يحيي العالم غدا الثالث من مارس، اليوم العالمي للأحياء البرية 2018 تحت شعار"القطط الكبيرة بوصفها حيوانات مفترسة مهددة"، ومصطلح القطط الكبيرة يشمل الأسد، والنمر، والفهد والنمر الأمريكي وأيضاً نمر الثلج، وأسد الجبال، والنمر الغائم، وغيرها، وتوجد أنواع كبيرة منها في أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية.
والقطط الكبيرة هي أكثر الحيوانات التي تحظى بالإعجاب على الصعيد العالمي، ومع ذلك تواجه هذه الحيوانات الجذابة المفترسة تهديدات كثيرة ومتنوعة معظمها بسبب الأنشطة البشرية. وبصفة عامة يتواصل انخفاض أعداد هذه الحيوانات انخفاضا مقلقا بسبب فقدان الموائل وقلة موارد الغذاء، فضلاً عن عوامل الصراع مع البشر وممارسات الصيد الجائر والتجارة غير المشروعة، فعلى سبيل المثال، انخفضت أعداد النمور بنسبة 97% على مدى الـ100 عام الماضية، في حين انخفضت أعداد الأسود الأفريقية بنسبة 40% في 20 سنة، ومع ذلك يجرى العمل على مجموعة من التدابير لوقف هذا الانخفاض.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في دورتها الـ 68 في ديسمبر 2013، اعتبار يوم 3 مارس يوماً عالمياً للحياة البرية، وذلك لإذكاء الوعي بأهمية الحيوانات والنباتات البرية بموجب قرارها رقم القرار 205/68، وقد تم اختيار هذا التاريخ، حيث أنه هو يوم اعتماد اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض عام 1973، والذي يلعب دوراً بالغ الأهمية في ضمان ألا تشكل التجارة الدولية تهديداً لبقاء هذه الأصناف من الحيوانات والنباتات البرية.
وكان أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قد أشار في رسالته، إلي أننا نركز في احتفائنا باليوم العالمي للأحياء البرية، على الدور الهام الذي تؤديه الحيوانات والنباتات البرية التي تعيش على هذا الكوكب في ثقافاتنا واستدامة مجتمعاتنا، وفي هذا العام، تسلط الأضواء على القطط الكبيرة في العالم، تلك الحيوانات المفترسة البديعة، التي تعيش في مناطق تمتد من أفريقيا إلى آسيا والأمريكتين، وتشمل أنواعا مثل الفهود، ونمور اليغور، والنمور الرقطاء، والأسود، وأسود البوما، ونمور الثلوج، وغير ذلك من أنواع النمور.
وأضاف غوتيريش، إن هذه المخلوقات الساحرة تحظى بالإجلال في مختلف أصقاع العالم، لما تنعم به من رشاقة وقوة، غير أنها قد أصبحت معرضة بشكل متزايد لخطر الانقراض، فقد شهدت أعداد القطط الكبيرة انخفاضا هائلا في الآونة الأخيرة، حيث كان يعيش في آسيا، قبل فترة لا تزيد كثيرا عن قرن مضى، ما يصل إلى 100 ألف من النمور البرية، أما اليوم، لم يعد يتبق منها سوى أقل من ٤ آلاف نمر. وهكذا فقدت تلك الحيوانات 96 % من تعدادها على مر العصور، والوضع متشابه بالنسبة لجميع القطط الكبيرة، فهي جميعا مهددة بفقدان موائلها ومعرضة لأخطار تغير المناخ والصيد غير المشروع والاتجار غير المشروع، والصراع بين الإنسان والحياة البرية، ولما كنا نحن السبب في تراجع أعداد هذه الحيوانات، فإن بوسعنا أيضا أن نكون مصدر خلاصها.