أ ش أ
انطلقت صباح اليوم /الثلاثاء/ فعاليات الدورة الـ46 لمعرض لندن الدولي للكتاب، في قاعة "أولمبيا" للمعارض، حيث تستمر حتى يوم الخميس 16 مارس الجاري.
ويعقد المعرض هذا العام في شهر مارس، أي مبكرا بنحو شهر عن موعده المعتاد في شهر أبريل كل عام، لتجنب فعاليات أخرى لدور النشر هذا العام، وخاصة معرض (بولونيا) لكتاب الطفل والذي ينعقد خلال الفترة من الثالث إلى السادس من أبريل القادم، ورغم ذلك توقع منظمو المعرض حضور ما لا يقل عن 25 ألف زائر من 124 دولة، وهو نفس العدد التقريبي الذي زار المعرض العام الماضي، إضافة إلى مشاركة نحو ألف و500 عارض من أكثر من 60 دولة.
ويمثل المعرض تظاهرة حضارية وثقافية كبيرة للكتاب ودور النشر المختلفة من جميع أنحاء العالم، حيث يعتبر من أهم الأسواق العالمية للإصدارات والترويج وطباعة وتوزيع الكتب، إضافة إلى الفعاليات الثقافية الكثيرة التي تنظم على هامش المعرض. ويضم المعرض أكثر من 23 ألف عضو بجمعية النشر العالمية.
وتم تدشين النسخة الأولى لمعرض لندن للكتاب عام 1971، وهو اليوم أهم سوق للنشر في أوروبا، ويعد ثاني أكبر معرض للكتاب على مستوى العالم بعد معرض "فرانكفورت" للكتاب. ويضم المعرض مختلف أنواع الكتب السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والعلمية والرياضية وغيرها، ويتم خلاله إجراء أكبر الصفقات بين الناشرين ووكلاء بيع الكتب العالمية.
ويعقد المعرض للعام الثالث على التوالي في قاعة "أوليمبيا"، بعد إغلاق مركز المعارض في منطقة "إيرلس كورت".
ويلقي المعرض في نسخة هذا العام الضوء على الهند، حيث يتزامن ذلك مع مبادرة المجلس الثقافي البريطاني باختيار عام 2017 عام الثقافة الهندية بسلسلة من الفعاليات، والتي ستضم مهرجانا يتم تنظيمه للاحتفال بالثقافة والتاريخ الهندي، إضافة إلى الاحتفال بالذكرى الـ70 لاستقلال الهند، والعلاقات الثقافية البريطانية الهندية، إضافة إلى تركيز خاص على الكتب البولندية.
وقالت مديرة معرض لندن للكتاب جاكس توماس - في مؤتمر صحفي - إن "الناس في أغلب الأحيان تبدو سعيدة في قاعة أولمبيا"، مشيرة إلى أن 42% من الزائرين جاؤوا هذا العام من دول خارجية.
ورغم وجود أجنحة للتكنولوجيا الحديثة، إلا أن الكتاب الورقي لايزال حاضرا وبكل قوة في أجنحة المعرض المختلفة وفي شتى المجالات العملية والأدبية.
ويدخل ناشرو هذا العام، وخاصة الناشرون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، المعرض بتفاؤل مع وجود مؤشرات لتحسين الأسواق. وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن مبيعات دور الكتب ارتفعت بنسبة 2.5% في عام 2016 مقارنة بالعام الذي سبقه، وهو الارتفاع الثاني على التوالي بعد عدة سنوات من التراجع. كما أظهرت بيانات عام 2016 زيادة إنفاق البريطانيين على شراء الكتب بنسبة 6%، وارتفاع مبيعات الكتب المطبوعة بنسبة 7%، بينما انخفضت مبيعات الكتب إلالكترونية بنسبة 4%.
ويحتفل المعرض هذا العام بمرور 20 عاما على رواية هاري بوتر، بالإضافة إلى مرور 160 عاما على وفاة الروائي البريطاني من اصل بولندي جوزيف كونراد.
ومن المنتظر أن يحفل المعرض بالعديد من الندوات، والتي تتناول الموضوعات المثارة على الساحة العالمية، ومن بينها موجة الشكوك المثارة في المملكة المتحدة حول قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى فوز الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب والجدل الذي أثير في الولايات المتحدة حول توليه الرئاسة.
عربيا، تشارك دولة الإمارات بقوة في فعاليات هذا العام، خاصة عبر هيئة الشارقة للكتاب، والعارضين من هيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، كما تشارك وزارة الثقافة اللبنانية في فاعليات المعرض.
وكشفت إدارة المعرض عن جوائز التميز الدولية لعام 2017، حيث تتقدم فرنسا القائمة بأربعة ترشيحات، تليها الصين والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وكندا ولكل منها ثلاثة.