الأربعاء 29 مايو 2024

خبراء: مصر منذ بدء الأزمة السورية تدعو للحل السياسي ولا بديل عنه لحفظ وحدة الشعب والأراضي.. والتدخل الأجنبي يجعل سوريا ساحة لصراع القوى الدولية

تحقيقات15-4-2018 | 17:58

خبير استراتيجي: مصر تدعو للحل السلمي والتفاوض منذ بدء الأزمة السورية

«الحلبي»: رؤية مصر للأزمة السورية ثابتة ولا بديل عن الحل السياسي

خبير عسكري: الحل السياسي يحفظ الأراضي السورية ووحدة الشعب


أكد خبراء عسكريون أن الموقف المصري منذ الأزمة السورية ثابت ولم يتغير، وهو تأكيد الحل السياسي كحل للأزمة يضمن وحدة الشعب السوري والحفاظ على الأراضي بعيدا عن التدخل الأجنبي، موضحين أن التدخل العسكري يجعل من سوريا ساحة لصراع القوى الدولية، فكل طرف يعمل فيه لصالحه وليس لصالح الشعب السوري الذي تستمر معاناته منذ أكثر من ثمانية أعوام.

وأكدت الخارجية المصرية، في بيان لها أمس عقب الاعتداء الثلاثي الذي نفذته الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا فجر أمس ضد سوريا، على رفضها القاطع لاستخدام أي أسلحة محرمة دوليا على الأراضي السورية، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقا للآليات والمرجعيات الدولية.

وأعربت مصر عن تضامنها مع الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في أمان واستقرار، والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه، من خلال توافق سياسي جامع لكافة المكونات السياسية السورية بعيداً عن محاولات تقويض طموحاته وآماله، داعية المجتمع الدولي والدول الكبرى لتحمل مسئولياتها في الدفع بالحل السلمي للأزمة السورية بعيدا عن الاستقطاب.

 

الحل السلمي

قال اللواء علاء عز الدين، مدير مركز القوات المسلحة للدراسات الاستراتيجية سابقا، إن مصر منذ بداية الأزمة السورية تدعو للحفاظ على الأراضي وسلامة الشعب السوري واللجوء للحل السلمي بجمع جميع الأطراف على مائدة تفاوض واحدة والتوصل لحل شرعي يحقق صالح الشعب.

وأوضح عز الدين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدول الثلاث الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لا تعمل لصالح الشعب السوري إنما لصالحها الشخصي واستبقوا نتائج التحقيقات بشأن استخدام أسلحة محرمة دوليا، مضيفا أن تلك الادعاءات باستخدام أسلحة كيماوية في دوما تشبه ما حدث قبل احتلال العراق بدعوى وجود أسلحة دمار شامل.

وأكد أن الدول الثلاث كان يجب أن تنتظر ظهور نتائج التحقيقات؛ إلا أنها تحركت بعيدا عن القانون الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة، مضيفا أن الضربة لم توجه لمنشآت حيوية داخل دمشق لذلك أدت لإصابة 3 أشخاص فقط ووجهت إلى 3 أهداف شبه مهجورة فيما اعترضت أنظمة الدفاع السورية أكثر من 70 صاروخا من نحو 100 صاروخ أطلقته دول العدوان الثلاثي.

واستبعد عز الدين تكرار تلك الضربة العسكرية مرة أخرى خلال الأمد القريب، لأنها كانت بمثابة "تكشير عن أنياب" الدول الثلاث ورسالة إلى كل من سوريا وروسيا وإيران.

 

رؤية مصر ثابتة

وقال اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن رؤية مصر للصراع السوري واضحة وثابتة وواقعية وأهم ما فيها هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفض التدخل الأجنبي الذي يكون في صالح قوى ضد قوى ويعزز الفرقة بين السوريين.

وأضاف الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التدخل الأجنبي لا يسعى لإحداث توافق والدفع في اتجاه الحل السياسي إنما يتدخل عسكريا لدعم طرف ضد طرف ولا ينهي هذا الصراع، موضحا أن الحل السياسي السلمي يحافظ على سوريا.

وأشار إلى أنه لا بديل عن الحل السياسي لأن الشكل الآخر هو التدخل العسكري مرفوض ومؤلم لجميع الأطراف يؤدي لاستمرار الحرب الأهلية ويهدد الشعب السوري ودول المنطقة أيضا بسبب انتقال المقاتلين من سوريا إلى دول الإقليم.

 

حفظ الأراضي السورية ووحدة الشعب

فيما قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن الحل السياسي في سوريا هو الخيار النهائي، الذي يحافظ على تماسك الأراضي ووحدة الشعب السوري، مضيفا أن مباحثات أستانة وجنيف تعثرت بسبب تعنت كل طرف.

وأضاف مظلوم في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القوى الدولية يجب أن ترفع يدها عن الشعب السوري وتدفع في سبيل إنهاء المعاناة وأن يخفف كل طرف من شروط تفاوضه للوصول إلى حل نهائي، موضحا أن الشعب السوري أصبح مهجرا ودمرت بلاده لذلك لا بد من الدفع في سبيل إنهاء القصف والصراع العسكري.

وأكد أن الصراع أصبح صراع مصالح بين قوتين وليس لصالح الشعب السوري لأنه هو الخاسر الوحيد من هذه الأوضاع لأن الحال الآن هو حرب بالوكالة ساحتها الأراضي السورية، مضيفا أن دعوة مصر للحل السياسي هي الخط السليم لوضع نهاية لهذا الصراع بدلا من تشجيع الحلول العسكرية.

وأشار إلى أن تكرار الضربة العسكرية الثلاثية مرة أخرى غير متوقع وأن دول العدوان الثلاثي أمريكا وفرنسا وبريطانيا كان عليها الانتظار حتى إعلان نتائج التحقيقات في قضية استخدام أسلحة محرمة دوليا ووفقا لهذه النتائج وما ينص عليه القانون الدولي يتم التصرف.