الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

الإمام الأكبر من داخل هيئة رعاية مبادئ الدستور الإندونيسي: مستعدون لدعم أي مؤسسة من أجل كرامة الإنسان.. الدول تحتاج إلى مجالس حكماء لمنع تشويه القيم.. رئيسة إندونيسيا السابقة تشكر شيخ الأزهر

تحقيقات3-5-2018 | 11:08

الطيب:مجالس حكماء يمنع عمليات التشويه ولدينا في مصر "بيت العائلة المصرية"

مستعدون لدعم هيئتكم من أجل العيش المشترك

رئيسة إندونيسيا السابقة: نشكركم الإمام الأكبر على دعمكم ودعم الأزهر للقضية الفلسطينية

نؤيد مبادرة الأزهر لاستخدام مصطلح المواطنة بديلا عن مصطلح الأقليات

 

التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الخميس، في القصر الرئاسي بجاكرتا مع أعضاء هيئة رعاية مبادئ الدستور، المعروفة اختصارا باسم "اﻟﺑﺎﻧﺗﺷﺎﺳﻳﻼ"، وهي الجمعية المعنية بالحفاظ على المبادئ الخمسة لدستور إندونيسيا، وتضم في عضويتها رئيسة إندونيسيا السابقة "ميجاواتي سوكارنو"، وعدد من رموز إندونيسيا.

وأعرب الإمام الأكبر عن تقديره للدور المهم الذي تقوم به الهيئة، والذي يعد ضروريا لاستقرار المجتمع، مؤكدا دعم الأزهر لها، ولأي هيئة أو مؤسسة في العالم تعمل من أجل الكرامة الإنسانية والعيش المشترك، متمنيا أن تكون هناك هيئات مماثلة لها في كل العالم الإسلامي، خاصة أن هناك سوء فهم شديد للأديان، بل حتى للقيم الإنسانية والأخلاقية المستقرة من الأزل، ولا يمكن مواجهة ذلك إلا بمجالس حكماء تحافظ على الفهم الصحيح لهذه القيم، وتضعها في المكان الصحيح، ولدينا في مصر تجربة "بيت العائلة المصرية".

وأوضح شيخ الأزهر أن المبادئ الخمسة للدستور الإندونيسي، والمتمثلة في الإيمان والوحدة والعدالة الاجتماعية والإنسانية والشورى، تعد شديدة الوضوح والبساطة، لكنها تعرضت مؤخرا لتفسير خاطئ، ما أدى إلى حدوث اضطراب وجرائم إنسانية، كما اختطفت هذه المبادئ من جانب كثيرين ممن يسيئون لأمن الأوطان.

وشدد الإمام الأكبر على أن الأزهر الشريف يرفض استخدام مصطلح الأقليات، ويفضل استخدام مصطلح "المواطنة"، لأن كلمة الأقليات قد تؤدي إلى التمييز والتشاحن، وقد بذل  الأزهر الشريف في هذا السياق جهودا كبيرة، وعقد العديد من الندوات والمؤتمرات، وعلى رأسها مؤتمر "الحرية والمواطنة"، وقد تمت ترجمة الوثيقة الصادرة عنه إلى عدة لغات، من بينها اللغة الإندونيسية.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن وضع المرأة في مصر تطور كثيرا، وأصبحت تشغل مختلف المناصب، والرئيس المصري مهتم بالمرأة ودائما ما يؤكد على دورها ويدعمها، كما أن الأزهر بصدد عقد مؤتمر دولي حول المرأة وحقوقها، وسوف تصدر عنه وثيقة مهمة، ووجه فضيلته الدعوة للسيدة ميجاواتي للمشاركة في المؤتمر.


من جانبها، أعربت ميجاواتي سوكارنو، رئيسة المجلس الاستشاري للهيئة، عن سعادتها بزيارة فضيلة الإمام الأكبر لمقر الهيئة، التي أنشئت قبل نحو عام، بدعم من الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، الذي يشعر بضرورة العمل على نشر المبادئ الخمسة للدستور والعمل على ترسيخها لدى الإندونيسيين، ونحن نتمنى أن يكون هناك تعاون مع الأزهر الشريف، والاستفادة من خبرته في نشر قيم التسامح والوسطية، لأن هذه القيم قديمة في إندونيسيا، مشيرة إلى أن السيد "عبد القاهر زكي" هو أحد من صاغوا هذه المبادئ الخمسة، وهو من خريجي الأزهر.

وأعربت الرئيسة ميجاواتي عن دعمها للمبادرة العالمية التي أطلقها فضيلة الإمام الأكبر لرفض استخدام مصطلح الأقليات، واستخدام مصطلح المواطنة بدلا منه، مشيرة إلى أن الإسلام في إندونيسيا هو إسلام التسامح والسلام والمساواة والحرية، كما أعربت عن شكرها لمصر والأزهر على دعمهما للقضية الفلسطينية، التي لم تجد حلا حتى الآن.

حضر اللقاء من الوفد المرافق لفضيلة الإمام: أ.د.محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والسفير عمرو معوض، سفير مصر في إندونيسيا، والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الازهر، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار شئون الوافدين بالأزهر.

وبدأ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الأحد، الماضي جولة آسيوية تشمل ثلاثة دول هم إندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناي.

ووصل مساء الأحد الماضي الإمام الأكبر إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا وكان في استقباله الدكتور محمد دين شمس الدين، المبعوث الخاص للرئيس الإندونيسي، ود.محمد قريش شهاب وزير الشئون الدينية السابق، والسفير محمد فخر نائب وزير الخارجية، وسفيري مصر والإمارات في جاكرتا، وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين لدى إندونيسيا.

ويجري فضيلة الإمام خلال الزيارة لقاء ثنائيا مع رئيس الجمهورية الإندونيسية وعددا من اللقاءات مع كبار المسئولين في إندونيسيا، كما يشارك في افتتاح  المؤتمر العالمي حول الوسطية في الإسلام، حيث يلقي فضيلته الكلمة الرئيسية في المؤتمر، وذلك بحضور حشد من كبار الشخصيات الدينية في العالم.

ويرافق فضيلة الإمام الأكبر خلال الزيارة وفد يضم الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور علي النعيمي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.

والمستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار شئون الوافدين بالأزهر.