الخميس 23 مايو 2024

أنا «باهب» مصر.. والست الخايبة

15-3-2017 | 11:38

بقلم –  أكرم السعدنى

لا أعرف من هو العبقرى صاحب فكرة زيارة لاعب الكورة الشهير “ميسى” ويقال إن المحروس قبض مليون يورو بالتمام والكمال من أجل المجيئ إلى مصر، والوقوف أمام أهراماتها والتصوير أمام كاميرات التليفزيون.. وكنت أظن أن الأخ إياه جاء من أجل عمل خيرى وهو نجاح مصر فى محاربة هذا المرض الذى انتشر بين المصريين وحدهم، حتى بلغ عدد ضحاياه أكثر من ١٢ مليون مصرى..

ولو كان “ميسى” بيه صحيح نيته الخير لدفع لوزارة الصحة المصرية مليون يورو من أجل دعم أجهزة الوزارة ومستشفياتها فى القضاء نهائياً على المرض.. وبالطبع أهرامات الجيزة إحدى أعظم عجائب الدنيا السبع لم يشرفها الأخ ميسى بالحضور.. بل إن العكس كان صحيحاً فالأخ “ميسى” عمره الافتراضى اقترب على النفاد فى البساط الأخضر ولكن عمر الأهرامات تعدى الخمسة آلاف عام من عمر الزمان وهى ستبقى ما بقيت الحياة بعون الله.. ولا أدرى متى سوف نتخلص من عقدة الخواجة ونلجأ إلى نجوم من خارج الديار المصرية.. بينما فى مصر نجوم وجودهم ومشاركتهم فى هموم مصر وقضايا مصر ستكون أفضل ألف مرة.. عندكم معجزة كرة القدم فى الملاعب العربية والإفريقية وبدون أى تكاليف أو مصاريف أخونا الجميل محمود الخطيب صاحب أكبر شعبية فى تاريخ كرة القدم.. لو أننا استعنا مثلاً بالولد أبوتريكة الذى شرفنا فى الكويت عندما شارك فى مناسبة كروية لها أسباب خيرية ورفض مبلغ ٥٠ ألف يورو.. يومها استدعاه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد فى سابقة لم تحدث من قبل ليشاركه الفرجة على المباراة من المقصورة الأميرية.. أن أبوتريكة رغم كل ما يقال عنه لم يفقد شعبيته فهو معشوق جماهير الكورة المصرية حتى وإن أخطأ فى الاختيار وحتى وإن كانت ميوله للطرف الآخر الذى انتفضنا من أجل الخلاص منه بعد عام كامل من المرار والخراب على أيدى الإخوان.. أقول.. إن محمد صلاح المصرى الذى أبهر كل العالم فى إيطاليا وأسعد كل العرب فى كأس الأمم الإفريقية وجوده كان أبلغ ألف مرة وأرخص مليون يورو من الأخ ميسى.. ولا أعلم متى سنتخلص من هذه المراهقة السياحية والخيبة التى هى أعرض من شاطئ النيل، كلما جاء ضيف أو سائح إلى مصر أعطيناه الميكروفون ونملى عليه جملة أصبحت خايبة وعايبة.. قول.. أنا بأحب مصر.. فإذا بالسائح يقولها بالعربى.. أنا.. باهب مصر.. وكأننا نطالبهم أن ينافقونا نفاقاً رخيصاً.

نفس الأمر مع الأسف حدث مع “ميسى” الذى رفض أن يكون كما البغبغان ويردد وراء المذيع أنا بأحب مصر.. واحترم ميسى عقله ولم يستجب لهذا الهراء الذى هرش أمخاخنا به السادة المذيعون خصوصاً هؤلاء الذين يذهبون ويتعقبون السياح كما المخبر النشيط ،فإذا وقع أى سائح فى أيديهم تشعر أنه مقبوض عليه ليقول كلاماً فارغاً ويردد فى نهايته نفس الجملة بناء على أوامر سعادة البيه المذيع.. أو الست المذيعة أنا.. باهب.. مصر.

الست الخايبة

واحدة خايبة فى عقلها تصورت أننى أتآمر عليها باعتبارى صحفياً من نوعية الدواعش وأن التنظيم الذى تشكل من شخصى الضعيف يتكون من فردين لا ثالث لهما، أما الثانى فهو المخرج الكبير محمد فاضل أحد الأساتذة الكبار الذين تربينا على إنتاجهم التليفزيونى الشديد التميز والإبداع غير القابل للتكرار.. هذه الخايبة تصورت أن مكالمة مع الأستاذ الكبير ما كانت إلا مؤامرة ضد شخصها الذى تضخم داخلها وحدها وطال واستطال لدرجة أنها ظنت وكل ظنها إثم إنها أكبر قامة وأعظم أثراً وأكثر أهمية من مخرجنا الكبير.. ويا عم فاضل.. أنا بالنيابة عن جمهورك الكبير وهو ملء العالم العربى وبالأصالة عن نفسى اعتذر لقامتك الكبيرة.. أما الصغار فنحيلهم إلى عمنا المتنبى.

على قدر أهل العزم تأتى العزائم

وتأتى على قدر الكرام المكارم

وتعظم فى عين الصغير صغارها

وتصغر فى عين العظيم العظائم