الخميس 23 يناير 2025

قالت: «زهقت من الإدارة» الإعلامية سناء منصور: ماسبيرو يعانى «ثقافة الازدحام» وإعادة الهيكلة ترده إلى مجده!

  • 15-3-2017 | 12:05

طباعة

حوار: نورا حسين

تربى على يديها وفكرها وخرج من مدرستها نجوم فى الإعلام العربي.. هى ابنة ماسبيرو، التى اكتشفتها الإعلامية «آمال فهمى»، فكانت صاحبة بصمة واضحة على جدران المبنى العتيق، الذى وضع أسس الإعلام العربي.

الإعلامية الكبيرة «سناء منصور»لها روح خاصة ومبادئ لم تتخل عنها طوال السنوات الطويلة التى قضتها فى الوسط الإعلامى، ابتعدت وقت الفوضى لسنوات عدة، وفرت لها رؤية واضحة للمشهد كاملا، لتعود مؤخرا بتجربة جديدة، تتناسب وتاريخها الإعلامى، وتحترم عقول المشاهدين.

«شبعت إدارة» من هذا المنطلق رفضت سناء منصورعروض عدة قُدمت إليها من جانب العديد من الفضائيات، وقررت الالتزام بمربع «مذيعة».

 

سألتها لماذا بعد كل هذه الفترة اخترت العودة من خلال برنامج «السفيرة عزيزة» على قناة «دى إم سي»؟

بعدما ابتعدت عن «الإذاعة والتليفزيون» انشغلت بالسفر، وقدمت لى عروض كثيرة لإدارة قنوات، لكننى سبق أن كنت قد اتخذت قرارًا حاسمًا فى حياتى بعدم العمل فى الإدارة، خاصة أن آخر ١٨ سنة فى حياتى كنت أعمل مديرة، لهذا مللت من العمل كمديرة، وجاءت فترة صعبة فى مصر فضلت خلالها الخروج والسفر، وبداية من ٣٠ يونيه عدت إلى مصر، فجاء لى عرض «دى إم سي»، بأن أكون مذيعة، فوافقت عليه، ولدى برنامج مدته ٥ دقائق للأطفال على إذاعة ٩٠٩٠ اسمه «حدوتة ملتوتة»، والآن أعيش أفضل حالاتى النفسية والإعلامية، بأن أكون مذيعة وألا أكون مديرة أو إدارية مسئولة عن الآخرين.

فى برنامج «السفيرة عزيزة».. هل يمكن القول بأنك قدمت النموذج الحقيقى والناجح للمرأة المصرية؟

الهدف من البرنامج محاولة التغيير من ثوابت المجتمع السلبية، وأن نعمل على خلق مجتمع جديد قائم على أساليب حديثة، فى الفكر وتربية الأطفال، وحتى ديكور المنزل، أى أن نرتقى بالذوق، ويكون هناك نموذج دائم للأخريات كى يتبعوه، والبرنامج يرتقى بالذوق العام بالنسبة للمرأة، إلى جانب إفادتها فى حياتها اليومية والعملية.

البرنامج يتولى تقديمه ٣ أجيال من المذيعات.. هل كنت مع هذه الفكرة؟. . ومن وجهة نظرك ما الاستفادة منها؟

الفكرة الأساسية للبرنامج هى التجاوب مع الأجيال، فأنا أمثل الجيل القديم، والجيل المتوسط، شيرين وجاسمين ونهى، والحقيقة لا يوجد الجيل الصغير حتى الآن، والفكرة الأساسية التى طلبها رئيس مجلس إدارة «دى إم سي»، لم تتحقق حتى الآن بالشكل المطلوب، فأنا أحاول أن أقدم ما هو على أيامنا، لكنه كان يريد عاصفة تفكير، بما هو كان قديمًا ثم ما يراه جيل الوسط، وسواء الرفض أم القبول من الجيل الجديد، لكننا فى البداية، وإذا تحقق الأمر مثلما يريد القائمون على القناة سيتحقق الهدف.

ماذا تتمنين فى «السفيرة عزيزة» فى الفترة المقبلة؟

أتمنى أن يخرج عن الشكل التقليدى لبرامج المرأة، وهذا ما قدم لى فى البداية، وأنا مؤمنة بذلك، أن نقف ونمتلك الجرأة لنقول «غلط»، يجب أن تتوقفوا وتتغيروا، ثوابت الدين لا نستطيع الاقتراب منها، لكن المجتمع من الممكن أن يتغير، فأتمنى أن نغير فى المجتمع.

انقطاعك عن مصر والإعلام خلال السنوات الماضية.. هل يمكن القول أنه أتاح لك الفرصة لتقييمه؟

كانوا يستضيفوننى فى برامج التوك شو عند حضورى إلى القاهرة، ووصلت لمرحلة رفض لوضع الإعلام، عندما وجدت أن عمرى الذى أفنيته فى الإعلام يمتهن، وذلك نظرًا للخروج عن المهنية والأصول ووجود فوضى إعلامية وابتعاد عن الموضوعية، وهجرة لكل ما ربيت عليه أجيالًا، وحصلت عليه من عظماء، وهذا ما دفعنى للسفر خارج مصر، وشعرت أن المهنة تضيع بسبب الفوضى، مثلما حُرقت أقسام الشرطة والمتحف العلمي، ومن ضمن ما احترق الإعلام المصري، لكن الآن يحدث تراجع عن الموجة الفوضوية، وأصبح هناك هدوء فى الصوت والحديث.

فى فترة كان النجاح يتمثل فى أن يعلو المذيع بصوته ويأتى بضيفين ضد بعضهما البعض ويصل الأمر بينهما إلى الشجار.. من وجهة هل أفقد ذلك هيبة ووقار مقدم البرامج؟

فقد بداية كل ما تعلمناه فى كلية الإعلام، فى هذا الوقت لم يكن هناك إعلاميون حقيقيون، وأصبح هناك غرباء عن المهنة، يهيمنون على الوضع الإعلامي.

ما السر وراء نجاح أبناء «ماسبيرو» عندما يعملون فى الفضائيات الخاصة؟

معظم القنوات قائمة على خريجى ماسبيرو، ونجد ألمع المذيعين حتى لو كان صوتهم منخفضًا، فأنهم ينجحون خارج ماسبيرو، ووصول المبنى لـ ٤٠ ألف عامل، صعب النجاح وسط هذا العدد والمبنى متخم بالأشخاص، والمبدع يضيع وسط الزحام، الذى يغيّر من شخصية الإنسان، كما أن ماسبيرو يعانى من ثقافة الازدحام، حتى يظهر المبدعون، فعندما تتم إعادة الهيكلة ونضع حلولا دون المساس بحقوق من يعملون، الذين ليس لهم ذنب بالوصول إلى هذه الحالة، وأن تكون حقوقًا مرضية ويقل العدد، وقتها سيعود ماسبيرو إلى عنفوانه، خاصة أن جميع القنوات الخاصة يستعينون بماسبيرو، «مذيعين، مخرجين، معدين، مصورين، ديكور، إضاءة».

بصراحة.. هل تحزنين على حال ماسبيرو بعد أن قضيتِ فيه سنوات طويلة تعلمت خلالها الكثير وتتلمذت فيه على يد أساتذة وخرجت من تحت يدك أجيال شابة مشهود لها بالكفاءة؟

هناك أيام كنت حزينة عند الذهاب لماسبيرو، كنت أجد الأولاد يفترشون الأرض ومعهم أوانٍ للطعام وما شابه ذلك، وكنت أقول هل هذا ماسبيرو الذى صمم على شاكلة الإذاعة الفرنسية على نهر السين، الرقى والجمال والأناقة؟!.. الناس يفترشون الأرض ويخرجون لضرب رئيس القطاع، هناك مرحلة مصر عانت فيها، وأذكر أنهم طلبوا منى تقديم برنامج فى القنوات التى أسستها فقلت لا أستطيع دخول ماسبيرو، لكن الآن الحالة أفضل داخل ماسبيرو.

من ترينهم من المذيعين والمذيعات احتفظوا بـ»الخط الإعلامى المهنى» وسط الفوضى التى تحدثتى عنها؟

فى هذه الفترة، إيمان الحصرى فى «المحور» وقتها، ريهام السهلى فى «المحور» أو «النهار»، أسامة كمال فى «القاهرة والناس»، دعاء عامر فى البرامج الدينية، ورغم ذلك بداية مدرسة الصوت العالى من عمرو أديب، ولكنها لائقة عليه، يشبه «ليلى رستم» زمان، نصف الشعب ضدها والنصف الآخر يعشقها، من الممكن انتقاده، إنما لا يمكن الاستغناء عنه، كل من قلدوه أفسدوا مدرسة الصوت العالى، التى أوجدها «عمرو» ولائقة عليه.

ومن خارج «ماسبيرو»، فإن لميس الحديدى من أشطر المذيعات، أن لم تكن أشطرهن، ولكن يجب أن تعمل على نبرة صوتها حتى تكون متكاملة، منى الشاذلى قيمة، وكانت فى فترة رقم ١ فى مصر، كما أننى سعيدةبتجربة إسعاد يونس، وبعودتها للشاشة، لأنها مذيعة محترفة ولها مذاق مختلف عن الأخريات.

بمناسبة الصوت.. أصبحت هناك ظاهرة عدم نطق الأحرف العربية بشكل صحيح من جانب عدد من المذيعين (الإذاعة أو التليفزيون).. كيف تبررين هذا الأمر؟

عندما أستمع للإذاعة، سواء الخاصة أو إذاعة الدولة، أجدهم لا يتحدثون العربية، كلمة عربى وأخرى إنجليزي، وكلمة دلع وموضوعات تافهة يطرحونها للمناقشة، ليحدثهم المستمعون ليحصلوا على إعلانات، وإذاعات ماسبيرو هى الأفضل، وسبب انتقادى للآخرين لأنهم يفقدون المهنة جمالها وقيمتها والتفاف الناس حولها، العملية ليست «هزار أو تفاهة» طوال الوقت، فهناك إذاعات انطلق بعضها من ماسبيرو، تحتاج تقويمًا من أول وجديد، ولكن إذاعات مثل الشرق الأوسط مازالوا محتفظين بتقاليد المهنة.

البعض يربط عودتك بـ»ماما نجوى».. هل عودة هذا الجيل من الممكن أن يقدم لنا إعلام كنا نفتقده فى الفترة الماضية؟

الجميع الآن يتحدثون عن «ماسبيرو زمان»، نموذج من البرامج المحترفة المحترمة، التى تقدم إضافة غير عادية ما بين د. رتيبة حفنى، سلمى الشماع، منى جبر، طارق حبيب، د. مصطفى محمود ، عباس العقاد، د. طه حسين، كل هؤلاء كانوا يضيفون، معنى ذلك أن الناس ملت من الشكل الحالى، وتحتاج عودة الشكل الراقى المحترف، لذلك أتمنى أن كل من يطلب منه العودة للشاشة يعود، أما نجوى إبراهيم فهى أجمل وجه ظهر على التليفزيون، والمفترض أن تستغل أكثر من ذلك لأنها قيمة كبيرة.

اكتشفتِ الفنان أحمد حلمى وداليا البحيرى والكثيرين من المذيعين.. لماذا لا نجد الآن المكان أو الشخص الذى يقدم جيلا جديدا؟

هذه فلسفتى، أنا تم اكتشافى من خلال الأستاذة آمال فهمى، وواجبى كمذيعة أن اكتشف آخرين، وأعمل على تلميعهم، المدير الجيد من يحيط بنفسه بالمبدعين، ويعطى لهم النجومية، التى يجب أن يتميزوا بها، وبالضرورة سيلمع معهم، فعندما تنجح إذاعة يقولون «المديرة شاطرة».

أخيرا.. على الرغم من نجاحك كنتِ تتمنين أن تكونى محامية.. ما حقيقة هذا الأمر؟

الطموح كمحامية، كان رغبة والدى، الذى كنت مرتبطة به، وهو كان قاضيًا، وكان يعتقد أنه مع تقدم الزمن سيكون هناك فى مصر قاضية، ونكمل سلسلة القضاة، لأن والدى قاضٍ وجده قاضٍ وجد جد والدى قاضٍ، عندما توفي، وكان عمرى ١٣ سنة، إحساسى بالموضوع مات أنه أصبح لا يوجد حافز، لكننى حققت نجاحا فى مجال الإعلام رغم أنه جاء لى بالمصادفة، لكن حب العمل هو الأساس حتى تحقق نجاحا فى أى مجال.

 

    الاكثر قراءة