الأربعاء 29 مايو 2024

مسيرات فلسطينية عارمة في الذكرى الـ42 ليوم الأرض.. وسياسيون: تظاهرات اليوم رسائل للاحتلال والإدارة الأمريكية بتمسك الشعب بأرضه وبحق العودة مهما بلغت التضحيات.. والفلسطينيون عصيون على الانكسار

تحقيقات30-3-2018 | 18:40

قيادي بـ«فتح»: مسيرات اليوم تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه مهما بلغت التضحيات

الرقب: الشعب الفلسطيني عصيّ على الانكسار ومستعد للرد على الإدارة الأمريكية

شعث: اليوم انتفاضة شعبية تؤكد وحدة الجسد الفلسطيني مهما حاول الاحتلال تمزيقه

 

أكد سياسيون فلسطينيون أن مسيرات "يوم الأرض" اليوم، تأكيد لتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه مهما بلغ حجم التضحيات ومرت السنوات، موضحين أن الشعب الفلسطيني عصيّ على الانكسار ووجه رسائل اليوم للاحتلال الإسرائيلي وللإدارة الأمريكية، بأن أي قرارات بشأن اللاجئين واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، لن تعيقه وأنهم مستعدون للرد.

وانطلقت منذ صباح اليوم مسيرات عارمة في أنحاء غزة، تطالب بحق العودة إحياء للذكرى 42 ليوم الأرض الفلسطيني، الذي تعود أحداثه إلى 30 مارس 1976، بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات واسعة من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، فنشبت الإضرابات من الجليل إلى النقب، وهي ذكرى يحييها الفلسطينيون كل عام.

فيما قابلت سلطات الاحتلال المسيرات السلمية اليوم الجمعة باستخدام الرصاص، ما أدى لاستشهاد 12 فلسطينيا بقطاع غزة حتى الآن، وإصابة أكثر من 1200جريح.

 

تمسك الشعب بأرضه

الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح، قال إن الجماهير الفلسطينية التي خرجت اليوم في الذكرى 42 ليوم الأرض الفلسطيني لتعبر عن غضبها ورفضها لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، توجه رسالة واضحة في هذا اليوم أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وسيدافع عنها بأي ثمن.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن سقوط نحو 9 شهداء وأكثر من 600 مصاب حتى الآن، يؤكد أن الشعب يريد بقاء الأرض، وأنها له مهما بلغت التضحيات، مؤكدا أن ذلك رسالة واضحة وجليّة للاحتلال الإسرائيلي بكذب وبطلان مقولته أن الكبار يموتون والصغار سينسون لأن الجيل الحالي يدافع بأرواحه عن الأرض.

وأوضح الحرازين أن المسيرات تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة وكذلك تمسكه بقيادته الشرعية، وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي له، مؤكدا أن الاحتلال يستخدم جميع الأساليب المجرمة دوليا والرصاص الحي والدبابات والطائرات وغازات الأعصاب ضد الشعب الفلسطيني الذي يخرج في مسيرات سلمية.

وأكد أن المسيرات اليوم هي رسالة للإدارة الأمريكية بـأن قراراتها بشأن تقليص المساعدات المقدمة لوكالة "غوث" وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، لن تثني الشعب الفلسطيني ولا اللاجئين عن حقهم في العودة إلى ديارهم، وكذلك قرارها بشأن القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل سيسقط، وأن المواجهة مستمرة.

 

مستعد للرد على الإدارة الأمريكية

وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إن مسيرات الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة هي رسالة للاحتلال، بأنه لم يقبل بالتمدد إلى وطن جديد بديل ولمن يحاصر قطاع غزة أنه لن يعاقب وانفجاره سيكون ضد الاحتلال وليس للداخل الفلسطيني، مضيفا أن الشعب لن يكرر تجربة 2007 التي لا يزال يدفع ثمنها إنما سينفجر في وجه الاحتلال.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن اليوم يوجه الفلسطينيون رسالة للعالم أن القضية الفلسطينية حية وتوديع 9 شهداء حتى الآن والمرشح زيادتهم خلال الساعات القادمة، دليل على أنه لا تراجع عن فلسطين كوطن، مؤكدا أن حجم الإرباك داخل المستوطنات الإسرائيلية ليس عاديا، فلجأوا لإخلائها في غزة خوفا، ووجه ليبرمان والصحف العبرية رسالة للشعب الفلسطيني بالعربية، يطالبون بالسلام وعدم التظاهر ضد الاحتلال وإنما حماس.

وأكد الرقب أن الشعب الفلسطيني لديه خطة ستتدرج ككرة الثلج بدءا من اليوم وحتى 15 مايو، وقت أن تعلن الإدارة الأمريكية قرارها بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، مضيفا أن الشعب الفلسطيني سيكون له كلمة وردود قوية، فخروج مئات الآلاف اليوم يؤكد أن الشعب عصيّ على الانكسار.

وأشار إلى أنه لا يهم قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس أو الحديث عن صفقة القرن لأن الشعب الفلسطيني رد عليهم اليوم أنه يقبل بوطن بديل والاحتلال يستجديه ألا تتوسع الأمور وتخرج عن السيطرة بالانفجار في وجههم، مضيفا أن الفلسطينيين يحتفلون كل عام بيوم الأرض؛ إلا أن هذا العام جاء اليوم ملهما وذا معنى خاص.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الشعب يوجه رسائله للاحتلال والإدارة الأمريكية ومن يعاقب غزة ويتحداهم ويشدون العالم أجمع تجاه القضية الفلسطينية، وما سيكون بعد اليوم لن يكون كما كان قبله.

 

وحدة الجسد الفلسطيني

فيما قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، إن مسيرات الفلسطينيين اليوم في ذكرى الـ42 ليوم الأرض الفلسطيني، التي انطلقت منذ اليوم على تخوم غزة من الناحية الشرقية، تأكيد للإصرار الشعبي وتمسكه بأرضه وحقه في العودة إلى أرضه التاريخية.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الاحتلال الإسرائيلي حاول تمزيق الأرض والشعب الفلسطيني ما بين حدود الهدنة 48و49 وحدود 1967، وكذلك تمزيق الشعب الفلسطيني إلى فلسطينيي الأراضي المحتلة 48 والضفة وغزة والقدس وفلسطينيي الشتات، موضحا أن اليوم انتفاضة شعبية عارمة، تؤكد أن الشعب الفلسطيني جسد واحد، مهما تقطعت به السبل وحاول الاحتلال تمزيقه.

وأوضح شعث أن المسيرات اليوم رسالة فلسطينية واضحة أن الشعب الفلسطيني هو واحد مرتبط بجذوره وأرضه منذ فجر التاريخ، موجها للاحتلال رسالة بأنه مهما بلغت التضحيات، لن يتراجع عن حقه في الاستقلال والعودة.

وأكد أن المستويات السياسية والأمنية والعسكرية لدى الاحتلال الإسرائيلي لديها أزمة اليوم في التعامل مع المدنيين والشعب الأعزل، الذي لا يريد سوى حقه في العودة لوطنه والحرية وهو حق طبيعي غير مختلف عليه، لذلك ظهرت مخاطبات ليبرمان والصحافة الإسرائيلية للشعب الفلسطيني بالعربية لأول مرة بدلا من العبرية.