السبت 11 مايو 2024

د. زاهى حواس : لم أعد قادراً على العمل العام وحان الوقت لأتفرغ للكتابة والحفائر الأثرية

15-3-2017 | 12:10

حوار تكتبه: أمانى عبد الحميد

عدسة: ديفيد أيمن

صباح كل خميس في تمام التاسعة, موعد مقدس لم يكن ليتخلف عنه, تراه واقفا بين يدي أبو الهول, يتأمل وجهه الشامخ, يبوح له بأسرار قلبه التي لا يأتمن عليها أحدا غيره, أمامه يخلع قبعته العتيقة ليلقي عليه التمثال العجوز تعويذة الصون, اسمه غريب غير متداول لكن يبدو أن أباه « عباس» قرر أن يسميه زاهي ليزهو به وسط أهالي دمياط أجمعين, ولم يخطر بباله أنه سيكون محط زهو المصريين ليمثلهم أمام كل نجوم العالم، كل من يراه لأول مرة يفزع منه, حاد الطباع, سريع الانفعال, أغلب علاقاته مع البشر تبدأ بخناقة, وإن كان قلبه رقراقا وعقله يسيره دهاء من نوع فريد مكنه من الاستمرار في الوجود رغم تبدل الأحوال من حوله, قابل نجوما وفنانين ولاعبين كرة قدم وأمراء وملوكا منهم أربعة من رؤساء أمريكا, كارتر, فورد, كلينتون, أوباما, مشوا خلفه صامتين, ينصتون لما يقوله عن أجداد المصريين, يأخذهم معه في عالم الأهرامات, ويسمح لهم بالتقاط الصور معه ومع صديقه أبو الهول, وإن كان أوباما أكثر الرؤساء حظا حيث رافقه إلى غرفة الدفن الملكية داخل هرم خوفو, ليكون أول رئيس أمريكي يدخلها مع «حواس», إلا أن الاميرة ديانا ظلت بالنسبة له أجمل الشخصيات التي قابلها في حياته..

ما أشهر الشخصيات التي قابلتها ووجدتها على دراية بالحضارة المصرية؟

الأميرة ديانا كانت من أجمل الشخصيات التي قابلتها في حياتي, جاءت إلى مصر بعدما درست حضارتها وقرأت كثيرا عن الأهرامات, وبعد وفاتها قابلت الأمير تشارلز وكنت وقتها أشعر بالضيق منه؛ لكنني اكتشفت أنه شخصية على درجة عالية من الثقافة والمعرفة بالحضارة المصرية وبالإسلام، وقد أصر أن يقوم بزيارة الهرم في منتصف الليل, كذلك الملكة صوفيا كانت مهتمة جدا بالاكتشافات الأثرية لدرجة أنها زارت منطقة آثار سقارة وأهرامات الجيزة لأكثر من ١١ مرة, والرئيس الأمريكي أوباما كان مولعا جدا لدرجة أنه كان أول رئيس جمهورية يصر على دخول الهرم الأكبر,علاوة على عدد كبير من الفنانين.

لماذا هاجمت لاعب الكرة «ميسي « في حين قابلت الفنان ويل سميث بالترحاب؟

عندما جاء «ميسي» إلى القاهرة كنت وقتها في حالة من التعب الشديد بعد إجراء عملية جراحية في قدمي, رفضت في البداية لكن بعد إصرارهم وافقت لأنني من المعجبين به كلاعب كرة قدم, ولدى وصوله كانت هناك إجراءات أمنية غير عادية, وعندما قدمت له الشرح أمام أبو الهول لم يظهر على وجهه أية تعابير, لم أفهم طبيعته في البداية لكن اتضح أنها طبيعته, كان الأمر مختلفا مع الفنان ويل سميث, تقابلت معه في عام ٢٠٠٦ في نيويورك حيث تم اختياري ضمن أهم ١٠٠ شخصية أثرت في العالم, وتصادف جلوسنا على طاولة عشاء واحدة, كان برفقه زوجته ومعنا المغنية جينفر لوبيز وعدد من الشخصيات العامة, تواعدنا على اللقاء في مصر, عدت السنوات ونسيت الموضوع, إلى أن جاءني اتصال من إحدى الشركات من شهر بأن هناك شخصية عامة تريد لقائي عند أهرامات الجيزة دون أن يكشفوا عن اسم الشخصية للدواعي الأمنية, لم أعلم أنه « سميث « إلا قبلها بيوم واحد, تم الاتفاق على المقابلة الساعة السادسة صباحا أمام تمثال أبو الهول,تحدثا كثيرا هناك حول كل القضايا الأثرية حول الأهرامات, الملك توت عنخ آمون, التنقيب عن الآثار وغيرها إلى أن أشرقت الشمس على وجه أبو الهول فأصابته الدهشة وكل من يرافقة خاصة والدته التي جاءت معه, ثم تناولنا الإفطار معا في جناح «مونتيجمري» بالمينا هاوس, ما أعجبني أن «سميث» جاء على حسابه الشخصي, حيث قام بدفع ٣٠ ألف جنيه ليدخل هرم خوفو ويشاهد أبو الهول قبل مواعيد الزيارة, ثم ٢٠ ألف جنيه ليدخل الهرم المدرج, وكان من المقرر أن يدفع ٢٠ ألف جنيه لصالح زيارته المتحف المصري لكن وزارة الآثار قدمت له الزيارة بالمجان هدية له,

متى اكتشفت ولعك بالآثار؟

في بداية عملي بالآثار لم أكن متحمسا, وأثناء عملي في موقع للحفائر بالإسكندرية عثرنا على مقبرة يونانية, قمت بانتشال تمثال للإلهة أفروديت وعندما نظرت إلى التمثال شعرت وقتها أنني عشقت الآثار والعمل بها, لذا دائما أقول إن سر النجاح هو العشق أي أن الشخص يحب ما يعمل حتى يصل إلى النجاح, وأذكر عندما قررت البحث عن مقابر بناة الأهرامات هاجمني وقتها كل الأثريين واعتبروني مجنونا لكنني نجحت؛ لأنني كنت أسعي لإثبات أن الأهرامات لم يتم بناؤها بطريقة الصخرة.

هل تظن أن زيارة الشخصيات العالمية إلى الأهرامات يشجع على عودة حركة السياحة الأجنبية إلى مصر؟

أعتقد أن زيارة لاعب الكرة «ميسي» والفنان ويل سميث» ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على العشاء أمام أبي الهول من أجمل الدعاية التي يمكن أن تحصل عليها مصر لدعم حركة السياحة, لكنها تكتمل بعدما تقوم وزارة السياحة بتنظيم قوافل إلى عشر مدن أجنبية لترويج للسياحة المصرية, بالتزامن مع تنظيم معارض أثرية في الخارج والإعلان عن اكتشافات أثرية داخل مصر, تلك هي عناصر قوية لدعم حركة السياحة الأجنبية إلى مصر مرة أخرى.

هناك دول لا تزال تخشى الوضع الأمني داخل مصر خاصة داخل المناطق الأثرية, ألا يؤثر ذلك على حركة السياحة الوافدة؟

أحب أقول لك إنه لا توجد دولة في العالم تملك حجم التأمين ولا الحماية التي تنعم بها المناطق الأثرية في مصر, لا يمكن الدخول إلى أية منطقة أثرية دون العبور على مواقع تمركز قوات شرطة السياحة والآثار في جميع أنحاء مصر, فالآثار تخضع لحماية شرطية وأمنية على أعلى مستوى, وأذكر أنني قمت بتسجيل صوتي من أمام الأهرامات أقول فيه: «مصر آمنة» بهدف تشجيع السياحة الأمريكية إلى مصر, وبالفعل بدأت الوفود السياحية تأتي من كل أنحاء أمريكا حتى بلغ عددهم ثلاثة آلاف سائح أمريكي، على الرغم من أن دولتهم كانت تضع قرارا لحظر السفر إلى مصر.

لماذا توقفت عن العمل الأثري بعد خروجك من وزارة الآثار؟

لم أعد أقدر على العمل العام, من الممكن أن أقدم مساعداتي فقط, أعتقد أنني أديت واجبي تجاه العمل الأثري الوظيفي, وأنني في مرحلة أحتاج فيها إلى التفرغ التام للعمل العلمي مثل تأليف الكتب الأثرية, القيام بعمل الحفائر العلمية داخل المواقع الأثرية, لكن العودة إلى العمل العام لم أعد أقدر عليه,

لكنك توقفت عن القيام بحفائر أثرية من خلال بعثتك العلمية بالبر الغربي؟

في الحقيقة العمل توقف نظرا لظروف خارجة عن إرادتي, نحن نبحث عن تمويل مالي من أجل استئناف العمل بالبر الغربي, قد ألجأ إلى رجال الأعمال المصريين لتمويل أعمال الحفائر هناك, خاصة أنها البعثة المصرية الوحيدة التي عملت داخل وادي الملوك, للأسف كل مقابر الملوك اكتشفها علماء آثار أجانب وليس مصريين.

هل ستواصل العمل داخل مقبرة الملك «سيتي الأول» بالبر الغربي؟

قمت بعمل حفائر داخل المقبرة ووصلنا داخل النفق الخاص بها حتى عمق ١٧٣ مترا, اكتشفنا أن هناك سدا وأن المقبرة داخل مقبرة وأن الملك «سيتي الأول» ظل في الحكم ١١ عاما فقط، وبعد وفاته توقف العمل داخل مقبرته, هذا ما توصلنا إليه ولا يوجد شيء آخر يمكن اكتشافه.

ماذا يفعل زاهي حواس الآن؟

أعمل كرئيس اللجنة العلمية المشرفة على مشروع «مسح الأهرامات» ويشاركني فيها ثلاثة علماء من أهم من عملوا في الأهرامات وهم الألماني راينر شتايدمان والأمريكي مارك لينر والتشيكي ميرك بارتا, دورنا محاولة اكتشاف دلالات عمليات مسح الأهرامات بالأشعة الحمراء, وتلك خطوة ذكية من خالد العناني وزير الآثار الحالي عندما استعان بأربعة ممن تخصصوا في آثار الأهرامات من أجل التوصل إلى نتائج علمية وأثرية, المعروف أن الهرم تم بناؤه على قاعدة ارتفاعها ثمانية أمتار من الصخور تحمل فوقها أحجارا ضخمة قد يكون بينها فراغات تعطي نتائج مضللة, لذا عندما أسفرت عملية المسح بالأشعة عن احتمالات وجود فراغات فوق المدخل الأصلي للهرم، كان تقدير اللجنة أنه من المحتمل أن يكون فراغات طبيعية، وأن النتائج لا تكفي للخروج حقائق واضحة.

ماذا عن العمل في الأقصر والبر الغربي؟

أعمل حاليا مع بعثة علمية إيطالية تابعة لجامعة تورينو من خلال مسح شامل للبحث عن المقابر المنسية بوادي الملوك بالبر الغربي, دوري ينطوي على المراجعة العلمية لما يقومون به, وبناءً على أعمال الحفائر التي أشرفت على عملها بوادي الملوك في ٢٠١٠؛ حيث إن مقبرة تحتمس الثاني, امنحوتب الأول, ورمسيس الثامن, وكل ملكات الأسرة الـ ١٨ مدفونون داخل وادي الملوك ولم يتم العثور علي مقابرهم حتى اليوم.

هل سيشمل المشروع استكمال ما بدأته وزارة الآثار والبريطاني نيكولاس ريفز العام الماضي من عمليات البحث عن مقبرة الملكة نفرتيتي داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون؟

ليس كل فكرة تطرأ في ذهن أي عالم آثار حول العالم يمكن تنفيذها على أرض الواقع لتصبح كشفا أثريا, هناك عشرات العلماء يحلمون بالبحث داخل وادي الملوك لكن الحلم لا يكفي لكي نمنح أي شخص الحق في القيام بالتنقيب والبحث داخل أهم منطقة أثرية في مصر والعالم, وبالتالي فإن البحث والتنقيب يحتاج إلى علماء متخصصين في وادي الملوك, لذا كان من المفترض عندما يأتي «ريفز» بنظريته حول مقبرة نفرتيتي أن تقوم الوزارة بتشكيل لجنة علمية مكونة من علماء الآثار المتخصصين قبل المضي قدما في البحث, علما أن الرادار الياباني الذي استعان به «ريفز» أثبت فشله من قبل في عام ٢٠٠٥ عند استخدامه في البحث عن المقبرة رقم ٦٢, وعند التنقيب اكتشفنا أن المكان الذي أشار إليه الرادار ما هو إلا مجرد شرخ في صخور الجبل, وبالتالي ليس هناك مقبرة للملكة نفرتيتي داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون, واليوم هناك مشروع إيطالي جديد تمت الموافقة عليه للوصول إلى القرار النهائي بشأن المقبرة, علما أنني لا أؤمن بأن هناك جهاز رادار قادرا على القيام باكتشافات أثرية.

مشروع ترميم الهرم المدرج بسقارة ظل قضية شائكة منذ عام ٢٠٠٧, مؤخرا لجأت وزارة الآثار إليك لتشرف على اللجنة العلمية للمشروع, إلى أين وصل عملها؟

للأسف الشديد هناك من يدعون أنهم أثريون ويروجون لأخبار غير صحيحة حول مشروع ترميم الهرم المدرج، الأمر الذي أثار كثيرا من الجدل والضجيج بلا مبرر حقيقي, وللأسف ما كتبته الصحف المصرية تداولته الصحافة العالمية على الرغم من أنها كلها أخبار مغلوطة يراد بها التشويه في وقت كانت مصر تعاني بعد ثورة يناير ٢٠١١, الخطأ الوحيد الذي وقع كان توقف العمل بعد الثورة نظرا لعدم وجود ميزانية أو تمويل, أولا المشروع جاء كقرار جرىء؛ لأن الهرم منذ ما يزيد على ثلاثين عاما وهو يتعرض لمخاطر الانهيار حيث بدأت درجاته تتساقط بشكل مخيف, ولم يجرؤ أحد ممن تولوا مسئولية الآثار اتخاذ قرار ترميم الهرم المدرج خوفا من تحمل المسئولية, لكنني جمعت علماء الآثار من كل مكان لاتخاذ القرار المناسب لإنقاذ الهرم وجبانة السرابيوم بسقارة, بالفعل تمت الموافقة على مشروع المهندس حسن فهمي وبدأنا بنتفيذ المشروع, اليوم الهرم تم إنقاذه من الداخل ومن الخارج أيضا, وهو الأمر الذي أكده تقرير اليونسكو وأشاد بعملية الترميم كلها.

إلى أين وصل مشروع تطوير هضبة أهرامات الجيزة وأنت عضو في اللجنة العلمية المشرفة عليه؟

أولا المشروع كان عبارة عن جزءين, جزء خاص بتطوير هضبة الأهرامات والجزء الآخر لتطوير منطقة أبو الهول ونزلة السمان, قبل ثورة يناير ٢٠١١ بدأنا المشروع بتكلفة بلغت ٢٠٠ مليون جنيه؛ إذ تم بناء سور حول الهضبة بطول ١٧ كيلومترا, وإعداد المدخل الجديد من طريق القاهرة – الفيوم, الشيء الجيد أن الرئيس السيسي يتابع المشروع بنفسه وبالتالي دفعت وزارة السياحة ٥٠ مليون جنيه لاستكماله؛ لكن للأسف لايزال المشروع يحتاج إلى ميزانية أكبر من ذلك، خاصة أن تطوير منطقة أبو الهول ونزلة السمان تحتاج إلى تدخل سريع؛ حيث يضم المشروع تصورا قدمه الدكتور طارق والي والدكتور خالد أبو النجا يشمل تطوير واجهات البيوت وزرع أشجار وتنظيف الشوارع وتمهيدها لتكون صالحة للزيارة السياحية, إلى جانب تطوير مسرح الصوت والضوء والمساحة المحيطة بأبو الهول, واليوم لم يتبقَ سوى عام واحد ليتم إنجاز مشروع التطوير بالكامل، وبالتالي تحويل منطقة الأهرامات من حديقة حيوانات إلى متحف مفتوح.

الرئيس السيسي مهتم أيضا بالمتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة المصرية, كيف ترى خطوة الافتتاح الجزئي لهما؟

أنا ضد أي افتتاح جزئي لأي متحف فما بالنا بأكبر متحف للآثار المصرية في العالم وأكبر متحف يمثل الحضارة المصرية والإنسانية, أتمنى أن تعيد وزارة الآثار التفكير في قرارها بافتتاح المتحف الكبير جزئيا, خاصة أن الافتتاح يشمل قاعة العرض المخصصة لكنوز الملك توت عنخ آمون, وهو الأمر الجلل الذي سيأتيه الناس من كل صوب, وفي نفس الوقت لا نملك الاستعداد الكافي, فلا توجد خطوط مواصلات مثل مترو الأنفاق, وكيف يمكن زيارة متحف غير مكتمل لايزال العمال يعملون داخله, أتمنى أن يحصل على الوقت الكافي لاستكمال المتحف وإعداد سيناريو العرض بشكل مدروس حتى نشعر ببهجة الافتتاح وعظمة المتحف, وأعتقد أنه من الأفضل الانتظار حتى يكتمل المتحف وافتتاحه في مناسبة مثل مرور مائة عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في ٢٠٢٠

أما متحف الحضارة فأنا حتى هذه اللحظة لا أعلم لماذا تم افتتاح قاعة العرض المتغير وعدم استكمال المتحف ككل، خاصة أن المتحف كان كاملا بالبناء في ٢٠١٠ ولم ينقصه شيء سوى البدء في تنفيذ سيناريو العرض بميزانية صغيرة كانت تكفي لافتتاحه بالكامل.

قدت حملة شرسة للمطالبة بعودة رأس الملكة نفرتيتي من ألمانيا, اليوم وأنت عضو في اللجنة القومية للآثار المستردة هل من الممكن تجديد المطالبة بعودتها إلى مصر؟

كل من أتى بعدي وتولى مسئولية وزارة الآثار لم يطالب بعودة رأس نفرتيتي بل منهم من أقر بتركها وعدم المطالبة بها, للأسف كل الجهود التي تم بذلها قد ضاعت هباء, تمكنا من الحصول على الأدلة القانونية التي تثبت أن رأس الملكة قد خرجت من مصر عن طريق التدليس وبالتالي فمن حق مصر المطالبة بعودتها, ولا أعلم لماذا لم يطالب أحد بعودتها حتى الآن, مع العلم أن وزارة الآثار نجحت في استرداد ستة آلاف قطعة أثرية من الخارج , وكنت قد أعلنت عن «القائمة الحمراء» والتي تضم خمس قطع أثرية خرجت من مصر بطرق غير مشروعة وطالبت بعودتها ومنها رأس نفرتيتي, حجر رشيد, زودياك معبد دندرة, وتمثال مهندس الهرم الأكبر, وأعتقد أن المطالبة بتلك القطع الأثرية جعل مصر تستفيد بشكل كبير استفادة سياسية, وأذكر أنني طالبت برأس نفرتيتي خلال مراسم افتتاح معرض الآثار الغارقة ببرلين أمام الرئيسين المصري والألماني بشكل واضح وصريح, لذا فمن وجهة نظري قوة مصر تنبع من قوة الآثار, وعندما تكون الآثار قوية تكون مصر قوية, ومن خلالها يمكن لبلادنا ان تغزو العالم كله,

دائما هناك أقاويل أن حواس مرتبط بالأمريكان ارتباطا وثيقا لدرجة أنه سهل لبعثات الآثار الأمريكية العمل في مصر؟

هذه ادعاءات باطلة وليست لها أي أساس من الصحة, كان المعيار بالنسبة هو الالتزام بالقانون المصري, من ينفذ القانون « أشيله فوق رأسي «؛ لكن عندما أجد دولة تشتري آثارا مصرية مسروقة فإن التعامل معها يكون صارما جدا, عندما قام متحف اللوفر الفرنسي بشراء قطع أثرية ثبت أنها مسروقة تم إيقاف عمل بعثته الأثرية في سقارة إلى أن قام بإرجاع القطع الأثرية وقدم اعتذارا رسميا حتى تعود بعثته العلمية إلى العمل, صحيح أنني تعلمت في أمريكا وحصلت على درجة الدكتوراة من هناك؛ لكن لم أتعلم على يد الأمريكان، بل حصلت عليها بمنحة فولبرايت عن طريق الحكومة المصرية.

لماذا توقف العمل في مشروع تحليل الـ DNA للمومياوات الملكية؟

أولا هو مشروع مصري علمي متخصص يقوم بدراسة المومياوات الملكية، وأتمني أن نستكمل المشروع, من قبل في عام ١٩٧٨ جاءنا عالم آثار ليفحص مومياء الملك توت عنخ آمون بأشعة الإكس راي فنكتشف أنه قام بسرقة العصبة الموجودة على رأسه الملكية وقطعة من جسده ليخرج علينا بعدها بسنوات في لندن بأن الملك الصغير قد مات حرقا, ثم يأتي عالم آخر لفحص مومياء الملك رمسيس الثاني ثم نكتشف أنه سرق خصلة من شعره, أين الأثريون والعلماء المصريون من كل هذا؟, لذا رأيت أن يحصل المصريون على كل الإمكانيات التي يحصل عليها الأجانب, فقدمت لنا الناشيونال جيوجرافيك جهاز للأشعة متخصص ثمنه ثلاثة ملايين دولار، علاوة على قيام قناة الديسكفر بتمويل مشروع تحليل الحمض النووي للمومياوات الملكية, شارك في تلك المشروعات علماء وأثريون مصريون, منهم د.أشرف سليم ود. سحر سليم المتخصصان في الأشعة, ومن المركز القومي للبحوث د.هاني عبد الرحمن, ود.يحيي جاد ود. سمية إبراهيم المتخصصان في تحليل الـ DNA, واكتشفنا مومياء الملكة حتشبسوت, واكتشفنا عائلة الملك توت عنخ آمون, وأتمنى أن نستكمل مشروع دراسة المومياوات كلها.

    Dr.Radwa
    Egypt Air