رد الأزهر الشريف على أن ما نشرته جريدة الحياة اللندنية
بتاريخ 9 أبريل 2018، على لسان مراسلتها في القاهرة رحاب عليوة، أن الإمام الأكبر شيخ
الأزهر قال في الكاتدرائية أثناء زيارته لتهنئة البابا بالأعياد:" علينا واجب
استثنائي وخاص هذه الأيام بأن تتخلى الأديان عن فكرة امتلاك الحقيقة المطلقة، فيجب
عليَّ كمسلم ألا أعتقد بأني أملك الحقيقة المطلقة وكذلك المسيحي، يجب أن يترك شيئا
للآخر".
وأكد الأزهر الشريف، أن هذا عكس ما قاله الإمام الأكبر
في كلمته، أمس، بالكاتدرائية تمامًا، فقد قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع
الأزهر:" إن هذه الفكرة يُروَّج لها في الغرب بل وفي الدول العربية وفي كتابات
بعض كبار الكتاب والصحفيين"، متابعا:" يجب التصدي لهذه الفكرة وحماية شبابنا
من أخطارها؛ لأنها تهز العقائد في قلوب المؤمنين بها".
وقال حرفيًّا:" إن هذه الفكرة تضع الأديان في مهب
الريح"، وطالب شيخ الأزهر الكنيسة بمحاربة هذه الفكرة، والتأكيد على أن كل مؤمن
بدين يجب أن يرتفع إيمانه إلى درجة اليقين الجازم بأن دينه يمتلك الحقيقة المطلقة،
بغض النظر عما يخالفه من الأديان الأخرى.
وأكد شيخ الأزهر أن الحل ليس في أن يترك كل منَّا شيئًا
من الحقيقة المطلقة للآخر، بل في أن يعتقد كل منَّا بأن دينه هو الحقيقة المطلقة، مع
الاعتقاد بوجوب احترام الآخرين وأديانهم.
وختم الإمام الأكبر كلمته ببيان الفرق الهائل بين احترام الآخر وحريته في أن يعتقد ما يشاء، وبين الاعتراف بعقيدة هذا الآخر".
وأوضح الأزهر أن الجريدة جانبها الصواب في فهم هذه الفكرة
الدقيقة، فاعتقدت أن تقرير الشبهة قبل الرد عليها هو ما يعتقده شيخ الأزهر، لذا لزم
التصحيح حتى لا يلتبس الأمر على القارئ في أمرٍ خطيرٍ كهذا يمس عقائد الناس وأديانهم،
وهذا هو المتوقع من جريدة الحياة كجريدة تتحرَّى الدقة وتصحح ما عسى قد التبس على محرريها.