الجمعة 27 سبتمبر 2024

مصر المحطة الأولى لولي العهد السعودي في زياراته الخارجية.. دبلوماسيون: دلالة لعمق العلاقات بين البلدين وتهدف لتعميق التنسيق الثنائي.. والقضية الفلسطينية وقطر والعلاقات الثنائية تتصدر المباحثات

تحقيقات3-3-2018 | 16:14

المنيسي: اختيار «بن سلمان» مصر في أول زياراته الرسمية يؤكد عمق العلاقات

السفير طلعت حامد: 4 ملفات على مائدة السيسي ومحمد بن سلمان

دبلوماسي سابق: الزيارة تهدف لتعميق التنسيق العربي بشأن القضايا الإقليمية

 

وصف دبلوماسيون الزيارة التي يجريها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة غدا بانها تأتي في توقيت هام، وأن اختياره لمصر كأول محطات زياراته الخارجية منذ توليه ولاية العهد يؤكد عمق العلاقات بين القاهرة والرياض، موضحين أن الزيارة تحمل عدة ملفات إقليمية أبرزها القضية الفلسطينية ومقاطعة قطر والأوضاع في سوريا إلى جانب العلاقات الثنائية.

ومن المقرر أن يصل غدا الأحد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة في زيارة تستمر لمدة ثلاثة أيام، في أولى جولاته الخارجية منذ تعيينه وليا للعهد في المملكة العربية السعودية، حيث يستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويبحثان خلال لقائهما سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن الاستمرار في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

 

تعميق التنسيق العربي

السفير عزمي خليفة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى القاهرة غدا الأحد، تأتي في توقيت مهم في ظل هجمة شرسة يتعرض لها العالم العربي ووجود عدد من المشاريع الدولية كالمشروع الإيراني والتركي والغربي في المنطقة وتواجدهم في عدد من الدول العربية كسوريا واليمن.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن هذه الزيارة تهدف لإحداث أكبر قدر من التنسيق العربي في المرحلة المقبلة بشأن القضايا الإقليمية في المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية تشهد تحولات عديدة أحدثها القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر الماضي، مضيفا أنه يجب التنسيق بشأن تلك القضية وخاصة أن زيارة محمد بن سلمان تأتي قبيل زيارته المرتقبة للولايات المتحدة.

وأوضح خليفة أن ملف الأمن القومي العربي يشغل أيضا حيزا كبيرا في مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي، مضيفا أن مفهوم الأمن القومي العربي تغير ولا يمكن تحقيقه عبر دولة واحدة إنما بالتعاون والتكامل بين كل الدول من المحيط إلى الخليج لأنه انتقل من مستوى دولة واحدة إلى مستوى إقليمي.

وأكد أن الزيارة ستتطرق أيضا إلى الملف السوري وبحث قرار مجلس الأمن بشأن إيقاف إطلاق النار في الغوطة الشرقية لمدة 30 يوما والترتيب لما بعد انتهاء فترة الهدنة.

 

4 ملفات

فيما قال السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد الأسبق للبرلمان العربي: إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إلى القاهرة غدا، تحمل عدة ملفات إقليمية وثنائية، خلال مباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أبرزها القضية الفلسطينية وتطوراتها في ضوء قرار الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، إن ملف مقاطعة الدول العربية الأربع لقطر سيشغل حيزا أيضا في المباحثات بعد تطورات الأزمة وبيان الرباعي العربي الأخير، موضحا أن الملف الثالث هو التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية خاصة في اليمن ودعم الحوثيين بالصواريخ الباليستية، وكذلك الأزمة السورية وتطوراتها والتدخل التركي في عفرين وفي الشأن العربي بشكل عام.

وأكد حامد، أن الجانب الآخر من اللقاء سيتطرق إلى العلاقات الثنائية الاقتصادية والسياسية والتنسيق في المواقف المشتركة، وخاصة أن هناك زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الشهر الجاري، وسط ما يتردد عن قرب طرح الإدارة الأمريكية لعملية سلام، مضيفا إن محمد بن سلمان يمثل فكرا جديدا في المملكة ويلقى قبلا داخليا وخارجيا.

 

عمق العلاقات

ومن جانبه، قال السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن مصر هي المحطة الأولى للأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي في أول زياراته الرسمية الخارجية منذ توليه ولاية العهد، ولهذا دلالة تؤكد عمق العلاقات بين القاهرة والرياض، وإن التحديات التي تواجه البلدين واحدة والمصالح مشتركة.

وأضاف في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، إن القضايا الإقليمية التي تتصدر مباحثات السيسي وبن سلمان هي الأزمة في اليمن باعتبارها أعقد الأزمات في المنطقة، لأن الحوثيين يشكلون خُمس سكان اليمن ويحصلون على دعم إيراني، أما سوريا وليبيا فالعناصر الإرهابية بها وافدة ويمكن القضاء عليها بالجهد العسكري.

وأشار المنيسي إلى أن التحالف العربي في اليمن وتطورات الأحدث هناك ستتصدر أيضا مباحثات السيسي ومحمد بن سلمان، فضلا عن كيفية إنهاء الأزمة السورية والوصول إلى حل من خلال التفاوض السياسي الذي تتبناه مصر باعتباره المخرج المتاح لكل الأطراف بعد فشل الحل العسكري، مضيفا أن الوضع في قطر أيضا ومقاطعة الرباعي العربي للدوحة ستشغل جزءا من المباحثات.

وأكد، أن استمرار دعم الدوحة للإرهاب ماليا هو السبب في اشتعال الأزمات في الدول العربية، موضحا أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى وستكون محل نقاش محوري بين القاهرة والرياض مع قرب زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن، والتي ستتناول أيضا قضايا الإرهاب والموقف الأمريكي من القدس.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية متميزة فهناك تطابق كامل بين القيادتين في وجهة نظرهم وكذلك العلاقات الاقتصادية تتنامى بشكل جيد.