أكدت الإعلامية دلال الشاطر، رئيس إذاعة الشرق الأوسط، أن روح الإعلامية الشهيرة آمال فهمي، صعدت إلى خالقها، اليوم الأحد، عن عمر يناهز 92 عاما بعد صراع طويل مع المرض، مشيرة إلى إن جنازة الإذاعية الكبيرة تخرج، غدا الاثنين، عقب صلاة العصر من مسجد عمر مكرم.

ولفت إلى أن آمال فهمي مكثت في العناية المركزة بمستشفي المعادي العسكري بعد فقدانها للشهية والطعام، إلى أن أصبحت حالتها حرجة للغاية.

وأجرت إذاعة الشرق الأوسط تعديلا علي برنامجها اليوم، لوداع الإذاعية الراحلة، وذلك من خلال فواصل قصيرة تستضيف فيها كبار الإذاعيين والإعلاميين في أحاديث عن آمال فهمي، وتاريخها، ودورها في إثراء الإعلام العربي، ومنهم الإعلامية سناء منصور والإذاعي عمر بطيشة، والإذاعية أمينة صبري، وآخرون.

وقررت دلال الشاطر، نقل رسائل قصيرة علي الهواء مباشرة من جنازة آمال فهمي في مسجد عمر مكرم، ولقاءات مع مشيعين الجنازة من الإعلاميين والشخصيات العامة.

وقضت "فهمي" قرابة عامين في مستشفى المعادي، وزارها عدد كبير من الإعلاميين ونجوم المجتمع، مثل الدكتورة درية شرف الدين ونجوى إبراهيم وطارق علام، كذلك وزيرة الاستثمار الدكتورة سحر نصر.

وعادت آمال إلى المستشفى قبل أسابيع قليلة، وذلك بعد أن قضت في منزلها يوما واحدًا فقط، إذ تواجد بالعناية المركزة لإمدادها بالمحاليل اللازمة بسبب نقص البوتاسيوم الذي تعاني منه، كما كانت تخضع للتنفس الصناعي لتنظيم ضربات القلب.

 

 

ولدت آمال عام 1926، وتخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، وعملت بالصحافة بعد تخرجها، لكنها لم تستمر في هذا المجال أكثر من عام، كان أجرها في الصحافة، بحسب الناقد والمؤرخ وجيه ندى، 160 قرشًا.

عرفت طريقها إلى الإذاعة المصرية قبيل ثورة 23 يوليو بعام واحد، وكانت تتقاضى 17 جنيهًا، وكان أول برنامج قدمته "حول العالم"، الذي كان يقدم تسجيلات نادرة.

كما يرجع لها الفضل في إدخال الفوازير للإذاعات العربية عام 1955، وتعاونت فيها مع "أمير شعر العامية" بيرم التونسي، وبعده مع الشاعر الكبير صلاح جاهين، ومن أشهر برامجها، برنامج "ع الناصية" بدأته عام 1957، وحققت من خلاله شهرة واسعة في الشارع المصري، كان يقدمه قبلها الإذاعي أحمد طاهر، واستمر البرنامج لمدة 50 عامًا.

ظهرت بشخصيتها الحقيقية في فيلم "حكاية حب"، وهي تقدم برنامجها "ع الناصية"، وظهرت وهي تقدم للجمهور موهبة جديدة التقت بها بين الجمهور في الشارع، وكان يجسد الشخصية الفنان عبدالحليم حافظ، وغنى ضمن أحداث الفيلم أغنية "بحلم بيك".

حرصت على تقديم برامج خدمية منها برنامج "في خدمتك"، وبرامج فنية منها "هذه ليلتي"، وتعتبر الإذاعية الوحيدة التي حصلت على جائزة علي ومصطفى آمين في الصحافة، كما تعد أول سيدة تتولى رئاسة إذاعة الشرق الأوسط عام 1964.

كما تولت منصب وكيل وزارة الإعلام ثم مستشارة لوزير الإعلام، كانت من أوائل الإعلاميين الذين جعلوا من برامجهم وسيلة لجمع التبرعات لعدد كبير من المستشفيات.

واعتزلت الإعلامية القديرة الإعلام في 2014، وكانت قد تزوجت من المذيع والممثل محمد علوان، وصرحت في حوار صحفي أجرته مع "الأهرام" إنها قررت عدم الإنجاب برغبتها، ولم تشعر يومًا بالندم.