انطلاق الملتقى العلمي الثاني لتطوير أساليب الرعاية الصحية لمرضى انيميا البحر المتوسط
انطلقت اليوم الخميس فاعليات الملتقى العلمي الثاني لتطوير أساليب الرعاية الصحية لمرضى الثلاثيميا (أنيميا البحر المتوسط)، وذلك تحت رعاية وزارة الصحة والسكان، وللعام الثاني على التوالي، بمشاركة واحدة من كبرى شركات صناعة الدواء فى العالم.
ويهدف الملتقى - الذي يقام لمدة يوم واحد - إلى مناقشة تطور أساليب العلاج والعقاقير الحديثة التي تسهم في تخفيف معاناة المرضى، والتعرف على أساليب الوقاية من هذا المرض الذي تعد مصر من أعلى الدول التى تعانى منه.
وقالت أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بطب قصرالعينى الدكتورة منى حمدي إن المجالس الطبية المتخصصة قامت بتغيير أكواد علاج مرض ثلاثيميا الدم سعيا لدعم المريض وتوفير أفضل الخدمات المناسبة له في ظل التغيرات الاقتصادية تأكيدا على الدعم الكامل للمريض، مضيفة أنه تم - منذ شهر سبتمبر الماضي - رفع جميع الأكواد المالية الخاصة بالأدوية والمستلزمات الطبية التي خضعت في الفترة الأخيرة بعد قرارات زيادة العلاج على نفقة الدولة من 2500 جنيه تشمل نقل الدم والعلاج، إلى 12600 جنيه (6000 آلاف جنيه لنقل الدم و6600 آلاف جنيه للعلاج) كل 6 أشهر.
وأشادت بالمشروع البحثي - الذي تم تنفيذه بالاشتراك بين 4 جامعات هي (الزقازيق وطنطا والإسكندرية والمنصورة) - في المحافظات التابعة لها هذه الجامعات، وكشف عن وجود أعداد كبيرة من مرضى الثلاثيميا، لافتة إلى أهمية إنشاء مراكز علاج للمصابين بهذا المرض في جميع المحافظات، متطرقة إلى طرق الوقاية من المرض على ضوء وجود طفرة مستحدثة في تشخيصه، حيث يمكن إجراء الاختبارات قبل ولادة الطفل لاكتشاف ما إذا كان الجنين مصابا بهذا المرض وتحديد مدى شدته.
وأضافت أن الاختبارات المستخدمة في التشخيص تتضمن أخذ عينة من السائل المحيط بالجنين (السائل الأمنيوسي)، ويمكن إجهاض الجنين في وقت مبكر من الحمل عند اكتشاف إصابته بالثلاسيميا، موضحة أنه إذا كان الزوجان لديهما طفل مصاب بهذا المرض ويخططان لإنجاب طفل ثان، فإنه يمكنهما اللجوء إلى تقنية أطفال الأنابيب لتجنب إصابة الطفل المنتظر بالثلاسيميا، بل يمكن من هذا الطفل الجديد أخذ نخاع لأخيه حامل المرض.
ولفتت إلى أن الملتقى يهدف - أيضا - إلى تسليط الضوء على حاجة آلاف المرضى للدعم الطبي والنفسي بمساعدة أساتذة أمراض الدم في جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية والجمعية المصرية لمرضى ثلاسيميا، لكى يحصل المرضى على علاجات شاملة فائقة الجودة لينعموا بحياة طبيعية، مشيرة إلى أنه منذ عام 2010، تلتزم (نوفارتس) بدعم حصول مرضى ثلاسيميا على أفضل الخيارات العلاجية من خلال شراكتها مع الهيئة العامة للتأمين الصحي والحكومة، وتتكفل بعلاج اثنين من المرضى مقابل كل مريض يحصل على العلاج تحت مظلة التأمين الصحي".
وبحسب الدكتورة أمال البشلاوي، أستاذ طب أمراض الدم في الأطفال بجامعة القاهرة، فإن مصر من أكثر الدول التي ينتشر بها حاملو مرض ثلاسيميا، بمعدلات تصل إلى 9%، حيث يولد سنويا أكثر من 150 طفل مصاب بهذا المرض ، موضحة أن علاج هذا المرض، يعتمد على عمليات نقل الدم المستمرة والدورية، والتي ينتج عنها تراكم الحديد داخل أعضاء الجسم الرئيسية مثل الكبد والقلب، وقد يتضخم الطحال لدرجة كبيرة وأحيانا يضطر الأطباء لاستئصاله.
وأضافت البشلاوى أن تراكم الحديد يستدعى تناول أدوية لخفض معدلاته المرتفعة في أعضاء الجسم الرئيسية، وفى السابق كان العلاج عبارة عن حقن بعقار من ساعة إلى 8 ساعات، ومع التطوير والأبحاث، توصل الطب إلى أدوية مبتكرة تؤخذ عن طريق الفم، الذي قبل الأكل أو معه، والذي حقق طفرة في علاج المرض وحفز المرضى على الانتظام في العلاج، مساهما في إطالة بقائهم على قيد الحياة والاستمتاع بحياة شبه طبيعية قد تصل إلى 60 عاما.
من جانبها، أشارت الدكتورة ميرفت مطر، أستاذ أمراض الدم بكلية طب القصر العيني إلى أن من مخاطر ترسب الحديد الناتج عن نقل الدم المتكرر في حالات مرضى الثلاسيميا، تأخر النمو والتأثير السلبي على الخصوبة، فبالنسبة للذكور، تتأثر الخصوبة والقدرة على الإنجاب، فيما يؤدى المرض فى الإناث إلى تأخر الطمث، فضلا عن تأثيره على الغدد الصماء.
وتابعت أن مرضي الثلاسيميا، بالأخص بعد تخطي مرحلة الطفولة والوصول لمرحلة البلوغ، يستدعى عليهم إجراء متابعة دورية فى تخصصات ليس فقط من أمراض الدم، الى جانب متابعة شاملة ودورية من أقسام طبية مختلفة مثل القلب والخصوبة والغدد والصحة النفسية، مؤكدة العمل بجهد على توفير كافة سبل الرعاية لهؤلاء المرضي بعد انتقالهم من مرحلة الطفولة الي البلوغ ، والحرص على علاجهم ومتابعتهم ، حيث أن بعض المرضي لا يستكملون رحلة علاجهم بعد انتهاء فترة التأمين الصحي والانتقال إلى مرحلة العلاج على نفقة الدولة".
وأضافت أن من أساليب العلاج الدوري لمرضى ثلاسيميا نقل الدم للمريض، الأمر الذي ينتج عنه ترسب لنسبة الحديد في الجسم مما يؤدي إلى استقبال الجسم كميات كبيرة من الحديد ، لا يمكن الاستفادة منها فتترسب في أعضاء المريض الحيوية ويؤثر على حياته، مما يدعو للإشادة بالتطور العلاجي الذي ساعد على تخفيف معاناة المرضى بعد تحول علاج ترسبات الحديد من الحقن إلى الأقراص .
بدوره، قال الدكتور شريف أمين، رئيس نوفارتس للأورام مصر وليبيا - مقرها سويسرا - أن هذا الملتقى يؤكد التزام الشركة المستمر تجاه مرضى الثلاسيميا، ويتوج الجهود المشتركة بين وزارة الصحة ونوفارتس في سبيل تحسين مستوى الرعاية للمرضى وحصولهم على المساعدة اللازمة، وذلك عن طريق تكوين فريق طبي متكامل من الأطباء والصيادلة والتمريض وبنوك الدم لرعاية هؤلاء المرضى على أكمل وجه.