الأربعاء 26 يونيو 2024

«حرب الواردات» تشتعل بين الصين وأمريكا

اقتصاد24-3-2018 | 15:48

تصاعدت حدة الخلافات التجارية بين أكبر دولتين في العالم، وهما الصين وأمريكا، وذلك بعدما بدأ الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في تنفيذ شعار حملته الانتخابية "أمريكا أولا"، عن طريق فرض رسوم على واردات من السلع الصينية بقيمة تصل إلى نحو 60 مليار دولار، وغيرها من الإجراءات.


 "الهلال اليوم" ترصد كواليس الصراع بين أكبر دولتين "أمريكا والصين"، وما ينوي الرئيس الأمريكي أن يفعله خلال الفترة المقبلة والرد المتوقع من الصين ورأي الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، في تداعيات هذا الصراع.


 في البداية يقول رشاد عبده، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الأصل هو رجل أعمال، وقد وعد المواطنين قبل تولي الرئاسة بأنه سيعمل على تحقيق شعار "أمريكا أولا"، "وأنكر ترامب الرأسمالية والعولمة ورفع شعار" المواطن الأمريكي أولا"، فعمل على تخفيض معدلات البطالة والضرائب، وبناء جدار عازل بين أمريكا والمكسيك، للسيطرة على التجارة غير مشروعة وعمليات التهريب.


قصة الحديد و الألمونيوم


ويضيف عبده أن ترامب بدا بالفعل يبحث عن الموارد الجديدة التي تحقق دخل لأمريكا، وتقلل نسبة البطالة، فاكتشف أن لديه "البترول الصخري والغاز الصخري" ، تلك الثروتين كانتا بمثابة "طاقة قدر اتفتحت لأمريكا".


فمن هنا بدأت أمريكا في إقامة مصانع من أجل تصنيع الحديد والألمونيوم، وتقليل حجم الوارد من الخارج، ولكن جاءت المعضلة، فأكبر مورد ألمونيوم وحديد لأمريكا هم أصدقائها ،وهم كندا وكوريا الجنوبية والمكسيك والبرازيل، ماعدا الصين والتي تعد المركز الخامس في توريد الحديد لها، ولكن كيف ستفعل أمريكا من أجل عدم خوض حروب مع أصدقائها، بالإضافة إلى خوضها حروب أخرى مع منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي سيعرضها للحروب كبيرة.


جاءت الحيلة هنا -يؤكد "عبده"- ، أن أمريكا زعمت أن الصين تقوم بسرقة المعلومات التكنولوجية والأفكار منها عن طريق السياحة الوافدة من الصين إلى الولايات المتحدة ، ففرضت عقوبات تجارية عليها، وهي 60 مليار دولار على الواردات من الصين.



سألت عبده ما هي الأدلة على أن الصين سرقت معلومات تكنولوجية من أمريكا؟


قال: ربما تعود تلك القصة إلى اكتشاف أمريكا أن لديها "البترول والغاز الصخري"، فبفضل ذلك الاكتشاف أصبحت أمريكا أول مورد في العالم للبترول واحتلت مكان السعودية في توريد البترول.


وبحسب الخبير، الصين لديها "بترول وغاز صخري"، وربما يكون أكثر من أمريكا، ولكن ما يميز أمريكا عن الصين، هو أن البترول الصخري في أمريكا يوجد في مناطق أرض مستوية، على عكس الصين الذي يوجد البترول الصخري فيها في مناطق جبلية يصعب الحصول عليها، ورغم ذلك واجهت أمريكا مشكلة وهي ارتفاع تكاليف استخراج البترول من تلك الأرض المستوية، فأصبح منتج غير اقتصادي، وكذلك ستكون مكلفة على الصين هي الأخرى.


ليأتي صاحب أحد الشركات الكبيرة في أمريكا، منذ 13 عاما، وعمل تجارب كثيرة من أجل توفير الأموال الباهظة التي ستصرف على حفر استخراج البترول، ويقوم بعمل مادة كيميائية تستطيع تفتيت الصخر والوصول إلى الطبقة التي يوجد بها البترول، بأقل التكاليف.


"هنا يأتي دور الصين في شراء الشركات الأمريكية الصغيرة التي تعمل في مواقع حفر واستخراج البترول، وبذلك ستصل الصين إلى المادة الكيميائية التي اكتشفتها أمريكا، وستقوم باستخراج البترول الصخري الذي يوجد لديها في مناطق جبلية".


60 مليار دولار

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد وقع الخميس الماضي، مذكرة تفرض تعريفات على ما تصل قيمته إلى 60 مليار دولار من الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة فضلا عن فرض قيود على الاستثمار الصيني في الولايات المتحدة، لترد وزارة التجارة والصناعة الصينية، وتعلن عن نيتها في فرض تعريفة جمركية على الواردات الأمريكية من الفواكه والمكسرات والنبيذ وأنابيب الصلب غير الملحومة، وأكثر من 100 صنف آخر بتعريفة بنسبة 15 %، كما ستقوم بتطبيق تعريفة جمركية بنسبة 25% على مجموعة أخرى من المنتجات الأمريكية ، منها منتجات لحوم الخنزير التي تعد الشريحة الأكثر إدرارا للربح بين صادرات الولايات المتحدة إلى الصين.

 وأكد متحدث باسم وزارة التجارة الصينية فى بيان أن التعريفة الجمركية الصينية على البضائع الأمريكية تأتى لتعويض الخسائر التي تتكبدها الصين بسبب التعريفة الجمركية الأمريكية التى فٌرضت أوائل الشهر الجاري على واردات الصلب والألومونيوم.

وأبدى السفير الصيني في أمريكا، تسوي تيان كاي"، دهشته من اتخاذ الإجراء في ظل التشاور المستمر بين البلدين قائلا " لم نفهم لماذا اتخذ هذا الإجراء في ظل وجود مشاورات جارية بين الحكومتين"، مؤكدا أن اتهام الولايات المتحدة للممارسات التجارية الصينية وكذلك حقوق الملكية الفكرية على سبيل المثال لا يستند إلى أي أساس.