منسق مبادرة السيسي للقضاء على فيروس «سي» في حواره مع «الهلال اليوم»: قوائم الانتظار كانت بالآلاف والآن نبحث عن المرضى
الشاذلى: المبادرة حلم الرئيس الثاني للقضاء على الفيروس.. والمريض يُعلن شفاؤه بعد مرور 6 أشهر.. وكان لدينا 300 ألف في قوائم الانتظار والآن نبحث عن المرضى
باتت مبادرة الرئيس السيسي للقضاء على فيرس سي حلما يراود الجميع بعدما كان الفيروس يمثل كابوسا لعموم المصريين، وفي السطور التالية نسنتعرض مشوار المبادرة مع المنسق العام لها الدكتور يحيى الشاذلي الذي خص "الهلال اليوم" بحوار شامل عنها، حيث قال.. دعينا نروى القصة من بدايتها، حيث كان الاهتمام بعلاج فيروس سي بدأ فعليا في 2012 و2013 عندما تم اكتشاف التركيب الخلوي للفيروس، والإنزيمات التي تمثل جزءا من التركيب الجيني له، وهذه الإنزيمات المسؤولة عن تكاثر الفيروسات، وبمعرفتها بات يمكن وقفها لأن أزمة فيروس سي أنه لا يمكن التخلص منه سوى بالقتل، وهو الأمر الصعب، لأنه يدخل الخلية ثم ينتج عنه مليون آخر، فإذا قتلنا خمسة فيروسات وظل اثنان ينتجان خلال بضع ساعات ملايين الفيروسات، أما المشكلة الثانية فهي أن الأدوية المتوفرة لقتله كميتها قليلة، بينما كانت هناك وسيلة أخرى تستخدم لمواجهة الفيروس عبر تزويد المناعة ضده باستخدام الإنترفيرون وكانت أزمته لابد أن يؤخذ كل يوم لفترة طويلة، وكان له مضاعفات كبرى ونسبة الشفاء قليلة، حتى ظهر هذا الدواء حيث إنه يوقف تكاثر الفيروسات، وهنا بات في الإمكان القضاء عليه.ويستطرد الشاذلي، في حواره، أن الفيروس له أربعة إنزيمات بمجرد وقف إنزيم واحد لا يتكاثر الفيروس، واستطاع العلماء تصنيع أدوية لوقف أهم ثلاثة إنزيمات له، تلك الأدوية ميزتها أنها تؤخذ عبر الفم، نسبة الشفاء فيها عالية جدا تصل إلى 98% وفترة العلاج قصيرة.ثم واجهتنا مشكلة أن الدواء غال جدا لأن الأبحاث الخاصة به كلفت المليارات من الدولارات، لذلك كانت علبة السوفالدي في البداية سعرها 28 ألف دولار، والمريض يحتاج إلى ثلاث علب أي 80 ألف دولار، وتم تقسيم العالم إلى ثلاث مجموعات الأولى التي يباع لها الدواء بـ28 ألف دولار، والثانية يباع لها بـألفين دولار، وكانت مصر منها، والمجموعة الثالثة يباع لها بـ300 دولار، ثم تناقشت مصر مع تلك الشركات وأصبحت من الدول الثالثة بالنسبة لقيمة بيع العلاج لها.ولكن ذلك لم يكن كافيا حيث اكتشفنا وجود عدد كبير من المرضى، نحو 10 ملايين، وكانت تكلفت علاجهم تتخطى 500 مليار دولار، مما كون قوائم الانتظار، حيث كنا نستقبل يوميا 130 ألف مريض بينما لا نستطيع علاج سوى 30 ألف في الشهر، حيث كان لدينا 300 ألف مريض في قوائم الانتظار والعدد في زيادة.ثم جاء حلم الرئيس بعلاج مليون مريض، ووفر لنا الأموال، ولكن الشركة لم تستطع الإنتاج الكافي لعدد المرضى لدينا، ثم جاء الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة، وقرر أن نلجأ إلى الدواء المصري، وكان هناك خمس شركات تتعاون معنا، وكان شرطنا أن يبيع بسعر منخفض أمام الحصول على كميات كبيرة، فانخفضت تكلفة إلى 1500، بينما في الخارج سعره مليون ونصف المليون، وفى 27 يوليو 2016 استطعنا الانتهاء من قوائم الانتظار، إذ عالجنا 830 ألف مريض، وبات يأتي 5 آلاف مريض في الشهر أقصى حد، وبات الطبيب ينتظر المريض، وكانت الأمم المتحدة تريد الاحتفال بعلاج أول مليون من فيرس سي ووجدت أن مصر وحدها استطاعت علاج 830 ألف مريض.ثم جاء الحلم الثاني للرئيس في البحث عن المريض، لأن المرض ليس له أعراض، وأحيانا 30 سنة، حيث إن 80% لديهم الفيرس ولا يعلمون.ويكمل الشاذلي: بدأنا بـ6 مجموعات، ثم الصعيد، ثم قرر الرئيس أن يكون على مستوى الجمهورية، وتم تحديد أكثر مرحلة عمرية إصابة بالفيرس من 18 إلى 59 عام فوجدنا أنهم يبلغون 50 مليون شخص هم من يشملهم المسح، عالجنا مليونا ونصف المليون، وكنا نبحث عن المسح في عام، ولكن الشركات التي تنتج الكواشف تنتج فقط 9.5 مليون كاشف في السنة لكل العالم، لذلك كان المسح على 3 أعوام، مضيفًا أنه بنهاية 2020 سيكون الناس من الفئات العمرية 18 إلى 59 جميعهم تم فحصهم والمرضى منهم أخدوا العلاج. وللعلم أن نسبة المرضى وفقا للمؤشرات الأولية للمسح 4 في المئة فقط، رغم أننا كنا نتوقع نسبة أعلى، لذلك متوقع أن يكون من بين الـ50 مليونا، 2 مليون فقط، في العام 700 ألف، وهو أمر سهل لأننا في شهور معدودة عالجنا 800 ألف لذلك متفائلون بتحقيق حلم الرئيس.وبسؤاله عن الفئات العمرية قبل 18 وبعد 59، قال الشاذلي عليهم التوجه إلى مراكز علاج الكبد وعددها 182 مركزا، لأنهم يحتاجون إلى فحوصات خاصة.كم وفرت الدولة على المريض؟المريض يكلف الدولة 3 آلاف جنيه، اختبار الأجسام المضادة بـ4 دولارات، اختبار البي سي آر بـ12 دولار، والعلاج بـ82 دولارا، مع حساب قيمة الأطباء والأشعة وباقي التحاليل يكمل ثلاثة آلاف جنيه.وعن ميزانية المبادرة قال الشاذلي إن تكلفة المسح الطبي للخمسين مليونا المفروض كنا نتوقع أن تكون 5 ملايين حاملين أجسام مضادة ومنتظرين 3.5 مليون مريض كانت يتخطى 400 مليون دولار، والدولة قامت بتجهيزهم، الآن أصبح يوجد توفير، لأننا ننتظر 2 مليون مريض، في توفير نحو نصف العلاج، مؤكدًا أن الأدوية متوفرة بالكامل.وفيما يخص المريض الذي يحصل على العلاج، قال الشاذلي: تتم متابعته، لأن المفروض العلاج 3 شهور ثم 3 شهور دون علاج ثم يظهر البي سى آر سلبي، يعنى زمنيا نحتاج إلى 6 شهور للتأكد من العلاج، ولذلك لا نعلن نتائج شفاء الآن، أما المنتكس فله علاج آخر، وهم 6 في المئة.