كتب : محمد نبيل
لم تشهد حفلات الأوسكار عبر تاريخها قبل إنشائها فى العشرينيات، دورة جدلية مثل التى أقيمت أخيراً على مسرح دبلى فى نسختها الـ89، سواء على مستوى مناهضة الاتهامات بالعنصرية عن طريق التصويت على أفلام بعينها، أو تداخل السياسة ومحاولة توجيه رسائل محددة الى دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة المنتخب حديثا، برغم علم الجميع تماما أن الأفضل لا يفوز فى أحيان كثيرة ولكن بدا واضحا اتجاه الكثير من أعضاء الأكاديمية للعمل على إزالة السمعة السيئة التى صاحبت الجائزة العريقة فى نسختها الـ88 وما تبعها من مقاطعة عدد من النجوم الأمريكيين من أصل إفريقى لشعورهم بالعنصرية.
الحفل شهد حضور اللاجئة السورية هالة كامل والتى تناول فيلم WATANI: MY HOMELAND قصتها، وهو الفيلم الذى رشح لجائزة أفضل فيلم وثائقى قصير ، وتبارت الوكالات التقاط الصور لها بزى الحجاب وكأن هذه الصور تخفى رسائل للرئيس ترامب، ووضع غياب المخرج الإيرانى الكبير أصغر فرهادى والذى سبق وحصل على الأوسكار عن فيلمه «انفصال» وحصل عليها هذا العام أيضا عن فيلمه «البائع النظام فى حرج» حيث تناقلت كبرى الصحف داخل وخارج الولايات المتحدة أيضا منع المصور السورى خالد الخطيب والذى حصل أيضا على جائزة فى فئة أفضل فيلم وثائقى قصير بالأوسكار عن فيلمه "الخوذ البيضاء" من دخول الولايات المتحدة الأمريكية لحضور حفل توزيع الجوائز رغم حصوله على الفيزا.
وقد شهد حفل توزيع جوائز الأوسكار، حصول أول مسلم على الجائزة، حيث فاز النجم العالمى «ماهر شالا على» بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم moonlight، وبذلك يكون أول الممثلين المسلمين الحاصلين على جائزة الأوسكار، وهو أول ترشيح له للجائزة، فضلا عن حصول الفيلم نفسه على جائزة أفضل فيلم فى مفاجأة كبيرة.
يبلغ طول تمثال الأوسكار 34 سم ووزنه 3.85 كغم وهو على شكل فارس يحمل سيفا ويوافق على شريط فيلمي وهو مصنوع من مادة البريتانيوم الذي هو خليط من القصدير والنحاس والذهب ويطلى به في المرحلة الأخيرة من التصنيع الجائزة التى تم إعلان تقديمها بالخطأ لفيلم "لا لا لاند" كأفضل فيلم بدلاً من الفيلم مون لايت فتحت على أثرها أكادمية فنون وعلوم الصورة تحقيقا وصل إلى نظام التصويت نفسه، وهو الأمر الذى حدث مره واحدة من قبل فى الثلاثينيات.
أما كيسى أفليك فقد طالبت عدداً من المنظمات الحقوقية والنسائية بسحب جائزة أفضل ممثل منه بعد أن اقتنصها عن دوره فى فيلم Manchester by the Sea، وذلك على خلفية اتهامه بالتحرش الجنسى عام 2010 مرتين الأولى مع المصورة ماجدالينا جوركا والواقعة الأخرى مع المنتجة والممثلة أماندا وايت، فيما نقل عدد من المواقع العالمية تصريحات عن أفليك قوله إن أي سوء معاملة تجاه أي شخص أمر غير مقبول وبغيض والجميع يستحقون معاملة جيدة ومحترمة، مؤكدًا أن الحديث عن طلبات تسوية قضيتي التحرش خارج المحكمة غير صحيحة.