قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الخميس، إن "أونروا" ليست فقط وكالة لتقديم الخدمات الإنسانية أو جمعية للإحسان، حيث تعبر في الأساس عن التزام سياسي من جانب المجتمع الدولي -منصوص عليه في قرارات أممية- إزاء مأساة اللاجئين الفلسطينيين التي لم يستطع الحيلولة دون وقوعها منذ سبعين عامًا، ثم فشل في علاجها طوال هذه العقود الممتدة.
وتابع أبو الغيط، في كلمته أمام المؤتمر الوزاري الاستثنائي لدعم "أونروا"، أن الوكالة تعكس هذه المسؤولية الدولية المشتركة إزاء مصير شعب جرى تشريده، وما زال أبناؤه يعيشون على حلم العودة إلى الوطن يومًا، مشيرًا إلى أن قضية اللاجئين الفلسطينيين ليست مأساة إنسانية فحسب، وإنما هي قضية سياسية في المقام الأول.
وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن ملف اللاجئين، كما يعرف الجميع ويقر، هو إحدى قضايا الحل النهائي ومحاولات تصفية هذه القضية الأساسية، أو شطب ذلك الملف وسحبه من طاولة التفاوض، عبر تقليص دور "أونروا" أو المساس بولايتها، أو دمجها بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مؤكدًا أن هذه المحاولات مكشوفة ومرفوضة ولن يُكتب لها النجاح، ولن تؤدي سوى إلى مزيد من التشبث من جانب الفلسطينيين والعرب بحق اللاجئين في حل عادل لقضيتهم بعد كل المُعاناة التي تعرضوا لها.
ولفت أبو الغيط إن ما تحتاج إليه هذه الوكالة الدولية هو آلية جادة ومستقرة توفر تمويلاً مستمرًّا وثابتًا ويُمكن التنبؤ به على أن يتناسب هذا التمويل وحجم عمليات "أونروا"، والزيادة الطبيعية في أعداد اللاجئين، مؤكدا أنه من الواجب علينا جميعًا أن نُجنب أونروا التعرض لأزمات متكررة كتلك التي واجهتها في الفترة الأخيرة.. وبحيث لا تعيش هذه الوكالة دائما على "الحافة المالية"، شهرا بعد شهر، وعاما بعد عام.