الخميس 16 مايو 2024

رسائل سيدات مصر للحكومة: الدواء والعيش والتموين..

15-3-2017 | 13:30

تقرير : سلوى عبد الرحمن

شرائح مختلفة استمعت لها «المصّور»، فى رحلتها للبحث عن مطالب سيدات مصر من الحكومة، والإجابة عن السؤال الصعب، ألا وهو .. متى سترضى «حواء» عن الحكومة، وتمنحها معدلات معقولة لهذا الرضا؟

حنان عيسى، موظفة فى إحدى المصالح الحكومية، بدأت حديثها بقولها: نحن سيدات مصر أثبتنا خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد الثورة أننا قادرات على أشياء كثيرة وخاصة وقت الأزمات، لذلك أطالب الحكومة أن تراعى المرأة العاملة لأنها تقوم بدور الرجل والسيدة، وأن توفر لنا الظروف التى تساعدنا على إنجاز العمل على أكمل وجه، فمن حقى أن أحصل على مرتب محترم يتماشى مع ارتفاع الأسعار الرهيب فالأسعار ترتفع والمرتبات لاتزال ثابتة، والكارثة الأكبر أصحاب المعاشات فأنا أرملة وسأخرج على المعاش نهاية هذا العام وراتبى بالحوافز حوالى ٢٧٠٠ جنيه بعد خدمة ٣٠ عاما، وعندما أخرج للمعاش سأتقاضى ٩٠٠ جنيه، ماذا أفعل به وسط هذا الغلاء الرهيب؟.. أتمنى من الحكومة أن تنظر للمرتبات الحكومية وخاصة الموظفين الشرفاء الذين لا يملكون سوى راتبهم وإلى أصحاب المعاشات كيف يعيشون بهذا المعاش الضئيل.. «آخر ارحموا شيخوختنا».

المرتبات، والمعاش والأسعار، ثلاث أزمات تحدثت عنها «حنان»، لتكمل عليها عفاف محمد، معلمة فى مدرسة حكومية، بقولها: أعمل مدرسة مواد ثقافية ، وهى مادة لا تعطى فيها دروسا خصوصية، وراتبى لا يتجاوز حاجز الـ ١٥٠٠ جنيه، بالحوافز والبدلات، وأعلم جيدا أن البلد يعيش أزمة اقتصادية طاحنة، ولا بد أن نتحمل الظروف الصعبة، ولكن هناك حدا أدنى أطالب به، شخصيا لا أواجه أزمة فى هذا الأمر، فزوجى هو من يتولى بشكل كامل مصروفاتنا، لكن فى الوقت ذاته لدىّ زميلات لا يمتلكن من الحياة سوى الراتب الذى ينتهى يوم ١٠ فى الشهر، بعد دفع كافة المتطلبات، والتى يأتى فى مقدمتها الدروس الخصوصية التى يحصل عليها أبناؤهم، ولهذا أرجو من وزير التربية والتعليم أن يقضى على الدروس الخصوصية ويصلح منظومة التعليم وأن يرفع من شأن المعلم بأن يتقاضى راتبا يغنيه عن السؤال والرشوة واللجوء للطرق الملتوية، وهذا نداء عاجل له من مدرسة تعمل تحت مظلة هذه الوزارة وأم تكتوى بارتفاع أسعار الدروس وفريسة لهذه المافيا.

«سيدة - « التى تحدثت إليها «المصّور» هى الأخرى اتفقت مع الآراء السابقة، وأكملت عليها بقوله:» الرضا من عند الله، وكل ما أريده من الحكومة أن تنحاز لمحدودى ومعدومى الدخل وغير القادرين وأن تسارع فى إصدار القوانين التى تحميهم، وأن ترعى أصحاب المعاشات وأن يكون هناك حد أدنى للأجور فعلى وليس مجرد كلام فى الإعلام فى ظل ارتفاع الأسعار، وأريد من الحكومة أيضا أن تنصف المرأة المعيلة، التى تعيل الأبناء بعد وفاة الزوج أو تعيل الزوج نتيجة للبطالة أو نتيجة لمرض جعله طريح الفراش وأصبحت هى الرجل والسيدة التى تعيل أسرة بأكملها.

وأضافت:» بعد مرض زوجى أصبحت أنا المسئولة عن أسرة مكونة من ١٠ أفراد، وكل ما أحصل عليه من الحكومة معاش تضامن بـ ٤٠٠ جنيه، وهو مبلغ لا يكفى ثمن الدواء الذى يتناوله زوجى، ولهذا لم أجد طريقا أمامى سوى الخدمة فى البيوت، لكن ما هى إلا سنوات قليلة، ووقعت أنا الأخرى فى فخ المرض، حيث أصبت بالسكر والضغط، وصحتى أصبحت لا تساعدنى للعمل فى البيوت مثلما كان الأمر فى السابق، وأنتظر أنا وأولادى من يقدم لنا المساعدة، ويحن علينا ببقايا الطعام، لذا أناشد وزيرة التضامن الاجتماعى أن تحسب مصروفاتها الشهرية، وأنا سأرضى بربعها، وعليها قبل أن تحدد لنا المعاش الهزيل أن تنظر إلينا بعين الرحمة وتراعى الله فينا.

بنظرة تائهة تقف أمانى خليل، المرأة الثلاثينية فى أحد شوارع العاصمة، تفكر ماذا ستفعل بـ ٩٥٠ جنيها، راتبها الشهرى الذى تتقاضاه نظير عملها فى إحدى شركات القطاع الخاص، بعد أن فقد زوجها عمله كمهندس منذ اندلاع ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وفشله فى الحصول على وظيفة ودخل ثابت يعيل به أسرته.

«أمانى» التى يبدو أنها كانت فى حاجة لمن يحمل عنها قليلا من «الحِمل الثقيل»، بدأت حديثها قائلة: لا أجد كلاما أقوله، لكننى سأكتفى بالقول إننى بالفعل مررت بأوقات عصيبة، فهل يتخيل أحد أن تعيش أسرة مكونة من ٤ أفراد بـ ٩٥٠ جنيها فى الشهر فى ظل الغلاء الذى طال كل شيء، لهذا أناشد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ووزير القوى العاملة بإصدار قرار لرفع سن القبول الوظيفى؛ لأنه هناك أعداد كبيرة من الشباب الذين تخطوا حاجز الثلاثين عاما ولا يجدون فرصة عمل كريمة لهم، مثل زوجى وشقيقى، والنتيجة دائما تكون «خراب بيوت».

السرطان.. كان صاحب القول الفصل فى حكايتها، قال كلمته الأخيرة فى حياتها المريحة التى كانت تعيشها فى كنف زوجها المقاول، مات الزوج بالمرض، وترك لها سبعة أولاد، مع مرور السنوات كانت قد أنهت على كل الميراث الذى تركه الزوج الراحل، فالحياة لم ترحمها، حتى اضطرت لبيع البيت الذى شهد أجمل سنوات عمرها، لتنتقل فى شقة بالإيجار، لعلها تستطيع إكمال المشوار الصعب، والآن أصبحت لا تمتلك فى الدنيا إلا ستر الله.. هذا الاختصار الموجع لحكاية «أم أحمد» الأكثر وجعا، تلك السيدة التى لا تجيد القراءة والكتابة، وبين غمضة عين وانتباهتها وجدت نفسها مسئولة عن أطفالها السبعة، والحكومة وافقت فقط على منحها معاش تضامن اجتماعى مقداره ٤٠٠ جنيه شهريا.

«أم أحمد» واصلت رواية حكايتها، وقالت: الظروف دفعتنى لإخراج أبنائى من المدارس ليساعدونى فى «المعيشة»، وتزوج أربعة منهم بـ»الديون»، وتمكنت من تزويج إحدى بناتى، وأنا أعلم أن الرئيس تسلم البلد «خرابة»، لكن كل ما أريده من الحكومة ووزير التموين أن يتركوا لنا «الدعم»، ويزيدوا من المواد التموينية، ويتركوا لنا رغيف العيش «إلا العيش يا مصيلحى.. سايقة عليك حبيبك النبى..إحنا غلابة».

«عاوزة ألاقى الدواء».. جملة قالتها «محاسن»، وأكملت عليها بقولها: ارتفاع أسعار الأدوية أصبح أمرا لا يطاق، ورغم الارتفاع لا أجد الدواء الذى أحتاجه، وأتمنى من وزير الصحة أن يعيد النظر فى قرارات العلاج التى تقدم على نفقة الدولة، لأنها تخدم الغلابة، والفقراء لا عائل لهم، وأتمنى عليه أيضا أن يراجع أسعار الأدوية ويحاول تقليل سعرها مثل أدوية القلب والكلى، لأنه هناك الكثير من المرضى لا يمتلكون الأموال اللازمة لشراء الدواء، وعلى الحكومة أن تدبر لوزارة الصحة الأموال اللازمة لحل المشكلات التى نعانى بسببها.

«محاسن» أنهت حديثها بتوجيه رسالة لرئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسى، قالت فيها» ياريس شغل الناس اللى معاك وعلمهم.. إيد لوحدها متسقفش يابني»