الإثنين 27 مايو 2024

بالصور.. "حلبي" وسط الدمار يدخن الغليون ويستمع إلى أغانيه المفضلة

15-3-2017 | 18:00

انتشرت هذه اللقطة المعبرة التي سجلها مصور وكالة الأنباء الفرنسية، السوري جوزيف عيد في مدينة حلب لسوري يبلغ من العمر 70 عامًا هو محمد محيي الدين أنيس.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الصورة بكثافة ويقيم الحلبي العجوز في حي "الصحار" بالمدينة المدمرة في منزل عائلته المحطم معبرا عن إرادة لا تلين في التمسك بالأرض.


إصرار على الحياة

ويبدو السوري الذي يتسلح بروح مقاتلة في الصور، ويعرف بـ”أبو عمر”، وهو يدخن الغليون ويستمع إلى أغانيه المفضلة في أجمل تعبير عن إرادة الحياة.
صورة أنيس اجتذبت الآلاف وقال مصور اللقطة لموقع BuzzFeed إنه لم يتوقع أن توقع الصورة هذه الصدمة.


سياراته القديمة طالتها الحرب

وأنيس كان من أغنياء المدينة، وكان والده من رجال الأعمال البلرزين في صناعة النسيج. ودرس أنيس الطب لفترة في إيطاليا خلال سبعينيات القرن الماضي.
وهو يهوى اقتناء السيارات القديمة، وبلغت مجموعته 30 سيارة، تقلصت إلى 20 سيارة بتأثير القصف الجوي العنيف الذي طال شرق المدينة على مدى سنوات، كما تعرض بعضها للسرقة.
ولا تزال 13 سيارة من مجموعته راقدة في حديقة منزله وتبدو عليها بصمات الحرب، فيما أزالت الشرطة 7 بسبب اعتراضها الحركة في الطرق.
وتعهد بتوريث ما يتبقى من أسطول السيارات القديمة لأطفاله الثمانية.

ورث هوية جمع السيارات القديمة عن والده الثري الذي كان يعمل في صناعة النسيج

ويقول إن سيارته المفضلة هي كاديلاك موديل عام 1947، واشتراها قبل 12 عاما بـ 620 ليرة سورية، وواصل دفع ضرائب على ملكيتها.
ويذكر أن هذه السيارة ركبها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس السوري الرال شكري القوتلي أثناء الاحتفال في سوريا بإعلان الاتحاد بينهما في الجمهورية العربية المتحدة والتي استمرت فترة قصيرة للغاية.


أسطول سياراته القديمة تعرض للتدمير والسرقة خلال الحرب

ووجد أن أفضل طريقة للحفاظ على هذه السيارة في ظل الحرب هو إزالة المقاعد وعجلات القيادة والاحتفاظ بها داخل المنزل للحيلولة دون سرقتها.
وكشف أنه استطاع إقناع مسلحي المعارضة بالامتناع عن استخدام سيارة كاديلاك أخرى منصة لمدفع مضاد للطائرات.


يعتز بهذه السيارة التي أقلت رئيسين خلال الوحدة بين مصر وسوريا


سياراته القديمة تصطف أمام بوابة منزله

وخلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي، عندما اشتد القصف على #شرق_حلب، اضطر أنيس لمغادرة المدينة تاركا منزله وسياراته من خلفه.
وقال إنه عندما عاد إلى منزله وجده حطاما، والتقطت له الصورة وهو يستمع لأغنيته المفضلة وسط الدمار. ويختم قائلا: “الحياة أصبحت صعبة، ولكن لن نفقد الأمل”.