الأربعاء 29 مايو 2024

فى ذكراها الـ «29» .. زينات علوى الراقصة صاحبة المواقف الإنسانية

12-3-2017 | 11:41

كتب : أحمد سعيد

قال عنها الكاتب الكبير أنيس منصور « هي أحسن راقصة مصرية» لأن أداءها سهل وجميل ولا تبتذل في حركاتها، كما أكد أنه شاهدها تقف موقفا نبيلا مع الصحفيين الذين فصلهم الرئيس عبدالناصر، وكانت تداوم علي زيارة كامل الشناوي وتظل بجواره وتعطيه مالاً يقدر ببضعة آلاف وهددته بإلقاء نفسها من النافذة إذا لم يأخذ المبلغ، كما أكد أنيس منصور أنها بعد وفاتها جاءته إحدي قريباتها وأعطته خطابا ومعه مبلغ من المال مساعدة لإحدي الفنانات، هكذا قال الكاتب الكبير عن الفنانة الراحلة زينات علوي..

ولدت زينات علوي في 19 مايو عام 1930 بمدينة الإسكندرية التي ترعرعت بها حتي قررت الفرار من منزل أسرتها إلي القاهرة وبدأت مشوارها الفني بالعمل في شارع عماد الدين والذي اشتهر بملاهيه الليلية ومسارحه ثم التحقت بكازينو بديعة مصابني ثم عملت في فرقة شكوكو لتنتقل بعدها للعمل في السينما حيث شاركت في العديد من الأفلام منها أشجع رجل في العالم وإشاعة حب وأدهم الشرقاوي والزوجة الـ 13 والسراب ونشال رغم أنفه وعندما نحب وكرامة زوجتي والزوج العازب والعقل والمال والعائلة الكريمة وعبيد الجسد وكهرمانة وهذا هو الحب وطريق الأمل والمتهم وإسماعيل ياسين في الأسطول وصاحبة العصمة ونهارك سعيد وكابتن مصر وودعت حبك ورنة الخلخال ولمين هواك وشباك حبيبي وريا وسكينة وغيرها وتزوجت من «محب مانع» وهو صحفي كان يملك مجلة فنية.

وظلت زينات بعيدة عن شباك الرجال الذين رأوها أكثر من راقصة ولقنت الكثير منهم أصول الأدب والالتزام وعندما غادرت بديعة مصابني أستاذتها مصر انتقلت إلي فرقة محمود شكوكو الذي دربها علي الرقص الاحترافي وأكملت معه المسيرة ذاتها ورغم النجاح الذي حققته في السينما إلا أنها لم تقدم نفسها كممثلة وظلت تفضل أدوار الراقصة لكنها ضاقت من المعاملة العنيفة للراقصات وسعت لإنشاء نقابة لهن وعندما فشلت اعتزلت للمرة الأولي عام 1965، وبعد أشهر من الظروف المادية الصعبة والديون المتراكمة عادت مجدداً للرقص لكنها اعتزلت نهائيا عام 1970.

وقد عاشت زينات حياة صعبة في طفولتها فقد كانت من أسرة فقيرة ووالدها كان قاسيا جدا معها لكنها استطاعت أن تصبح واحدة من رائدات الفن الشرقي حتي أنها لقبت «بزينات قلب الأسد» لانضباطها.

كما شبهوها بالراحلة تحية كاريوكا لجرأتها وصراحتها وقد ذكرت زينات عن والدها أنه كان يعاملها بقسوة ويضربها لكنها كانت ترفض الإهانة وهربت منه للقاهرة وعمرها 16 عاماً وذهبت لإحدي قريباتها وعملت في كازينو بديعة مصابني وأثبتت علوي نفسها في فرقة بديعة خاصة أن الجمهور تفاعل معها وأحبها وكانت تمسك بالعصا الصعيدية التي اشتهرت بها في رقصاتها وتفننت في الاستعراض وكتبت عنها الصحف وقارنوا بينها وبين سامية جمال وتحية كاريوكا ونعيمة عاكف لدرجة أنها أصبحت راقصة الملوك والأمراء، كما أن عبدالعزيز محمود كان لا يبدع علي المسرح إلا وهي ترقص أمامه وكذلك عمر الجيزاوي.

وحاول صلاح أبوسيف ويوسف شاهين جذبها لتصبح ممثلة لكنها كانت تري نفسها أكثر كراقصة.. قال عنها النقاد إنها كانت نموذجا للراقصة الشرقية التي تقدم الرقص الشرقي بمفهومه الكلاسيكي وشاركت علوي في مسلسل واحد هو «السفينة التائهة» عام 1971 تأليف محمود صبحي، إخراج يوسف مرزوق بطولة يحيي شاهين وزيزي البدراوي، وقد اعترف عبدالسلام النابلسي في حوار له أنه أحب علوي بشدة وعرض عليها الزواج لكنها رفضت وذلك بعدما اشتركا في فيلم إسماعيل ياسين في البوليس السري عام 1959 وظلت لسنوات طويلة ترفض الارتباط أو الزواج من أي رجل حتي أحبت الصحفي محب مانع الذي كان يمتلك مجلة «أخبار النجوم».

وقد عرفت بمواقفها الإنسانية الكثيرة وأقرت زينات بأنها لم تخن صديقتها سامية جمال وصدت عنها رشدي أباظة بعد مشاركتها معه في فيلم الزوجة الـ 13 وقد ضاقت زينات بما تفعله الرقابة مع الراقصات وسعت لإنشاء نقابة لهن وكونت تحالفا للضغط علي وزارة الثقافة وساعدها في ذلك تحية كاريوكا ونجوي فؤاد وسهير زكي وسامية جمال وزيزي مصطفي إلا أنه تم تفعيل القرار الخاص بالرقابة علي المصنفات الفنية وتشديده.

وقد كان لزينات دور كبير في إتمام زواج سعاد مكاوي من الملحن محمد الموجي واعترفت سعاد بفضلها في اقناع والدها وبتولي نفقات «ليلة الحنة» في كازينو الاريزونا وقد عاشت زينات سنواتها الأخيرة في معاناة لدرجة أنها قررت بيع أثاث منزلها لتوفير نفقاتها حتى وجد جثمانها بعد وفاتها بمنزلها وظلت 3 أيام متوفاة دون أن يشعر بها أحد حتي اكتشفت خادمتها موتها وأكد تقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة أزمة قلبية وافتها في 5 يناير عام 1988 ولم يحضر جنازتها سوي الفنانة تحية كاريوكا والفنانة فيفي عبده.