الإثنين 17 يونيو 2024

صفعة العمر

14-3-2017 | 19:47

كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة :

 لم أتصور يوماً أن أرض الأحلام ستتحول إلي كابوس مزعج !.. فأنا رجل على مشارف العقد الخامس من العمر.. بدأت حكايتي منذ ربع قرن، حين جاءتني الفرصة للسفر إلي "أمريكا".. وكأي شاب في أوائل العشرينات  كدت أطير من الفرح.. و ذهبت إلي هناك و كلي أمل و رجاء في الغد.. فهل كان الواقع كما حلمت؟!.. لقد ذقت المرار، فإيجاد عمل ليس بالسهولة التي تخيلتها فضلاً عن مشاكل الإقامة.. وفي هذه الأثناء التقيت بفتاة أمريكية تماثلني في العمر.. ورغم الخلافات بيننا في الطباع و العادات إلا أنني انجذبت لعالمها، لذا طلبت الزواج منها رسمياً..  وما أن تم حتى تغيرت حياتي رأساً على عقب، فحصلت على الجنسية الأمريكية مما ساعدني على الالتحاق بعمل مناسب.. و يوم تلو الآخر اندمجت في مجتمعي الجديد بل و أصبحت أباً لطفلة جميلة مشابهة تماماً لأمها.. ليمضى قطار العمر دون أن أزور بلدي  إلا مرة واحدة حين علمت بوفاة والدي !.. هكذا، نسيت مصريتي حتى تلقيت صفعة العمر.. فقد عادت ابنتي التي بلغت الثامنة عشر من عمرها إلي المنزل بعد يومين من الغياب و عندما سألتها أين كانت ردت ببجاحة "في بيت صديقي"!.. الأمر الذي دفعني لضربها بشكل هستيري حتى أن زوجتي أبلغت الشرطة.. لتأتي لإنقاذها ولم يتركوني إلا بعد أخذ تعهد بعدم تعرضي لها!.. وهنا قررت الرجوع  لمصر لكنني لم أجد نفسي.. فكل شيء تغير حيث رحل الأهل وانشغل المتبقي منهم بحياتهم و لا أعرف ماذا أفعل وأين استكمل المتبقي من أيامي.. فماذا ترين ؟!..

- الرد : رغم المسافة الشاسعة بين الشرق والغرب في العادات والتقاليد إلا أن البعض يغفل أو بمعنى أصح يتغافل عنها سعياً وراء الحلم.. وما أن يتحقق المراد حتى ينبش في حطام بقايا عاداته ليثور على ما يخالفها ويندم عليه.. و هو ما تعانيه، فقد أخذتك دوامة الحياة و تصورت أنك أصبحت جزء لا يتجزأ من أرض الأحلام حتى جاءت ابنتك لتوقظ تقاليدك التي تناسيتها منذ سنوات.. و النتيجة، تلك المتاهة التي دخلتها فلا أنت الذي عدت لمصريتك بعد أن هجرتها ولا أنت استمتعت بالجنسية الأمريكية التي اكتسبتها..  لذا عليك إعادة حساباتك  ، وأما أن تبقى في وطنك لتعيش كما عاش أبويك و أجدادك أو تستكمل ما بدأته منذ ربع قرن في بلدك الثاني بشرط أن تتقبل مجتمعه كما هو حتى لو جاء مخالفاً لدينك و معتقداتك !.. والقرار النهائي لك