قال الكاتب الصحفي عبد الله حسن، وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق، إن القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فاجأ العالم بزيارة مهمة إلى سيناء مرتديا الزِّي العسكري، في الوقت الذي تخوض فيه القوات المسلحة حربا شرسة في مواجهة قوى الإرهاب، التي حاولت أن تتخذ من سيناء مرتعا لعملياتها الإرهابية، وتفرض سيطرتها عليها لتنفيذ المخطط الإرهابي الذي تموله قوى الشر.
وأضاف الكاتب الصحفي عبد الله حسن -في مقاله المنشور بمجلة "الأهرام العربي" تحت عنوان (لقائد الأعلى في قلب سيناء)- أن القائد الأعلى طار في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد الماضي، يرافقه القائد العام وكبار القادة إلى قلب سيناء، ليتابع عن قرب من مقر قيادة العمليات شرق القناة، آخر ما توصلت إليه القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة البواسل في حربها المقدسة ضد قوى الشر والإرهاب، لتطهير سيناء من دنسهم وأعمالهم القذرة.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس السيسي حرص على أن يصطحب معه رئيس الوزراء ووزراء النقل والمواصلات والصحة والتضامن الاجتماعي والتموين، في إشارة واضحة لخطة مصر لتنمية وتعمير سيناء وإقامة المشروعات التنموية، وتعويض أهالي سيناء سنوات الحرمان التي عانوا منها في الماضي، بسبب نقص الخدمات ومشروعات التنمية، مما جعلها أرضا خصبة لإيواء الإرهابيين والهاربين من القانون، وتخزين السلاح والمتفجرات لتنفيذ عملياتهم الإجرامية.
ولفت إلى أن زيارة القائد الأعلى وكبار القادة والوزراء، حملت رسائل عديدة في مقدمتها المساندة الكاملة لأبطال مصر وهم يواجهون قوى الشر والإرهاب، ويحققون كل يوم المزيد من النجاحات في اقتحام الأوكار وقتل الإرهابيين في مخابئهم، والثأر للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن مصر كلها وليست سيناء فقط.
وأوضح الكاتب أن المعركة الشاملة لتطهير سيناء بدأت بعد أن أعطى الرئيس السيسي توجيهاته لرئيس الأركان بالقضاء على الإرهابيين في سيناء خلال ثلاثة أشهر، وشاركت في هذه المعركة مختلف أسلحة القوات المسلحة، حيث أعادت إلى الأذهان معركة الأسلحة المشتركة، التي شاركت في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ضد العدو الإسرائيلي، وحققت النصر الكبير وحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي، الذي روجوا له أنه الجيش الذي لا يقهر، وأن قواته الجوية هي الذراع الطويلة التي يمكن أن تصل إلى أي مكان على أرض مصر، تمكن نسور الجو المصريون من قطع هذه الذراع، وأسقطوا طائرات الفانتوم الأمريكية الحديثة التي زودتها بهم أمريكا، وكان هذا النصر المبين بداية لتحرير سيناء بالكامل وعودتها للسيادة المصرية.
ولفت إلى أن حلم السيطرة على سيناء وإعادة احتلالها ظل يراود إسرائيل والقوى الاستعمارية، سواء كانت دولية أم إقليمية، فاستغلوا طبيعتها الجغرافية وجبالها ووديانها وحفروا فيها الأنفاق، وتحولت إلى مأوى للإرهابيين الذين جاؤوا من مناطق مختلفة انتظارا للحظة الصفر، وتنفيذ مخطط احتلال سيناء أو جزء منها، وحين فشلوا في السيطرة عليها بعد الإطاحة بحكم الإخوان الذين رفضهم شعب مصر، بدأت موجات متتالية من العمليات الإرهابية تم الإعداد لها وتوفير الأسلحة المتطورة والمتفجرات، واستشهد خيرة رجال مصر من أبطال الجيش والشرطة في عمليات غادرة، استخدموا فيها جميع أساليب الخداع والخسة، وقتلوا كل من شكوا في تعاونه مع أجهزة الأمن من رجال القبائل والمواطنين الذين ضحوا بأرواحهم لدحر الإرهاب واجتثاثه من جذوره.
وأشار إلى أن نسور الجو المصريين انطلقوا يقصفون السيارات المحملة بالإرهابيين والمتفجرات، ويدكون حصون الإرهابيين ويقتلونهم في أوكارهم، بينما تشارك القوات البحرية وحرس الحدود في إحكام سيطرتها على جميع المنافذ والحدود لتحاصر الإرهابيين، وتقطع عنهم خطوط الإمداد والتموين تمهيدا للقضاء عليهم نهائيا، وتطهير أرض سيناء التي ارتوت بدماء الشهداء طوال الحروب التي خاضتها.
واختتم الكاتب قائلا "تعتبر الحرب الحالية ضد الإرهاب هي آخر الحروب التي تشهدها سيناء، لتبدأ بعدها مسيرة التنمية والرخاء وتستفيد سيناء من الكنوز الثمينة المنتشرة في ربوعها، ويعلو البنيان ونتذكر دائما الشهداء الأبطال الذين ارتوت رمال سيناء بدمائهم، ويفتخر أهلهم وأبناؤهم بأن أرواحهم لم تذهب سدى، لكنها كانت ثمنا غاليا دفعوه عن طيب خاطر لتعيش مصر آمنة مطمئنة تنعم بالأمن والرخاء".