مسؤول أممي: إدلب تمثل مصدر القلق الأكبر للأمم المتحدة الآن في سوريا
قال مستشار المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا للشأن الإنساني يان إجلاند إن إدلب تمثل مصدر القلق الأكبر للأمم المتحدة في سوريا حاليًا، خاصة بعد أن تم نقل العدد الأكبر من المدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق مختلفة منها الغوطة الشرقية إلى مدينة إدلب، وبذلك وصل عدد السكان فيها الآن مع عدد النازحين إلى حوالي ستة أضعاف عدد سكان الغوطة الشرقية، مع ما يمثله ذلك من ضغط هائل على كافة الخدمات بالمدينة.
وأشار إجلاند - في مؤتمر صحفي عقد في جنيف اليوم الخميس - إلى أن النازحين في إدلب يعيشون في العراء أو في مراكز تجمع جماعية، وأن هناك حاجة ماسة إلى حماية هؤلاء المدنيين.
وشدد إجلاند - في تعليق على اتفاقات جديدة لإجلاء مدنيين من مناطقهم في سوريا إلى مناطق أخرى - على أن الأمم المتحدة ليست طرفًا في تلك الاتفاقات، ولم تشارك في أي مفاوضات بشأنها، مؤكدًا ضرورة أن يوضع في الاعتبار عند إجراء أي من تلك الاتفاقات أن يكون هناك حق الاختيار للمدنيين بين أن يغادروا أو يبقى من يريد البقاء مع ضمان حمايته.
واعتبر أن اتفاقًا سيئًا أفضل من حرب مروعة، وإن كان إجلاء المدنيين من مناطقهم يزيد من تعقيدات الواقع السوري ومن المعاناة الإنسانية المستمرة للمدنيين السوريين، وكان من الأفضل أن تكون هناك اتفاقات لحماية المدنيين أينما وجدوا في سوريا وليس إجلاؤهم.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن هناك حوالي مليوني مدني الآن في المناطق صعبة الوصول في سوريا مقارنة بحوالي 4.6 مليون في العام الماضي، لافتًا إلى أن عدد المدنيين الموجودين في المناطق المحاصرة يبلغ الآن 11 ألف شخص فقط، وهي ما يعني انخفاضا دراماتيكيا في أعداد الموجودين في تلك المناطق مقارنة بالعام الماضي، معبرًا عن أسفه من أن ذلك جاء كنتيجة لثمن باهظ دفعه المدنيون السوريون ونتيجة اتفاقات عسكرية ومعارك عسكرية في مناطقهم، وكذلك نتيجة لفقدان التوافق بين القوى المعنية بالنزاع السوري، علاوة على أن المناطق المحاصرة وصلت إلى تلك النتيجة لنفس الأسباب وليس من خلال مفاوضات أو بانتهاء للحرب عبر المفاوضات.
وقال إجلاند إن القتال في سوريا يسكن في مكان لينتقل إلى مكان آخر، وبعد أن انتهى في الغوطة الشرقية، انتقل الآن إلى اليرموك وكذلك منطقة عفرين وحماة، إضافة إلى الهجمات في حمص، منوهًا بأن الأمم المتحدة طلبت مرارا وتكرارا الوصول إلى مناطق الغوطة الشرقية، مشيرًا إلى أن لديه انطباعًا بأن الدبلوماسية الروسية وحتى القوات الروسية في سوريا تحاول مساعدة الأمم المتحدة، ولكن المساعدة ليست كبيرة.
وألمح إلى أن هناك تحديات كبيرة لا زالت في الرقة، وذلك بسبب المخلفات المتفجرة المنتشرة في كل مكان في المدينة، مؤكدًا ضرورة احترام الأطراف للمواقع المدنية الإنسانية وكذلك المواقع الخدمية الصحية والتعليمية وغيرها من أماكن تعمل من خلالها الوكالات الإنسانية، مضيفًا أنه عندما يكون كل شيء في الصورة كئيبا، لا بد من التشديد على ضرورة احترام القواعد الإنسانية، وأن يتعلم الجميع مما حدث في حلب والغوطة الشرقية والرقة وغيرها، وألا يصل الأمر إلى إدلب ودرعا في الجنوب لتعيشان نفس ما حدث في المناطق الأخرى.
وتابع إجلاند أن الجهات المانحة التي تعهدت بتقديم الأموال لخطة الاستجابة الإنسانية في سوريا للعام الجاري لم تف بالتزاماتها كما يجب، لافتًا إلى أن تمويل الخطة لم يصل منه حتى الآن سوى 23% فقط، وأنه لا توجد أموال الآن للعمليات الإنسانية.
وحث مسؤول الأمم المتحدة الجهات المانحة على الوفاء بما تعهدت به، مشددًا على أن الأمم المتحدة لن تستسلم أمام التحديات التي تواجه العمل الإنساني في سوريا، وأنها مستمرة من أجل تقديم كل ما يساعد المدنيين السوريين في هذه الحرب المروعة.