طالب رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الفريق الركن محمد الخضر اليوم الثلاثاء، بضرورة إرساء قواعد القانون الدولي الإنساني في العمليات العسكرية وتعزيز مفاهيمه واحترامه وتنفيذه؛ لتحقيق التوازن بين الميزة العسكرية، وتوفير الحماية للمدنيين في النزاعات المسلحة.
وأضاف الخضر – في كلمته خلال الاجتماع التشاوري السنوي الأول لخبراء الشرق الأوسط، والذي يعقد على مدى 3 أيام تحت عنوان (مبدأ التناسب في العمليات العسكرية بالقانون الدولي الإنساني)، بالتعاون بين الجيش الكويتي واللجنة الدولية للصليب الأحمر - أن العالم بأسره يواجه حاليا تحديات كبيرة وأحداث متسارعة، وتعصف به العديد من الصراعات التي تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، وكذلك جرائم ترتكب بحق الأبرياء وتدمير لمقدرات الحياة، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة الاهتمام بالقواعد والضوابط التي تكفل الضمانات الأساسية، تكريسا لمبدأ الكرامة الإنسانية.
وأكد حرص الجيش الكويتي على التقيد بقواعد القانون الدولي الإنساني، من خلال إدماجه في التشريعات الوطنية والتدريبات والتمارين العسكرية، مشيرا إلى أن رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، تولي اهتماما بالغا في نشر الوعي والثقافة القانونية في مجال العمليات العسكرية بين منتسبي القوات المسلحة.
وأشار إلى أن مادة القانون الدولي الإنساني، تعتبر إحدى المواد الأساسية التي تدرس في الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية الكويتية، فضلا عن المشاركة في المؤتمرات والندوات المحلية والإقليمية والدولية وعقد الدورات التدريبية وورش العمل والمشاركة فيها.
وأكد أن القانون الدولي الإنساني يواجه تحديات عديدة، تتمثل في تطور مفهوم النزاعات المسلحة الحديثة والمعاصرة، مشيرا إلى أثر التطور المتسارع في منظومات التسليح، واعتمادها على التكنولوجيا الحديثة في ساحات القتال، لتشكل تحديا قانونيا وعملياتيا في ضمان استخدام تلك المنظومات، بما لا يتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني والاعتبارات الخاصة بالتداعيات الإنسانية جراء استخدامها.
ومن جانبه، قال رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر بمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي يحيى عليبي، إن أهمية عقد هذا الاجتماع في هذا الوقت، تأتى انطلاقا مما تشهده المنطقة العربية من أزمات إنسانية حادة، سببتها النزاعات المسلحة المستعرة في أكثر من مكان، مما نتج عنها تضاعف المآسي الإنسانية وازدياد حجمها.
وأضاف أن هذا ما دعا اللجنة الدولية للصليب الأحمر كمنظمة دولية إنسانية مفوضة من قبل المجتمع الدولي لحماية الكرامة الإنسانية وحماية الضحايا، إلى المبادرة بالتنسيق مع الهيئة العامة للأركان العامة، لعقد هذا الاجتماع ومناقشة كافة الوسائل والطرق والأساليب والأفكار التي عساها أن تسهم في التخفيف ومن ويلات الحروب وتعزيز قدر أكبر من الحماية والالتزام.
وأعرب عن أمله في خروج الاجتماع بعدد من التوصيات والنتائج الملموسة، التي يكون لها أثر على القرارات السياسية والعسكرية، من أجل المحافظة على أهم مكسب من مكاسب القانون الدولي الإنساني، وهو إعلاء مبدأ الإنسانية في زمن الحروب.