الإثنين 3 يونيو 2024

مكاسب الربط مع حقل «أفروديت» القبرصي.. خبراء: خطوة مهمة لتصبح مصر مركزا لتداول الغاز في المنطقة وتحقيق مكاسب اقتصادية وإقليمية.. وتعظيم الاستفادة من البنية التحتية المصرية

تحقيقات2-5-2018 | 15:44

«القليوبي» يوضح مكاسب مصر من الربط مع حقل «أفروديت» القبرصي

خبير بترولي: مصر تمتلك البنية التحتية لتصبح مركزا تداول غاز المنطقة

خبير بترولي: ربط الغاز مع قبرص يعطي لمصر قوة إقليمية في الطاقة


أكد خبراء في قطاع الطاقة أن توجه مصر لتوقيع اتفاقية لربط حقل غاز أفروديت القبرصي مع مصر هو خطوة مهمة تعطي لمصر قوة إقليمية في مجال الطاقة وتحقق لها مكاسب اقتصادية وإقليمية، موضحين أن مصر تمتلك البنية التحتية لتصبح مركز إقليمي لتداول الغاز في المنطقة سواء  محطات إسالة أو خطوط أنابيب.

كان وزير البترول المهندس طارق الملا، قد أعلن عزم مصر وقبرص تطوير التعاون بينهما في مجال استغلال موارد الغاز الطبيعي في شرق المتوسط من خلال توقيع اتفاقية مشتركة المقبلة لإنشاء خط أنابيب مباشر من حقل غاز "أفروديت" القبرصى إلى مصر، لتعظيم الاستفادة من بالبنية التحتية للغاز في مصر وخاصة مصنعي إسالة الغاز في دمياط وإدكو.


قوة إقليمية في الطاقة

الدكتور مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، قال إن مصر تسير بخطى كبيرة لتصبح مركز إقليمي لتداول الطاقة وذلك بعد إصدار قانون جهاز تنظيم سوق الغاز، مضيفا أن سيتم تدول إنتاج الدول المجاورة في البحر المتوسط من الغاز الطبيعي في مصر لأنها الدولة الوحيدة في هذه المنطقة التي لديها إمكانيات تداول الغاز.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ربط حقل غاز أفروديت القبرصي مع محطات التسييل في مصر يحقق عدة مكاسب لمصر منها أنه يعطيها قوة إقليمية في مجال الطاقة فضلا عن العائد المجزي لمصر من الناحية المادية إلى جانب تأمين وتوفير احتياجاتنا من الغاز حال وجود أية مشكلة طارئة.

وأكد يوسف أن الغاز القبرصي موجود في الخزان الجوفي ولم ينتج منه منذ اكتشاف حقل أفروديت، وربطه مع مصر يفيد قبرص بتداول غازها خارجيا واستخدام التسهيلات المصرية، مضيفا أن تداول الغاز يعمي نقله ومعالجته وفصله وتحويله إلى سائل وإعادة تصديره وكل خطوة من تلك الخطوات لها مقابل نقدي دولاري.

وأشار إلى أن مصر لديها إمكانيات ضخمة في مجال الغاز وخطوط أنابيب وتسهيلات إسالة للتصدير في محطتي التسييل في دمياط وإدكو، مضيفا أنه من الممكن إقامة مشروعات كبرى للغاز في مصر وخاصة في ظل توافر بيئة مشجعة للاستثمار بعد تعديلات قانون الاستثمار الجديد.

مكاسب مصر

فيما قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، إن الربط حقل أفروديت للغاز القبرص مع مصر سيحقق لمصر عدة عوائد ومكاسب ليست اقتصادية فقط، مضيفا أن المكسب الأول هو تعزيز وتقوية مصر كدولة مركزية لتجارة وبيع الطاقة في المنطقة وتعزيز اقتصاديتها مع الدول المحيط.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا سيؤدي لدخول الغاز المسال بكميات تجارية عالية واستخدام الموانئ المصرية وشاحنات النقل، كما أنه سيخلق قيمة مضافة أخرى وهو تدعيم خط الغاز العربي، مضيفا أنه سيتم ربط هذا الغاز أيضا محليا بالسوق المصري وعالميا من خلال ربطه مع غاز الشرق الأوسط والوصول إلى الخليج بعد إنشاء كوبري الملك سلمان، وكذلك أفريقيَّا مع 10 دول أفريقية تستخدم الغاز لتوليد الكهرباء بخلاف السدود.

وأوضح القليوبي أنه كان هناك مشاورات لربط حقل غاز ليفياثان في إسرائيل مع أفروديت القبرصي وقبرص1 في اليونان إلا أن الأمر واجه معوقات خاصة بالتضاريس وعدم انتظام قاع البحر المتوسط والارتفاعات به فضلا عن طول المدة الزمنية والتي تصل من 8 إلى 10 سنوات وبتكلفة تصل إلى 10 مليارات يورو.

وأضاف أن إنشاء هذا الخط كان سيحتاج إلى قوة عسكرية لحمايته لتواجده في عرض البحر ولكونه مطمع للقبارصة الأتراك، مشيرا إلى أن تلك الحقول لم تنتج حتى الآن فحقل أفروديت القبرصي مكتشف في 2010 وقبرص1 من 2009 وكلاهما لم ينتجا حتى الآن إلا أن اكتشاف حقل ظهر وبدء إنتاجه رأت قبرص أن مصر هي الحل الأمثل للخروج من هذه المعوقات لأنها تمتلك البنية التحتية.

 

مركز تداول غاز المنطقة

واتفق معه المهندس صلاح حافظ الخبير البترولي، قائلا إن مصر تمتلك البنية التحتية المؤهلة لتصبح مركزًا لتداول الغاز في المنطقة من محطات إسالة وخطوط أنابيب، مضيفًا أن مدّ خط للربط بين حقل أفروديت للغاز القبرصي مع مصانع التسييل في مصر يحقق لمصر قوة ويعود عليها بالنفع اقتصاديا نتيجة استخدام تلك التسهيلات.

وأوضح حافظ، في تصريح أدلى به لـ"الهلال اليوم"، أن هذا المشروع هو نواة لتكون مصر مركزا للطاقة وتداول أي غاز مستكشف في المنطقة سواء من قبرص أو لبنان بعد مساعي اكتشاف الغاز هناك وإسرائيل والسعودية عن طريق البحر الأحمر، مضيفا أن الاتفاقية المزمع توقيعها بين مصر وقبرص خطوة مهمة لكلتا الدولتين.

وأشار الخبير البترولي إلى أن المكسب منها اقتصادي وجيوسياسي في المنطقة، خصوصا أن هناك إمكانات بنية تحتية مصرية غير مستخدمة وتكلفة عدم استخدامها كبيرة، لأنها تفقد حيويتها وكفاءتها والحفاظ على وضعها الفني يتكلف كثيرا، مضيفا أن هذه الاتفاقية توفر تلك التكلفة فضلا عن العائد المادي من استخدام مصانع التسييل والتصدير في ما بعد من خلال الخطوط المصرية.