اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية، أن القمة الأمريكية - الكورية الشمالية لن تكون سهلة؛ وأن واشنطن التي تتفاوض نيابة عن كوريا الجنوبية واليابان أيضاً ستجد نفسها أمام موقف كوري شمالي متصلب مدعوم من الصين، التي «تتفهم مخاوفها»، ومن الصعب القبول به كلية، وهي لا تستطيع التنازل عن مصالحها الحيوية في المنطقة بالتنازل عن مصادر قوتها في المنطقة وخصوصاً في اليابان وكوريا الجنوبية، ثم إنها في صراع مفتوح مع بكين على النفوذ في كل منطقة جنوب شرق آسيا والعالم.
وقالت "الخليج" فى افتتاحيتها اليوم (السبت) تحت عنوان " قمة ترامب - كيم"، حول اللقاء بين الرئيس الأمريكي ونظيره الكوري، إن التصريحات الصادرة عن العواصم المعنية بالملف النووي الكوري الشمالي تشير إلى أن المواقف الإيجابية الصادرة عن المسئولين الكوريين الشماليين توفر قاعدة مقبولة للقمة الأمريكية -الكورية الشمالية بين الرئيس دونالد ترامب وكيم جونغ أون المتوقعة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتساءلت: هل يقبل الطرفان المعنيان؛ أي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بشروط بعضهما، التي كانت مستحيلة التحقق قبل وقت قصير؟، مشيرة إلى أن كوريا الشمالية مستعدة على ما يبدو للقبول بشروط الولايات المتحدة في التخلي الكامل عن مشروعها النووي، وتدمير أسلحتها النووية، ووقف تجاربها الصاروخية الباليستية بعيدة المدى، والالتزام باتفاقية حظر الأسلحة النووية ومنع انتشارها، ومراقبة منشآتها النووية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، وانفتاحها على المجتمع الدولي، وإغرائها بمساعدات اقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن لدى كوريا الشمالية أيضاً شروطها ومخاوفها من أن تكرر واشنطن معها ما حلَّ بالعراق وليبيا، أي إنها لا تثق حتى الآن بالاتفاقات مع الجانب الأمريكي، وتريد ضمانات موثقة حول مسائل عدة؛ من بينها، «معاهدة سلام» مع كوريا الجنوبية بدلاً من اتفاق الهدنة المعمول به منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953، وانسحاب القوات الأمريكية /حوالي 30 ألف جندي/ من كوريا الجنوبية، ووقف المناورات العسكرية المشتركة السنوية الأمريكية - الكورية الجنوبية، وتعزيز الثقة مع كل من واشنطن والجارة الجنوبية؛ من خلال إجراءات تدريجية ومتزامنة؛ لتنفيذ هذه الشروط، مع الاستعداد لبحث مختلف جوانب التعاون مع سول، وتعميقها وصولاً إلى تحقيق أي شكل من أشكال التكامل بين الكوريتين".