السبت 8 يونيو 2024

اتهام محاسب بأنه السبب في الخطأ .. الأوسكار تفتح تحقيقا سريعا في فضيحة العام

13-3-2017 | 09:37

كتبت : نيفين الزهيري

"فضيحة" كان هذا ما وصف به مشاهدو ومتابع حفل الأوسكار الـ 89 حول العالم عند الإعلان عن جائزة أفضل فيلم روائي والتى أعلنت عن طريق الخطأ أنها كانت من نصيب فيلم «لا لا لاند»، وبعد صعود فريق عمل الفيلم علي المسرح للحصول عليها، فوجىء الجميع بأن الفيلم الفائز هو Moonlight وقد أذهل هذا الخطأ الحضور في مسرح دولبي بهوليوود ومشاهدي محطات التليفزيون حول العالم، وبلغ عددهم مايقرب من 24 مليون مشاهد، حيث قام مقدما المسابقة وارن بيتي وفاي دوناواي في البداية بإعلان أن الفيلم الموسيقي الرومانسي (La La Land) هو الفائز، واعتلى فريق عمل (لا لا لاند) المسرح لإلقاء كلمات قبول الجائزة وفجأة قال بيتي إنه أعطي المظروف الخطأ.

وهو ما جعل مسئولو مسابقة أكاديمية فنون وعلوم السينما "الأوسكار" يقومون بفتح تحقيق سريع بعد البيان الذي تم إصداره في خطأ محرج بشأن العمل الفائز بجائزة أحسن فيلم التي ذهبت في النهاية إلى (مونلايت) بعد حفل شهد نكاتا سياسية وزلات صغيرة، واعتذرت شركة برايس ووترهاوس كوبرز للمحاسبة التي تشرف على عملية الاقتراع على الجوائز عن الخطأ وقالت إن النجمين اللذين أعلنا اسم الفيلم الفائز أُعطيا بطريق الخطأ الظرف الخاطئ.

وأضافت في بيان "نحقق حاليا لمعرفة كيف حدث ذلك ونأسف لهذا الأمر بشدة" قدمت الشركة اعتذارها في البيان لمجموعة عمل فيلمي (مونلايت) و(لا لا لاند) والنجمين وارن بيتي وفاي دوناواي ومتابعي حفل الأوسكار، ولم يتسن الوصول لمسئولين في الأكاديمية للتعليق، ورغم أن ما حدث أمر نادر إلى حد بعيد إلا أنه ليس الأول ففي عام 1964 تسلم المغني سامي ديفيز المظروف الخطأ في فئة أفضل أغنية.

وحاول بيتي الممثل والمخرج المخضرم شرح ما حدث قائلا "أريد أن أقول لكم ماذا حدث. فتحت المظروف وكان مكتوبا فيه 'إيما ستون.. (لا لا لاند)"، وأضاف بيتي مطلقا ضحكة عصبية "لهذا نظرت طويلا إلى فاي ولكم. لم أكن أحاول أن أكون ظريفا". وكانت دوناواي هي التي أعلنت فوز فيلم (لا لا لاند) بالخطأ.

وقالت ستون التي فازت بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم (لا لا لاند) -والتي جسدت فيه دور ممثلة تحاول شق طريقها في مجال الفن- للصحفيين خلف الكواليس "هل هذه أكثر لحظات الأوسكار جنونا على الإطلاق؟ إنه أمر غريب في تاريخ الأوسكار"، وتابعت قائلة "أعتقد أن الجميع في حالة ارتباك... وفرحون أيضا من أجل (مونلايت)" الذي قالت إنه "من أفضل الأفلام على الإطلاق"

قالت شركة برايس ووترهاوس كوبرز للمحاسبة إن أحد المحاسبين والذى يعمل لحساب أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية أفسد إجراءات إعلان الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عندما أهدى الفوز لفيلم (لا لا لاند) قبل إعلان فوز فيلم (مونلايت) بالجائزة.

وقالت الشركة أيضاً إن المحاسب برايان كالينان سلم المظروف الخطأ لإعلان أبرز جوائز صناعة السينما، وذكرت وسائل إعلام أن المحاسب كان منشغلا خلف المسرح بإرسال تويتات على تويتر، وأضافت الشركة أن "كالينان أخطأ وسلم مظروف جائزة أفضل ممثلة بدلا من مظروف أفضل فيلم إلى بيتي ودوناواي".

وتابع البيان "بعد وقوع الخطأ لم يتبع السيد كالينان وزميلته إجراءات التصحيح السليمة بالسرعة الكافية"،وقالت صحيفة وول ستريت جورنال وموقع "تي إم زي دوت كوم" المتخصص في أخبار المشاهير إن كالينان نشر على تويتر من خلف المسرح صورة للممثلة إيما ستون قبل دقائق من وقوع الخطأ، وتم حذف الصورة من حساب كالينان على تويتر لكن كان بالامكان مشاهدتها من أرشيف مفتوح للصفحة، ولم يتسن الاتصال بكالينان للتعليق.

ولم يصحح الخطأ إلا بعد ارتقاء فريق عمل فيلم (لا لا لاند) ومنتجيه خشبة المسرح لتسلم الجائزة. وتركت مهمة تصحيح الوضع لمنتج الفيلم الموسيقي جوردان هوروويتز الذى قال "أنا آسف هناك خطأ. أنتم يا فريق مونلايت الفائزون بجائزة أفضل فيلم. هذه ليست دعابة"، واستغرق الأمر من شركة برايس ووتر هاوس كوبرز التي تشرف على توزيع جوائز الأوسكار منذ 83 سنة ثلاث ساعات لتأكيد تسلم بيتي ودوناواي المظروف الخطأ.

وقالت الشركة إنها تتحمل المسئولية الكاملة "نعتذر بشدة لوارن بيتي وفاي دوناواي و(مقدم الحفل) جيمي كيمل و(شبكة البث) ايه.بي.سي والأكاديمية الذين لم يكن أي منهم مسئولا عن أخطاء الليلة الماضية."

كما اعتذرت الأكاديمية التي تنظم جوائز الأوسكار عن الخطأ وقالت إنها ملتزمة بالحفاظ على نزاهة عملية إعلان الجوائز.

وبعد الحفل عرض بيتي وقد بدا عليه الحرج المظروف وقد كتب عليه بوضوح "أفضل ممثلة"، وقال خبراء في إدارة العلامات التجارية إن برايس ووتر هاوس كوبرز قد تستغرق سنوات قبل أن تتخلص من آثار هذه السقطة.

وقال تيم كالكينز أستاذ التسويق بجامعة نورث ويسترن "هذه ليست من الرياضيات المتقدمة. كان على الشركة أن تضع الاسم الصحيح في المظروف الصحيح وتسلمه للشخص الصحيح" ووصف الخطأ بأنه "مأساة على مستوى شهرة العلامات التجارية"، وتقضي إجراءات الشركة بألا يعرف أسماء الفائزين سوى اثنين من المحاسبين بعد وضع الأسماء في مجموعتين متماثلتين من المظاريف المغلقة. وعلى المحاسبين حفظ أسماء الفائزين.

وجرى العرف أن يتم نقل المظاريف في حقيبتين منفصلتين إلى مقر الحفل. ويتم نقل المحاسبين وهما في تلك الحالة كالينان ومارتا رويز بسيارتين إلى الحفل كل على حدة خشية وقوع حادث أو تأخير بسبب حركة المرور.