قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه تم تبادل الآراء بين روسيا وإيران وتركيا حول الخطوات القادمة الرامية إلى الاستقرار المستدام في سوريا، مؤكدا حرص البلدان الثلاثة على المساهمة في تعزيز السيادة السورية وسلامة ووحدة أراضيها.
وأضاف بوتين -في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك لرؤساء روسيا وتركيا وإيران من أنقرة اليوم الأربعاء- أن دحر الإرهابيين الذين يواصلون محاولاتهم لزعزعة الاستقرار في سوريا هدفنا الاستراتيجي المشترك.
وأوضح الرئيس الروسي أنه تم الاتفاق على التعاون في مجمل الخطوات الرامية إلى التسوية السورية، لا سيما في عملية أستانا، مضيفا أن الدول الضامنة الثلاث قد أسهمت في تخفيف مستوى التوتر والعنف، وتم دحر تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، وبدأ يعود النازحون إلى بيوتهم، منوها بأنه بدأت إعادة إعمار البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية.
وتابع بوتين: "نولي الاهتمام الرئيسي في إطار عملية أستانا لحل قضايا التسوية السياسية للأزمة السورية والمساهمة في تفعيل الحوار الوطني السوري بموجب القرار الأممي".
وثمّن الرئيس الروسي الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوتشي بروسيا، مضيفا أنه تم مناقشة الخطوات الخاصة بتطبيق القرارات المتفق عليها في منتدى سوتشي تحت مظلة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه في إطار هذه العملية سوف يحدد السوريون أنفسهم مستقبل مؤسسات دولتهم.
وقال بوتين: "لقد تطرقنا خلال القمة الثلاثية إلى القضايا الإنسانية في سوريا وركزنا على الحلول دون تسييس هذه القضية، وضرورة الالتزام بالقرار الأممي المعني بحل القضايا الإنسانية في سوريا، مشيرا إلى أنه تم إجراء عملية لا مثيل لها في الغوطة الشرقية والتي تخص إجلاء الآلاف من المدنيين وإخراج المسلحين الذين لا يريدون تسليم سلاحهم، لافتا إلى أن عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة ما زالت مستمرة بفضل تبرعات المواطنين الروس.
وأضاف الرئيس الروسي أنه تم إيصال 77 طنا من المساعدات الأولية الإنسانية للغوطة الشرقية شهر فبراير الماضي، لافتا إلى أن الشركات الروسية باشرت في إعادة بناء البنية التحتية في المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين.
وأكد بوتين أن التنظيمات الإرهابية تحاول تخريب عمليات المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن روسيا حصلت على أدلة خاصة بالإعداد لعملية استفزازية وهجوم باستخدام المواد الكيميائية في سوريا.
ومن جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن المفاوضات الثلاثية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب أردوغان، توصلنا من خلالها إلى أنه لا يمكن أن يكون الحل للأزمة السورية بالتدخل العسكري، مشيرا إلى أن ضرورة التعاون لتحقيق التسوية بشكل سياسي فقط.
وتابع روحانى "مؤتمر سوتشي الماضي فى روسيا كان خطوة جيدة للغاية ويجب مواصلتها، ومنذ عقد المؤتمر وقعت تطورات إيجابية كثيرة وأخرى سلبية، واليوم الأمل أصبح كبيرا للشعب السوري في أنهم سيعودون قريبا إلى منازلهم بعد القضاء على بقايا الإرهاب هناك".
واختتم الرئيس الإيراني: "ما نقوم به اليوم هو إحلال للسلام وتشييد للدولة السورية، ولا يمكن لأحد أن يقرر مصيره سوى الشعب السورى نفسه وذلك بخطوات إيجابية بأن يختار الشعب دستوره ويخوض الانتخابات الرئاسية بشكل ديمقراطي، مؤكدًا أن الدول الثلاث اتفقت على تقديم كل المساعدات الإنسانية والطبية للشعب السوري، خصوصًا أنه لا يزال يعاني بشكل كبير حتى تنتهى الأزمة تمامًا.