«رسلان»: لقاء
السيسي والبشير يغرق «قوى الشر» في مياه النيل
«رخا»: تفعيل للتعاون
الاقتصادي والسياسي بين الخرطوم والقاهرة
علق خبراء أمالهم
على زيارة الرئيس عمر البشير للقاهرة، ولقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسي، في إزالة الثليج
بين القاهرة والخرطوم وإزالة الإشكاليات في القضايا المشتركة، مؤكدين حرص الرئيس السيسي
على توثيق العلاقات بين البلدين باعتبارها علاقات تاريخية تربط الأشقاء، لافتين إلى
الرئيس يدرك حجم التحديات والمخططات التي تحاك بمصر بدعم كبير من دول معروفة للقاصي
والداني.
وأشار إلى أن الرئيس
السيسي حريص على تغفيل التعاون المشترك بين البلدين، مشددين على أهمية دعم مصر والسودان
إلى بعضها البعض وتفاهمهما في مختلف القضايا المشتركة.
استقبل الرئيس
عبد الفتاح السيسي، اليوم، نظيره السوداني "عُمر البشير" الذي يزور مصر حاليا.
وقال السفير بسام
راضي، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس
عُمر البشير استهلها بالترحيب به في وطنه مصر، مؤكداً ما يجمع بين البلدين من علاقات
تاريخية وعوامل ثقافية واجتماعية مشتركة وممتدة لآلاف السنين.
كما أشاد بالتطورات
الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين مؤخراً على مختلف المستويات، مشيراً إلى
انعقاد الاجتماع الرباعي الذي ضم وزيري الخارجية ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين
بالقاهرة الشهر الماضي، والذي تم خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين
بشفافية كاملة.
وأكد الرئيس أيضاً
حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان من أجل ترسيخ التعاون خلال
الفترة القادمة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات في كافة جوانبها وتحقيق نقلة
نوعية تلبى طموحات شعبي وادي النيل الشقيقين.
القضايا المشتركة
وفي هذا الإطار،
يرى الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات
السياسية، أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة اليوم تناولت عددا من الملفات
الهمة ذات الاهتمام المشترك، مؤكدًا أنها ستقرب وجهات النظر بشأن قضايا مشتركة أثارت
جدلا خلال الفترة الأخيرة، وتفتح صفحة تعاون جديدة في شتى المجالات بين الجانبين.
وأضاف لـ«الهلال
اليوم» أن الرئيس السيسي يدرك أبعاد تلاعب "قوى الشر" بالقضايا القومية لنشر
الشائعات الخبيثة، وتعمل تلك الجماعات بمدعم من بعض الدول المعروفة للجميع، ولكن الرئيس
أغرق مخططاتهم في مياه النيل، مؤكدًا أن السيسي يسعى جاهدًا لتحسين علاقات مصر الخارجية
وتهدئة الأوضاع مع الشقيق السودان لأنها دولة تربطها علاقات تاريخية مع مصر.
ولفت إلى أن موقف
السودان بالدعوة إلى اجتماع ثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان، مطلع شهر فبراير، يؤكد
انحياز السودان إلى مصر ويعمل على تهدئة الأوضاع في ملف سد النهضة، مشيرًا إلى أن الموقف
السوداني معلوم ولكن يحتاج إلى مراجعة وجدية في مواقفها في ملف سد النهضة ودعمها للجانب
المصري.
الرد على الشائعات
أكد السفير رخا
أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير
للقاهرة مهم وحيوي ويحمل رسائل ذات مدلول إيجابي في ظل الشائعات التي ينشرها أعداء
الوطن، مؤكدًا أن السيسي يحرص على توضيح الأمور ويرد على الشائعات بالوقائع.
وقال لـ«الهلال
اليوم» إن زيارة تطرق إلى أوجه التعاوني الاقتصادي عقب افتتاح معبر "أرقين"
بين البلدين بما يساعد في مرونة عبور الأفراد بين البلدين ونقل جميع البضائع عبر طرق
شرعية.
ولفت عضو المجلس
المصري للشؤون الخارجية، إلى أن زيارة البشير للقاهرة هذه المرة مختلفة وتهدف إلى توضيح
الأمور وحل الإشكاليات بين البلدين، فضلا عن تفعيل حقيقي للتعاون المشترك بين البلدين،
مؤكدا أن اجتماع اللجنة المشتركة على المستوى الرئاسي وليس الحكومي، ومقسم إلى قطاعات
نوعية لكل منهما أهمية كبيرة في التعاون المشترك، يتصدرها السياسة والاقتصاد والتعاون
الأمني.
وأشار إلى أن السودان
يخشى على حصته في نهر النيل ومن أجل ذلك ستطرق المباحثات إلى تقريب وجهات النظر في
ملف سد النهضة، فضلا عن التطرق إلى بحث آليات مكافحة الإرهاب في المنطقة.