حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" من أن مخاطر متزايدة يواجهها جيل من الأطفال والشباب السوريين، وسط ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال بنسبة 50٪ في العام الماضي، لافتا إلى أن عام 2017 كان الأسوأ على الإطلاق بالنسبة لتأثير الحرب على الأطفال والشباب السوريين، حيث قتل 910 منهم في صراع لم يمنحهم أي رحمة، وهو ما يمثل خسائر فادحة غير متناسبة مع الأشخاص الأكثر ضعفاً في البلاد.
ولفتت اليونيسيف -في تقرير لها بثته صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- إلى أن هذه الأرقام تقوّض الادعاءات بأن الحرب، التي ستدخل عامها الثامن قريبا، آخذة في الانتهاء وتفقد قوتها، مشيرة إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر "الأطفال" يواجهون تهديدات متزايدة بالتشويه الدائم بسبب القتال، كما أنهم يعانون من سلسلة من الانتهاكات، بما في ذلك العمل القسري، والزواج ، وندرة الغذاء، والحد الأدنى من الوصول إلى الصحة أو التعليم.
وقال جيرت كابيلير المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "هناك آثار جروح في الأطفال، وهناك ندبات على أجسادهم لن تُمحى أبدا، إن حماية الأطفال لم يلتزم بها أي من أطراف النزاع في سوريا".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 13 مليون شخص داخل سوريا يحتاجون الآن لمساعدات إنسانية، أكثر من نصفهم من الأطفال، ومن بين 1ر6 مليون شخص نازح داخليًا، هناك 8ر2 مليون من الأطفال، وتظهر أرقام العام الماضي أن ما متوسطه 6550 شخصًا ينزحون يوميا داخل عن سوريا.
ورصدت المنظمة تصاعد العنف خلال الأشهر الأولى من عام 2018 في إدلب ومنطقة الغوطة شرق دمشق وفي عفرين على الحدود التركية، لافتة إلى أن محاصرة إدلب والغوطة الشرقية، في حين شنت تركيا بالوكالة هجومًا ضد جيب عفرين في يناير، ولا يزال هناك تهديد قاتل من الألغام والقنابل غير المنفجرة التي خلفتها المعارك في الرقة ودير الزور.
ولفتت المنظمة إلى أنه في الغوطة الشرقية، يتعرض السكان المحاصرون البالغ عددهم نحو 420 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، منذ شهر، لغارات جوية التي تحاول طرد مسحلي المعارضة والمجتمعات المحلية التي تدعمهم، وتتراوح الأعداد التقديرية للقتلى في الغوطة من 1000 إلى 1300 شخص، يُعتقد أن الأطفال يمثلون عدة مئات من الضحايا على الأقل.
كما نوّهت اليونيسيف إلى أن جميع المؤشرات الاقتصادية، توحي بمعاناة الأطفال في سوريا من ظروف أسوأ في العام الماضي مقارنة بعام 2016، حيث ارتفعت ندرة الغذاء في جميع أنحاء البلاد، وعانى الأطفال أكثر من غيرهم بسبب نقص التغذية الكافية.
واختتمت المنظمة تقريرها بالقول: إن التأثير النفسي على الأجيال الشابة التي قضت نصف حياتها على الأقل في صراع وحرمان من الغذاء الكافي والتعليم والرعاية الصحية، هو من أصعب أنواع المخاطر التي يجب وضعها في الاعتبار".