عاصر موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب العديد من الملوك والرؤساء طوال حياته في
مصر ، فقد كان عبد الوهاب في ريعان الشباب عندما تولى الملك فؤاد الأول حكم مصر ،
ووصل إلى قمة العطاء والإبداع مع تولي الملك فاروق مقاليد الحكم ، وقد غنى عبد
الوهاب عدة أغانِ تشيد بحكم فاروق وإنجازاته .
كانت ثورة يوليو 1952 النقلة الكبرى في تغيير الأوضاع في مصر، ومنها الوصول إلى
النظام الجمهوري بدلاً من الملكي ، وكطبيعة كل البشر ونجوم الفن أيضاً بدأ عبد
الوهاب منحازاً وداعماً للثورة البيضاء ، وتجسد ذلك فيم غناه حباً في ثورة يوليو
ولتشجيع الجماهير بالمساهمة للتسليح مثل أغنية "زود جيش أوطانك واتبرع لسلاحه" ، وظهرت العديد من
أغاني عبد الوهاب التي تتغزل في شخص الزعيم جمال عبد الناصر، ومنها أغنية "تسلم يا
غالي" ، التي تقول كلماتها : قضيت شبابك سهران في حيرة ، وفتحت بابك لأيام عسيرة ،
وزاد عذابك ولا جبت سيرة .. أصلك حبيبنا ، تحميك قلوبنا .. تسلم ياغالي.
مع بداية حكم الرئيس أنور السادات كان المعين لمجمل الفنون قد نضب ، فقد توارى كل
العظماء في الشعر والتلحين والغناء ، ومن بقي منهم على قيد الحياة فقد أعجزته
الأيام وعوامل الزمن عن الإبداع أو العطاء، لذا لحن عبد الوهاب فقط في ذلك العصر
أوبريت أرضنا الطيبة .
وعلى صعيد الأحداث السياسية والإنتخابات الرئاسية التي مرت في حياة موسيقار
الأجيال محمد عبد الوهاب ، فقد شارك عبد الوهاب في أول انتخابات رئاسية عام 1958
عند انتخاب الزعيم جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة، ولم ينقطع
عبد الوهاب عن المشاركة في أي استفتاء أو انتخابات رئاسية في فترة رئاسة عبد
الناصر والسادات ومبارك ، فقد كان يحرص على الذهاب مبكراً ليدلي بصوته ويعبر عن
رأيه ، وهذا ما يجب على كل أفراد الشعب ، فتلك هي الفرصة التي تتاح للمصريون لاختيار
من يمثلهم ومن يثقون به ، ويستفتون قلوبهم وينتخبوا من يبني مصر ويحمي أراضيها
ويطهرها من براثن الإرهاب.
وفي ذكرى ميلاد عبد الوهاب التي تتزامن مع بدء حملة الإنتخابات الرئاسية لعام 2018
تطرح الهلال اليوم صورة نادرة تظهر للمرة الأولى لموسيقار الأجيال وهو يدلي بصوته
في الإنتخابات الرئاسية ، حيث يقف مثله كمثل أي مواطن عادي ، ويمتثل لتعليمات لجنة
الإنتخاب التابع لها ، ليعبر بصوته ويختار رئيسه في حرية تامة .