تعد آلام العصب الخامس الأسوأ في شدتها على الإطلاق، والنساء بصفة عامة أكثر تعرضًا لهذه الآلام من الرجال.
وتشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن آلام العصب الخامس غير معروفة السبب حتى الآن، ولكن قد تدفع صاحبها إلى الانتحار نظرًا لقسوة وشراسة الألم في الوجه.
ويقول الدكتور خالد عبد الحميد أستاذ التخدير وعلاج الآلام، إن العصب الخامس هو أحد أعصاب المخ الرئيسية باعتباره المسئول عن الإحساس بالوجه، لأنه يغذي منطقة العين والصدغ ومنطقة الفك.
ويوضح أن أسباب آلام العصب الخامس غير معروفة إلا في حالة تمدد الشريان داخل المخ، فيضغط على العصب الخامس مسببًا هذا الألم، ويكون هذا التمدد خلقيًا، ويزيد مع الوقت، ما يستلزم تدخلاً جراحيًا.
ويضيف عبد الحميد، أن أعراض الألم تتمثل في:
_ ألم شديد في الوجه.
_ ألم شديد وراء العين.
_ صدمات كهربية مؤلمة.
_ شكشكة في الوجه لدرجة أن المريض لا يطيق ملامسة الهواء لوجهه.
_ تدميع مستمر.
_ لا يستطيع المريض الأكل لإحساسه بآلام شديدة عند مضغ الطعام.
وتابع الدكتور خالد، أن العلم والتكنولوجيا الحديثة فتحوا آفاقًا جديدة أمام طرق العلاج، بعد استبعاد الأسباب الجراحية، منها:
_ العلاج الدوائي: ويتم بعلاج ما نسميه بالأطراف الملتهبة، من خلال عقاقير ضد الصرع، وتكون البداية بجرعة بسيطة وتزيد بمرور الوقت، ودائمًا ننصح المريض بعمل تحليل صورة الدم الكاملة بصفة دورية لمعرفة الآثار الجانبية للعلاج الدوائي، لكن معظم الحالات تستجيب له، وتستغرق فترة العلاج حوالي شهرين، وبعده يشعر المريض بالتحسن من آلام العصب الخامس، وهذا لا يعني أن الآلام قد انتهت تمامًا، فهذا التحسن يعني تقليل عدد النوبات وخفض الإحساس بالألم.
_ العلاج بالتردد الحراري: وهو العلاج الذي يأتي في المرتبة الثانية، ويكون عبارة عن كي العصب الخامس بالتردد الحراري عن طريق إبرة ندخلها بجانب الفم في قاع الجمجمة، فيموت العصب لفترة طويلة، وتصل نسبة نجاح العملية إلى 70%، وبعدها لا يشعر المريض بهذه الآلام لفترة قد تصل إلى 5 سنوات، وهذا في حد ذاته إنجاز لأن شدة آلام العصب لا تحتمل.