم الاثنين، والذي ترأسه الصفدي، لبحث آفاق تجاوز التحديات التي تواجهها العملية السلمية في ضوء قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسبل التقدم نحو حل الدولتين سبيلا وحيدا لحل الصراع. 

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" أن وزراء خارجية الأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة فلسطين وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية والأمين العام لجامعة الدول العربية تبادلوا مع نظرائهم الأوروبيين الآراء حول آليات إيجاد أفق سياسي يكسر الجمود في جهود السلام ويتقدم نحو حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.

وأعرب الصفدي عن شكره وتقديره للاتحاد الأوروبي لاستضافة هذا الاجتماع الذي سيوفر فرصة لتبادل الآراء حول تحقيق الهدف المشترك للجميع المتمثل في تحقيق سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط.

وأضاف أن اللجنة السداسية العربية شكلت خلال الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري التابع للجامعة العربية بهدف احتواء التداعيات السلبية لاعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، مُجدداً التأكيد على الموقف العربي الرافض لهذا للقرار غير القانوني.

وأكد وزير الخارجية الأردني على الالتزام العربي بالسلام الدائم والشامل كخيار استراتيجي وكحق ثابت لجميع شعوب المنطقة، مبيناً أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة هو حل الدولتين الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران من عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام.

وأعاد الصفدي التأكيد على أهمية مبادرة السلام العربية والتي قال إنها أكثر المبادرات شمولاً من أجل تحقيق مصالحة تاريخية بين إسرائيل وجميع البلدان العربية؛ ودول منظمة التعاون الإسلامي كذلك.

وشدد على أن القدس هي مفتاح السلام بوصفها مدينة مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود، ويجب أن تظل رمزاً للسلام، ولكنها ما تزال ترزح تحت الاحتلال والخوف واليأس، وقال إن كنيسة القيامة وللمرة الأولى أغلقت أبوابها يوم أمس منذ أكثر من ألف سنة، احتجاجا على استيلاء السلطات الإسرائيلية على ممتلكات الكنيسة، منوها بأن البيان الذي أصدره رؤساء كنائس القدس ودعوتهم للتصدي للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية والأحادية الجانب التي تهدد هوية المدينة ووجود المسيحيين في الأرض المقدسة.

وقال الصفدي إن الواقع المفروض في القدس لا يمكن الدفاع عنه ويجب تغييره من خلال تحقيق السلام الذي يضمن أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وأن تظل مقدساتها مفتوحة لأتباع الديانات السماوية الثلاث بدون أي عوائق، مؤكدا أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وشدد على أن المخربين والأصوليين يعتاشون على اليأس، لافتاً إلى أن ترويجهم للكراهية والدمار يتعزز في غياب آفاق سياسية واجتماعية واقتصادية. وقال إن "السلام في الشرق الأوسط هو مصلحة أمنية ووطنية لنا جميعا".

وأعاد الصفدي التأكيد على أن "الأونروا يجب أن تواصل تقديم خدماتها الحيوية لملايين اللاجئين الفلسطينيين"، منوها بأن "الأونروا هي رسالة سياسية مفادها بأن اللاجئين مسألة تتعلق بالوضع النهائي يجب حلها وفقا للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية، فضلا عن كونها شريان حياة لملايين الناس".

وأشار إلى أنه في 15 مايو المقبل، ستحل الذكرى الـ70 للمعاناة والظلم الواقعين على اللاجئين الفلسطينيين، مشددا على أن "رسالتنا، بل مواقفنا، ينبغي أن تكون عبارة عن رسالة سلام ورعاية بدلا من مزيد من الصراع وانتهاكات للقانون الدولي".

وثمن الوزير دور الاتحاد الأوربي في عملية السلام، مشيراً إلى الجهود التي بذلها الاتحاد في مجال إنشاء المدارس والمستشفيات والمؤسسات، معبراً عن الرغبة بمواصلة التعاون مع الاتحاد وجميع الفاعلين في المجتمع الدولي لكسر الجمود والمضي قدماً نحو السلام.

وأوضح الصفدي أن الوضع الحالي صعب جداً ويتطلب بذل مزيد من الجهود للمضي قدماً نحو السلام الشامل الذي يتطلع إليه الجميع.

من جانبها، قالت موجريني إن القدس مدينة للديانات السماوية الثلاثة، ويجب الحفاظ على هذا الوضع واحترامه من قبل الجميع، مشيرة إلى دور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في رعاية الأماكن المقدسة في القدس.

وأعربت عن تأييد الاتحاد الأوروبي لتسوية قائمة على حل الدولتين وعاصمتهما القدس، مجددة موقف الاتحاد باعتبار كافة الوحدات الاستيطانية الإسرائيلية غير شرعية.

وفي تصريحات صحفية بعد الاجتماع، ثمن الصفدي الموقف الأوروبي الداعم لحل الدولتين والجهود التي يبذلها الاتحاد والدول الأوروبية للدفع نحو جهد فاعل لكسر الجمود وحل الصراع على أساس حل الدولتين.

وعقد الصفدي، على هامش الاجتماع، لقاء مع وزيرة خارجية السويد مارجو فالستروم حول جهود البلدين لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين وعقد مؤتمر لحشد الدعم لها بالتعاون مع جمهورية مصر العربية والوكالة الشهر القادم.

وكان الوفد الوزاري تشكل بقرار من الجامعة العربية في شهر ديسمبر الماضي للعمل مع المجتمع الدولي للحد من تبعات قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وترأس المملكة الأردنية الهاشمية الوفد بصفتها رئيس الدورة الحالية للقمة العربية.