رخا حسن: جنوب السودان أدرك دور الجامعة العربية.. وطلب انضمام مرجح قبوله

دبلوماسي: انضمام جنوب السودان للجامعة العربية يزيد قوة الأمن القومي

دبلوماسي سابق: طلب جنوب السودان للانضمام للجامعة العربية خطوة مرحب بها

 

أكد دبلوماسيون أن طلب جنوب السودان الانضمام للجامعة العربية هو خطوة طيبة ومرحب بها بعد مرور نحو 7 أعوام على استقلاله وذلك في يوليو 2011، موضحين أن أبرز شروط الانضمام هو الالتزام بميثاق الجامعة واستخدام اللغة العربية وأن سعي جوبا للعضوية هو لإدراك الدولة حديثة النشأة لدور الجامعة وسيحقق نتائج إيجابية للأمن القومي العربي ومواجهة التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا.

كان جنوب السودان قد تقدم رسميا بطلب الانضمام إلى جامعة الدول العربية، وسلم الأمانة العامة للجامعة العربية مذكرة رسمية للحصول على العضوية، وستعرض المذكرة، اليوم، خلال أعمال الدورة 149 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية برئاسة السعودية وبمشاركة وزراء الخارجية العرب أو مَن يمثلهم، وبحضور أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة.

ويناقش الوزراء، اليوم، عددا من القضايا التى رفعها المندوبون الدائمون فى ختام اجتماعهم الأحد الماضي وفى مقدمتها مشروع جدول أعمال القمة العربية المقبلة بالرياض، بالإضافة إلى عدد من الملفات الأخرى وذلك بعد انعقاد اجتماعات لأربع لجان عربية صباح اليوم لمناقشة كيفية مواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الأفريقية وخطة التحرك العربي للتصدي لترشح إسرائيل لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي ومتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل تفعيل مبادرة السلام العربية.

 

خطوة مرحب بها

قال السفير أحمد حجاج الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الإفريقية، اليوم الأربعاء، إن طلب جنوب السودان الانضمام إلى الجامعة العربية هو خطوة مرحب بها وإيجابية بعد مرور نحو 7 سنوات تقريبا من استقلالها عن السودان، مضيفًا أن الطلب ينبغي أن يحصل على قبول بأغلبية أعضاء مجلس الجامعة.

وأضاف حجاج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك دولًا إفريقية طلبت الانضمام إلى الجامعة العربية وحصلت على العضوية، مثل جيبوتي والصومال، موضحًا أن إتمام انضمام جنوب السودان رسميًّا قد يتم بعد عام أو عامين على أقصى تقدير، لتحصل على عضوية ويقع عليها نفس الالتزامات كبقية الدول العربية الأعضاء.

وأوضح الدبلوماسي السابق أن الجامعة العربية سترحب بهذا الطلب ولن يُقابل بالرفض، إذ إنه خطوة طيبة.

 

أدرك دور الجامعة العربية

وقال السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن اجتماع مجلس الجامعة العربية اليوم الأربعاء هو اجتماع دوري على مستوى وزراء الخارجية قبيل انعقاد القمة العربية المقرر لها نهاية الشهر الجاري في الرياض، مضيفا أن الاجتماع يهدف إلى الإعداد للقمة والاتفاق على جدول أعمالها وبحث الملفات المعروضة بها.

وأضاف حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الاجتماع سيبحث طلب جنوب السودان للانضمام إلى الجامعة العربية، وهو خطوة مرحب بها وبادرة طيبة من جوبا التي كانت جزءا من السودان قبل استقلالها وبالتالي عضوا في الجامعة، موضحا أن أبرز شروط قبول الطلب هو الالتزام بميثاق وكل مبادئ الجامعة وتحقيق الأمن القومي العربي واستخدام اللغة العربية إلى جانب اللغة المحلية كالصومال وجزر القمر.

ورجح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن تغير موقف جوبا بعدما كانت في البداية رافضة للانضمام للجامعة العربية وقت الانفصال وفضلوا الاكتفاء بعضوية الاتحاد الإفريقي ربما يكون لإدراكهم أهمية الانضمام للجامعة ليكون لها دور ومساهمة في حل أزماتهم ودعمهم، مضيفًا أن الموافقة تطلب توافق آراء الأعضاء.

وأشار حسن إلى أنه بعد عرض الطلب على مجلس الجامعة في دورته اليوم سيصدر توصية إما بالقبول أو الرفض وفي حالة جنوب السودان مرجح قبوله، مضيفا أنه بعد التوصية سيعرض على الرؤساء في القمة العربية ويعلنون الموافقة.

وأكد عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن مجلس الجامعة يعقد اجتماعا دوريا ثانيا في سبتمبر للإعداد للجمعية العامة للأمم المتحدة للتنسيق للمشروعات والترشيحات العربية للمناصب الدولية والملفات المقرر طرحها.

قوة الأمن القومي

وقال السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد السابق للبرلمان العربي، إن دولة جنوب السودان لها موقع استراتيجي والعلاقات بينها وبين مصر قوية، مضيفا أنها تقدمت بطلبها للانضمام للجامعة العربية بعد مشاورات مع الدول العربية وخاصة مصر وطلبها سيلقى قبولا داخل مجلس الجامعة.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أهم ما يحققه انضمام جوبا للجامعة العربية هو زيادة قوة الأمن القومي العربي وخاصة أن موقعها استراتيجي ويحول مواقفها لتكون أكثر دعما للقضايا العربية فضلا عن أنه سيحفز دول أخرى للانضمام منها أريتريا وتشاد ويساهم في الاحتواء العربي لجوبا حديثة النشأة كخطوة للحد من التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا.

وأشار حامد إلى أنه على الجانب المصري فالعلاقات مع جنوب السودان طيبة وانضمامها للجامعة العربية يزيد من التعاون المشترك خاصة في قضايا المياه ويمكن أن يكون خطوة لإعادة إحياء مشروع قناة جونجلي الذي توقف منذ سنوات رغم أهميته، مضيفا أن أبرز الشروط التي تتطلبها للحصول على العضوية هو أن تستخدم اللغة العربية وتقع في النطاق العربي.

وأضاف أن الطلب محل بحث اليوم في اجتماع وزراء الخارجية للخروج بتوصيات وتداول الأمر لعرضه في القمة العربية المقبلة لاتخاذ القرار بالأغلبية والتي إن وافقت سيتم اتخاذ خطوات إجرائية كتعديل أعداد المقاعد لتصبح 23 بدلا من 22 وتعين جوبا مندوبا دائما لها في المجلس.