يمثل الشيخ عيسي قاسم، أبرز مرجع شيعي في البحرين، الثلاثاء، أمام القضاء البحريني، وهو موعد النطق بالحكم عليه في قضيتي غسيل أموال وجمع أموال دون ترخيص، والسعي لإثارة الانقسام المذهبي في البلاد، حيث تتهمه الحكومة البحرينية بـ "استغلال" المنبر الديني "لخدمة مصالح أجنبية"، في إشارة إلى إيران التي تتهمها البحرين بدعم المعارضة الشيعية التي قادت احتجاجات ضد نظام الحكم منذ عام 2011.
وطالبت النيابة العامة البحرينية في جلسة المحاكمة التي انعقدت مؤخرًا بإنزال أقصى العقوبات ضد الشيخ عيسى قاسم.
في المقابل كانت شوارع القرى البحرينية تشهد تجمعات للمتظاهرين الذين خرجوا بالأكفان تحت شعار الدفاع حتى الموت عن الشيخ قاسم.
وعشيّة النطق بالحكم على "الشيخ عيسي قاسم" واثنين آخرين، انطلقت اليوم الثلاثاء، تظاهرات حاشدة من محيط منزله بمنطقة الدراز غرب المنامة تأييدًا له، فيما قابلت السلطات البحرينية الأمر بكل حسم وأقامت قوات النظام البحريني حواجز على الطرق عند مداخل العديد من القرى القريبة من المنامة واعتقلت عددا من الأشخاص.
رمزية الشيخ قاسم، كأكبر مرجعية دينية حالية في الخليج تساهم في تعزيز الانطباع الشعبي له، وفقًا لما أكدته تقارير إعلامية ـ حيث يعد "قاسم " الذي يحظى بلقب آية الله في البحرين من أبرز العلماء الشيعة في البحرين، ويحظى بتأييد واسع بين البحرينيين من أتباع المذهب الشيعي.
إيران صعدت من لهجتها علي لسان مسئوليها وحذرت من المساس بـ" قاسم"؛ وهددت إيران البحرين مؤخرًا ما اسمته عواقب محاكمة المرجع الديني الشيعي عيسى قاسم بحسب ما جاء على لسان مسئولين إيرانيين.
يأتي ذلك وسط خشية المراقبين من تصاعد حدة التوتر بين البحرين وإيران علي خلفية محاكمة المرجع الشيعي البارز، حيث اعتبر مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في الشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، محاكمة الشيخ عيسي قاسم "إجراء غير حكيم".
وقال في تصريحات إعلامية يجب أن تعرف الحكومة البحرينية إنها لا يمكنها تحمل تبعات هذا الإجراء غير الحكيم، علي حد قوله، لافتًا إلي أن محاكمته ستكون لها عواقب غير محمودة للنظام البحريني" حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم".
بينما اعتبر كبار علماء الشيعة بالبحرين في بيان الثلاثاء، أن محاكمة "قاسم" هي محاكمة للمذهب الشيعي برموزه وفرائضه وأحكامه.
الجنسية البحرينية أسقطت عن الشيخ عيسي قاسم في يونيو من العام الماضي 2016، بسبب ما أسمته وزارة الداخلية البحرينية قيامه بتأسيس تنظيمات تابعة لمرجعية سياسية دينية خارجية، ولعب دورًا رئيسيًا في خلق بيئة طائفية متطرفة، وعمل على تقسيم المجتمع تبعا للطائفة وكذلك تبعا للتبعية لأوامره".
واستندت السلطات البحرينية في قرارها علي نص قانون الجنسية الذي يسمح لمجلس الوزراء بسحب الجنسية من أي شخص " يسبب ضررًا لمصالح المملكة أو يتصرف بطريقة تعادي الدولة، وهو ما قابله أنصار بالاحتشاد مرتدين أكفانهم أمام منزل الشيخ عيسي قاسم فور الإعلان عن إسقاط جنسيته.
وكالة "تسنيم" الإيرانية أكدت علاقة عيسي قاسم بالنظام الإيراني وأتباعه، وذلك بذكرها خبر اتصال المرجع الشيعي العراقي علي السيستاني هاتفيا بالشيخ عيسي قاسم فور إسقاط الجنسية عنه معلنًا أن مكانته في القلوب.
ويعتبر عيسى قاسم،77 عامًا، المرشد والأب الروحي للشيعة في البحرين، وهو عضو في الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت والمرشد لجمعية الوفاق البحرينية، فيما كان أحد تلامذة السيد محمد باقر الصدر، كما كان عضوًا في كل من المجلس التأسيسي والمجلس الوطني البحريني.