الثلاثاء 28 مايو 2024

مبادرات لـ«الحوار السلمي» للحفاظ على الوحدة السورية.. مراقبون: الحل العسكري جريمة دولية.. ولا بد من جلوس الأطراف المتنازعة على مائدة الحوار.. وننتظر خطة عربية لاحتواء أزمات المنطقة

تحقيقات15-4-2018 | 15:55

«فوزي»: نحتاج إلى رؤية عربية توحد السوريين

«اللاوندي»: الحلول السلمية تضمن استقرار سوريا

«سلامة»: الحلول العسكرية لن تحقق أي تقدم ملموس

 

أدان مراقبون ومحللون سياسيون، الضربة العسكرية الثلاثية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، على مواقع عسكرية في العاصمة السورية دمشق، ردا على عمليات الكيماوي بمدينة "دوما"، والتي اتهمت فيها النظام الحاكم في سوريا، مؤكدين أن تلك العمليات مخالفة للقانون الدولي لأنها انتهكت كل القواعد والأعراف الدولية، وكان من الأولى إرسال فريق تحقيق دولي في الاتهامات الموجهة للرئيس السوري بشار الأسد كما طلبت سوريا وروسيا.

 

وشددوا على ضرورة طرح رؤية تحافظ على وحدة الشعب السوري وتحافظ على مؤسساته في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات العربية، لافتين إلى أن الحوار بين الأطراف المتنازعة هو الحل الأفضل والأمثل للحفاظ على ممتلكات الشعب السوري، ولا يوجد بديل عن الحل السلمي، لأن هناك مخططات لسرقة ثروات سوريا كما حدث في العراق.   

 

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فجر السبت، عملية عسكرية على سوريا ردا على الهجوم الكيميائي الذي اتهمت به دمشق في دوما، واستهدفت غارات جوية مواقع ومقار عسكرية عدة، في دمشق وحمص. وفي وقت لاحق أعلن قائد الأركان الأمريكي "انتهاء" الضربات في سوريا.

 

الحل السلمي يحافظ على تماسك سوريا:

أيمن سلامة الخبير الدولي، قال إن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتماسك مؤسساتها مهم جدا لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه، مؤكدا أن الحلول العسكرية لن تكون مجدية لحل الأزمات والنزاعات داخل الأراضي العربية، لافتا إلى أن توجيه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، ضربة عسكرية على الأراضي السورية، أمس، استهدفت خلالها مواقع عسكرية في حمص ودمشق ردا على عمليات الهجوم الكيميائي، الذي اتهمت دمشق بتنفيذه في «دوما» لن تحقق نتائج مجدية ولا تقدم ملموس في عملية السلام.

 

وأكد "سلامة"، لـ«الهلال اليوم» أن المجتمع الدولي عليه بحث الحل السلمي في سوريا من أجل الحفاظ على وحدة مؤسسات السورية، وتمكين جميع الأطراف من التفاوض والتحاور للوصول لحلول منطقية تحفظ سلامة الأراضي السورية.

 

واستعبد انجراف العالم إلى حرب عالمية ثالثة عقب توجيه ضرب عسكرية لسوريا، أمس، مؤكدا أن الدول الكبرى لها حسابات أخرى  ولا تتعامل بلغة العاطفة كما يحدث في الدول والمجتمعات الشرقية، مؤكدا أن هناك اتصال وتواصل بين القوى الشرقية والغربية خلال ضرب سوريا، وان ينزلق العالم في حرب عالمية جديدة بسهولة لأنها لها اعتبارات أخرى.

 

ولفت سلامة إلى أن علاقة مصر بسوريا قوية وأن أي ضرر يصيبها يؤثر على القاهرة، مؤكدا أن الضربة العسكرية هي انتهاك صريح وصارخ للقانون الدولي، وترفضه كل المواثيق والمعاهدات الدولية، مشيرا إلى أن الضربة العسكرية أزمة ومرت بسلام ولن تتكرر في حال عدم إقدام سوريا على استخدام أسلحة محرمة دوليا.

 

حلول عربية تساهم في وحدة الأراضي السورية:

وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية، إن توجيه ضربة عسكرية ثلاثية إلى سوريا، أمس، ردا على اتهام دمشق بارتكاب عمليات كيماوي في "دوما"، انتهاكا للقانون الدولي، مؤكدا أن سوريا وروسيا طالبا قبل تنفيذ العمليات العسكرية المجتمع الدولي بالتحقيق في اتهامات الكيماوي وإرسال فريق تحقيق دولي إلى مدينة "دوما"، مشيرا إلى أن هذا الموقف صحيح وكان على المجتمع الدولي أن يحقق في هذه الحوادث لإثبات تورط دمشق من عدمه.

 

وأضاف اللاوندي لـ«الهلال اليوم» أن القمة العربية مطالبة بوضح حلولا للأزمات العربية من خلال التحاور بين الأطراف الخلافية، مؤكدا أن سوريا وتماسكها مهم وحيوي في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة بأثرها، معلقا أماله على القمة العربية بالخروج بنتائج ورؤى تخدم القضايا المحورية والخلافية للوصول على حل مرضي لجميع الأطراف.

 

وشدد على ضرورة توحيد الصف العربي، في ظل التحديات الإقليمية والعالمية، بجانب عمق الخلافات في المنطقة، موضحا ضرورة وضح خريطة عربية مشتركة للتنسيق والتحاور في القضايا الشائكة وطرح سيناريوهات حلها في أقرب وقت.

 

وأشار إلى أن القمة العربية في مدينة الظهران السعودية، تأتي في توقيت مهم للغاية وسط ارتفاع وتيرة التوترات في القضايا العربية، الأمر الذي سيساهم في طرح لولا دبلوماسية للقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

 

مخطط الاستحواذ على الثروات السورية وتفتيتها:

كما شدد الدكتور طارق فوزي، رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، على ضرورة طرح رؤية عربية تشمل خطوات واضحة ومحددة لحل الأزمات العربية، لأن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لن تتدخل من أجل مقتل أطفال أو غيره لأنها تدعم وترتكب مجازر كبيرة حول العالم.

 

وقال رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية لـ«الهلال اليوم» إن العدوان الثلاثي على سوريا، أمس، مخالف لجميع القواعد والأعراف الدولية وانتهاك صريح للقانون الدولي، مشددًا على ضرورة العمل على تماسك الأراضي السورية ورفض جميع الانتهاكات والمخالفات القائمة من خلال رؤية عربية خالصة تمنع كل تلك التدخلات.

 

ولفت "فوزي" إلى أن الإدارة الأمريكية لم تتحرك بسبب مقتل أطفال سوريا كما يزعم البعض، لأن هناك مئات الأطفال يقتلون كما تدعم دولة الاحتلال الإسرائيلي وتحدت الجميع بشأن نقل سفاراتها للقدس رغم ارتكابها العديد من الانتهاكات والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن اتهامات الانتهاكات في سوريا منذ فترة، متسائلا:" لماذا لم تتحرك أمريكا؟".

 

وأكد أن الشعب السوري هو الوحيد الخاسر من الصراع الحالي، لأن الولايات المتحدة تسعى للسيطرة على الثروات السورية وسرقة خيراته، كما حدث في العراق، مشيرا إلى ضرورة تمساك سوريا في ظل التحديات والأطماع الغربية التي تسعى إليها أمريكا وحلفائها الغربيين.