وقال المهندس محلب في كلمته اليوم في مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد اللبناني - إن هذا الالتزام جاء ترجمة للرؤية المصرية المتمسكة بدعم مؤسسة الدولة الوطنية كضمانة أكيدة للاستقرار وشرط ضروري للتنمية، والوقوف ضد أي محاولة لخلق فراغ سياسي وأمني.

 
وأكد ان مصر على استعداد كامل للتعاون مع الحكومة اللبنانية ، وبالشراكة مع الدول الشقيقة، للإسهام في الجهد التنموي الضخم الذي تقوده حكومة سعد الحريري في لبنان، سواء على المستوى الثنائي ومن خلال التعاون المصري - اللبناني عبر الشراكات التنموية بين القطاعين العام والخاص في البلدين، أو من خلال صيغة التعاون الثلاثي مع حكومات الدول الصديقة الملتزمة بدعم الاقتصاد اللبناني ومساندة جهود الحكومة اللبنانية لمواجهة الأعباء التي فرضت عليها في الفترة الأخيرة.

 
ولفت محلب الى انه حديثه يأتي عن خبرة مباشرة اذا انه قادم من بلد نجح خلال السنوات الأخيرة في القيام بعملية إعمار وتنمية ضخمة، لعلها الكُبرى في التاريخ المصري الحديث، وفي ظرفٍ بالغ الصعوبة، أثناء خوض الدولة المصرية وقواتها المسلحة حربا ضروساً لاجتثاث جذور الإرهاب .

 
و شدد على ان التجربة المصرية ، على الرغم مما تحمله من خصوصية، أثبتت بشكل حاسم إمكانية مقاومة ومواجهة الإرهاب، بالتوازي مع العمل الدؤوب لتحقيق خطة تنمية مستدامة ، تم تنفيذها على مدار السنوات الأربع الماضية، باعتبارها الضمانة الحقيقية والوحيدة لتحقيق تطلعات الشعوب، ومنع نشوء البيئة الحاضنة للمنظمات الإرهابية.

 
و قال ان مصر، التي تعي دورها في المنطقة، ولا تبخل أبدا بهذه التجربة، وإنما هي دائما على استعداد لمشاركتها ونقل خبرتها لأشقائها في لبنان وفي المنطقة كلها، مصيفا:" ولعلكم جميعاً قد تابعتم الجهود المصرية في مؤتمر إعمار العراق الذي عقد مؤخراً في الكويت، والدور التنموي المُهم الذي تقوم به الشركات المصرية في العراق وفي عدد من الدول العربية والأفريقية الشقيقة". 

و اوضح:" لقد تابعنا جميعا الوثيقة الاقتصادية القيمة التي أعدتها الحكومة اللبنانية بقيادة سعد الحريري والتي تكشف عن الرؤية الثاقبة لما يتعين عمله للوفاء بالاحتياجات العاجلة والملحة للاقتصاد اللبناني، والعزم الصادق على إجراء حزمة واسعة من الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية الجذرية لإيجاد بيئة اقتصادية مشجعة للاستثمار والتوظيف في لبنان، ورفع معدلات النمو الاقتصادي، وإننا على استعداد تام لدعم هذا الجهد التنموي الطموح الذي تقوم به الحكومة اللبنانية".

و اكد المهندس ابراهيم محلب انه لا شك أن لبنان، بل والمنطقة العربية بشكل عام، يواجه حراكا مليئا بالتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من أهم سماته شيوع حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، ووجود تهديد حقيقي لمؤسسة الدولة الوطنية يسعى لاختطاف ومصادرة أحلام الشعوب في الحرية والتنمية والكرامة، وإغراق منطقتنا في دوامة من العنف والفوضى.

 
و اشاد مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية بالجهد الكبير الذي تبذله مؤسسات الدولة اللبنانية للحفاظ على الاستقرار في لبنان في خضم ظرف إقليمي ودولي دقيق، ألقى بظلاله على لبنان الذي يستضيف أعدادا هائلة من اللاجئين، ويعاني اقتصاده من تبعات حالة عدم الاستقرار الإقليمي. 

وأعرب عن سعادته بالمشاركة في مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد اللبناني بناء على تكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، واقتناعاً منه بأهمية وقوف المجتمع الدولي بأسره لدعم دولة وشعب لبنان الشقيق.

كما عبر المهندس محلب عن جزيل الشكر وعميق التقدير للمبادرة الكريمة للرئيس إيمانويل ماكرون والحكومة الفرنسية بتنظيم هذا المؤتمر، الذي يمثل رسالة تضامن، حانَ أوانها، من المجتمع الدولي مع لبنان دولة وشعبا. 

يشار الى ان باريس تستضيف اليوم مؤتمرا دوليا لدعم الاقتصاد اللبناني بمشاركة مصر و 50 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، ويحمل المؤتمر اسم "باريس ٤" أو "سيدر"، وهو تعبير عن مؤتمر اقتصادي للتنمية عبر الاصلاحات مع الشركات.