كتب: خليل زيدان
تحل، اليوم الاثنين، ذكرى رحيل الفنان عبد الله غيث، الذى ترك بصمة واضحة فى السينما، رغم قلة أفلامه بها، وأثرى المسرح بروائع أعماله، وترك رصيداً كبيراً من المسلسلات التليفزيونية .
ولد عبد الله غيث بإحدى قرى الشرقية، وهى قرية شلشلمون فى 28 يناير 1930، والتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية عام 1953، وكان لشقيقه الأكبر الفنان حمدى غيث الفضل فى تحفيزه للعمل بالفن، عندما لاحظ موهبته المبكرة .
قدم عبد الله غيث أدواراً كثيرة فى المسلسلات التليفزيونية، أشهرها مسلسل محمد رسول الله، والوعد الحق، وبوابة الحلوانى، والمال والبنون، والجراد في الأرض، والقضاء فى الإسلام، وذئاب الجبل، وتوفى أثناء عمله فى الجزء الثانى من المال والبنون، وأكمل دوره شقيقه حمدى غيث، وعن أعماله المسرحية فأشهرها صفقة مع الشيطان، ومصرع كليوباترا، والعباسة، والمحروسة، والحسين ثائراً، والوزير العاشق، وهو أول عمل مسرحى يكتبه الشاعر فاروق جويدة، وقد عرضت المسرحية بالعديد من الدول العربية، منها تونس، والجزائر، وسوريا، والأردن، بجانب مصر.
بدأ عبد الله غيث رحلته فى السينما بدور صغير في فيلم “عاشت للحب” عام 1959، وأيضاً شارك فى نفس العام فى فيلم “بياعة الورد” مع تحية كاريوكا، وفى العام التالى شارك فى فيلم رجل بلا قلب مع يحيى شاهين، وفى عام 1963 شارك بدور المناضل في فيلم لا وقت للحب مع رشدى أباظة وفاتن حمامة، ثم قام بدور اللص فى فيلم رابعة العدوية مع نبيلة عبيد في نفس العام، وتأتيه البطولة المطلقة فى فيلمه الأشهر وهو “أدهم الشرقاوى” عام 1964، ثم يشارك البطولة مع فاتن حمامة فى فيلم الحرام عام 1965،وهما فيلمان من علامات السينما المصرية، وفى عام 1967 شارك فى فيلم ثمن الحرية، وقد كرمه الرئيس السادات عن دوره فى هذا الفيلم.
وفى عام 1972 شارك كضيف شرف فى فيلم “الشيماء” مع سميرة أحمد، وفى عام 1976 مثل النسخة العربية من فيلم الرسالة، حيث أن هذا الفيلم تم تصويره مرتين، نسخة عربية بطولة عبد الله غيث، ونسخة أجنبية بطولة أنتونى كوين، والفيلمان من إخراج مصطفى العقاد، ومن الطريف أنه كان يتم تصوير الفيلمين فى وقت واحد بنفس المعدات وأماكن التصوير، وكان المخرج السورى مصطفى العقاد يعلم إمكانيات أنتونى كوين كممثل بارع، لذلك أعطى تعليمات للفريق العربى أن يبدأ تصوير مشهده بعد الفريق الأجنبى، أى يتم تصوير مشهد من تمثيل أنتونى كوين ثم يتم تصويره مرة أخرى من تمثيل عبد الله غيث، حتى يتعلم الفريق العربى ومنهم عبد الله من الفريق الأجنبي بقيادة أنتوني كوين.
وهنا حدثت المفاجأة، حيث جلس أنتونى كوين بعد تمثيل مشهده يتابع تمثيل عبد الله غيث فى تمثيل نفس المشهد بالعربية، وابتسم ولم يعلق، وعندما طلب المخرج من أنتونى أن يبدأ تمثيل المشهد التالى، قال للعقاد : “لا .. ابدأ بتصوير المشهد أولاً بالعربية.. غيث يؤدى المشاهد ببراعة، دعنى أتعلم منه مالا أعلمه عن براعة العرب ثم أجسده بعد ذلك فى المشهد الأجنبى”.