الثلاثاء 28 مايو 2024

فريد الأطرش يتظلم من عبد الوهاب !

15-3-2017 | 17:36

كتب : خليل زيدان

بعد الحوار الذى نشرناه عن رأى عبد الوهاب فى ستة موسيقيين وهم الشيخ زكريا أحمد، السنباطى، كمال الطويل، الموجى، أحمد صدقى، وفريد الأطرش، نستعرض كيف كان رد فريد الأطرش على تصريحات عبد الوهاب حيث كتب مقال تحت عنوان “ لا يا سيد عبد الوهاب “ جاء فيه .

قرأت وأنا فى فراش المرض ما كتبه الزميل الأستاذ محمد عبد الوهاب عنى ، وقد وقفت عند عبارة "وهو يمتاز بأنه لم يستطع إلى اليوم ، على الرغم من أنه يعيش فى مصر، أن يتحرر من ألحانه وصوته من الشامية التى تجرى فى عروقه".. وقفت عند هذه العبارة كثيراً ولم أجد لها تفسيراً أقتنع به، فإن كلمة يمتاز لابد أن يتبعها فضل وامتياز ، ولكن ما وراء يمتاز فى العبارة المذكورة طعن .. وحيرنى الأخد بأى التفسيرين ولهذا فضلت أن أعود للأستاذ عبد الوهاب وأسأله : هل تريد أن تقول أننى لم أتخل عن لونى الشامى وهذا امتياز جدير بالثناء والإطراء؟ فإذا أجبتنى بنعم فإننى أسألك ولماذا إذن قلت أن هذا حدث بالرغم أنه من أنه يعيش فى مصر؟ وإذا أجبت بالنفى، إذا أعتبرت أن الاستمساك بالشامية عيباً فإن هذا يدفعنى إلى السؤال الثانى: هل تعتبر شاميتى وجهاً من أوجه النقد ؟ .. إذا أجبت بالنفى فإننى أقبل عذرك ، فكلنا عرضه للوقوع فى خطأ التعبير، وإذا أجبت بالإيجاب ، فأنا أقول لك أننى أفخر بشاميتى ولا أتنكر لها ، ولكن مصر صارت وطنى وأرضى، أفديها بكل قطرة من دمى وروحى، وفيها قضيت من عمرى ثلاثين عاماً، فى كفاح لم ينقطع ، وقد تشربت روحها ووضعت ألحاناً من صميمها .

وإننى أفخر بأننى قربت لأذواق المصريين كل الألوان الشامية من سوريا ولبنان وقدمت الألوان العراقية والتونسية ، وجعلت من هذا المزيج العربى الأصيل عصارة تبدو فى موسيقاى ، مع السير فى ركب التطور ، وأدخلت الآلات الغربية فى ألحانى مع عدم التخلى عن الذوق الشرقى باعترافك .

وأشد ما يؤلمنى اليوم أن طابعنا فى الحديث والكتابة يتصف بالهجوم الذى لا رحمة فيه ، فلا تجد زميلاً ينصف زميل ولا واحد يعترف للآخر بفضل .. ويقول الأستاذ عبد الوهاب أننى المطرب الباكى .. إذا كان هذا حسن نية فإننى أشكر الزميل على ما قال ، وإذا لم يتوفر حسن النية فإننى أحب أن أقول أن هذا النوع من الطرب يعيش فى كل مكان وزمان ، ولا أعتقده عيباً أن يخلقنى الله بقلب حساس وعاطفة فياضة ، فأغنى لذوى القلوب المرهفة والحس الرقيق.

إننى لا أظلم زميلى عبد الوهاب ولا أنقص من قدره ، الذى لا ينكره أحد، وإنما ناقشت النيات فى عباراته ، فالحقيقة أننى وقفت أمامها حائراً ، ولا شك أن القراء وقفوا أمامها مثلما وقفت ، ومن حقهم أن أشرح التفاصيل ، وهناك تفاصيل أخرى كثيرة لا أعتقد أن المقام يسمح بها .. مرة أخرى : كفانا هذا الهجوم الذى نعيش عليه .. وكفانا غروراً !