«نشهد نحن ضيفات وضيوف مهرجان أسوان لأفلام المرأة، أن نتوشح بالأبيض لنؤكد عدم ارتكاب العنف ضد النساء، أو التغاضي عنه أو الصمت تجاهه ومحاربته في جميع صورة وأشكاله، وليكن شعارنا بالفن نناهض العنف ضد النساء» .
حسن الختام ذلك الذى شهدته فعاليات منتدى نوت لمناهضة العنف ضد المرأة برئاسة د. عزة كامل الذى أقيم ضمن فعاليات المهرجان الأول لأفلام المرأة بأسوان ، الجميل فى المشهد أن الرجال كانوا داعمين للنساء على مدار ثلاثة أيام هى مدة انعقاد ندوات المنتدى سواء بالمناقشات وإثرائها وأيضاً عند أداء القسم الذى يدعو الجميع إلى التصدى لكل أشكال العنف ضد المرأة وعدم التغاضى عنه أو تجاهله .
أما عن «نوت» أيقونة فاعليات المنتدى فهى إلهة السماء التى يستلقى تحت قدميها أخوها «جب» إله الأرض ويرفعها والدها « شو » إله الهواء وتباركها والدتها «تفنوت» فى مشهد غاية فى الإبداع والرقى والتقدير للمرأة والحفاظ عليها بعيدا عن أى مكروه ، القسم الذى شاركنا فى أدائه جميعا رجالا ونساء هو تعهد والتزام تجاه أنفسنا أولا ثم المجتمع لدرء جميع الأمراض الاجتماعية والآثار النفسية التى تستقر فى أعماق النساء نتيجة العنف ضدهن والذى يمثل جرحا يصعب علاجه .
الشئ بالشئ يذكر ومع بدء انطلاق عام المرأة ولأنها دائماً وأبدا الدرع الواقى للوطن وهى من يدعوها الرئيس السيسى فى كل الأزمات دعما وسندا، واستكمالا للعهد الذى قطعه المشاركون فى منتدى نوت على أنفسهم بالتصدى لكل مظاهر العنف ضد المرأة ، فكرنا فى «حواء» أن نجرى بعض التحقيقات الصحفية فى ملف يتضمن عددا من الالتزامات تقطعها المرأة على نفسها وتتعهد بالمضى قدما فى تحقيقها من أجل رفعة وطنها وإصلاح ما أفسده الآخرون فى شكل «وثيقة» تقول: «أنا بنت النيل فى المحن سد منيع ، من ذا الذى يستطيع أن يطمس من ضمير الإنسانية مكانتى وصفحات التاريخ تشع بنور خطواتى وتتزين بمحطات كفاحى وتنطق بقدرتى على تخطى الصعاب ، أنا ملهمة التاريخ وباعثة حكمته، لم تفتر يوما عزيمتى، ولم أستسلم يوما لواقع جائر من أجل حقى، سأرفع صوتى وبجهدى سأتمسك بحقوقى ولن أنسى فى يوم أننى محور الكون.. أنا القادرة أنا حفيدة حتشبسوت التى حكمت مصر عشرين عاما، أنا حفيدة درية شفيق نلت حقوقي في التصويت والترشح، وعزمى على نيل تمثيل عادل في المجالس النيابية وتولي المناصب لايلين.. أنا أول امرأة عرف التاريخ لها ذمة مالية مستقلة وحفظ المولى في قرآنه وإنجيله وتوراته حقها.. أنا المصرية أول امرأة تحصل على ميراث من أبيها وزوجها وإن سألتم عني الحضارة اليونانية ستكون شهادتها على كرامتي وعزتي كافية.
أنا العزيزة أنا.. بلغت مكانتى حد العبادة أنا «حتحور» و«باستيت» و«تينينت» لا أسمح لخطاب ديني مغلوط أن يحط من شأني أو مناهج تعليمية تتجاهل إدانة أشكال التمييز وتجرم العنف ضدى.. أنا نور العلم أنا .. حفيدة «ميريت بتاح أول طبيبة في التاريخ وجداتي أنشأن أول مدرسة لتعليم الإناث وسأتمسك بفرص متكافئة للتعليم والتدريب والعمل.
أنا الحكيمة أنا .. كفاءتى عرفتها الدولة الإغريقية وانتزعت بكل جدارة حق الإدارة والتملّك وبيع الممتلكات الخاصة والشراكة في العقود كالزواج الطلاق وتنفيذ الوصايا وعهدي دائما موصول فى ضمان استقلالي في كل قانون.
أنا المبدعة أنا .. حفيدة عزيزة أمير أم السينما المصرية وصاحبة أول فيلم روائي صامت عام 1927 وحفيدة جميلة حافظ أول من أسست مجلة نسائية عام 1907 سأقول للابتذال والإسفاف ألف «لأ» و«لأ» وهنمهد للجمال ألف طريق ومدق وليه لأ .. ما أنا أصلي بنت النيل .. أنا المرأة المصرية».
هذه وثيقتي التى تتضمن التزاماتى تجاه وطن أعشق ترابه ، وقائمة أمانى تنتظر التحقيق بل خارطة عمل دؤوب تستهدف تخليصى من ظلمات تتهددنى لذا ألتزم بدورى الجوهرى فى تشكيل إيثار أسرتى والعناية بها وإعداد جيل متعلم وواع ، وأتعهد بتأكيد منجزاتى فى المجالات المختلفة والعمل على تعزيزها بمزيد من العلم والعمل ، وأعد بالحفاظ على كل مكتسباتى والسعى إلى الحصول على كافة حقوقى المشروعة كونى أحد جناحى الوطن وتقدمى يعنى رفعته، سأضاعف دورى فى التنمية والتقدم ودفع عجلة الإنتاج لا عن طريق قيامى بواجباتى التربوية والأسرية فقط وإنما أيضاً عن طريق إسهامى فى كل مجالات الحياة بكفاءة واقتدار، سألبى نداء الوطن وأشارك بفاعلية فى كل الإستحقاقات السياسية والمجتمعية كلما دعا الداعى حفظا على أمنه واستقراره، أطمح فى التمثيل العادل لى بما يتناسب مع تعاظم دورى بنسبة لا تقل عن 35% فى كافة المجالس، وأتمنى تقييم مساهمة النساء فى سوق العمل الرسمية وغير الرسمية وكذلك مساهمة ربات البيوت فى الإقتصاد، وأطالب بتشديد العقوبة على جرائم العنف ضدى.
إن وثيقتنا هذه ما هى إلا قائمة أمانى تنتظر التحقيق بل هى خارطة لعمل دءوب تستهدف تخليص المرأة المصرية من عثرات تعترض طريقها ونبراس يضئ بوصلتها على طريق نيل حقوق متساوية وواجبات متقاسمة لاشك أنها ستنالها بإصرارها وعزيمتها.