الأحد 12 مايو 2024

عزيزة أمير أم السينما العربية

16-3-2017 | 10:17

بقلم : إقبال بركة

ما زال مسلسل تجاهل المرأة المصرية والتعتيم على إنجازاتها فى شتى المجالات هواية تمارسها كل الأجيال. فرغم وجود أكثر من مهرجان لسينما المرأة العربية فى القاهرة وسلا وأسوان وغزة.. الخ, حلت ذكرى الفنانة عزيزة أمير فى 28 فبراير الماضى دون أن يُحتفى بالدور الرائع الذى قامت به فى صناعة السينما العربية, والمؤسف أن بعض مؤرخى السينما يغفلون دورها الرائد ويذكرون أن المخرج محمد كريم هو رائد السينما العربية، رغم أنه تولى إنتاج وإخراج أول فيلم مصري في عام 1930م بعد عرض فيلم "ليلى" الذى أنتجته ومثلته عزيزة أمير بثلاث سنوات, ويذكر آخرون أن محمد بيومي هو رائد السينما رغم أن إنجازه الحقيقى فى الأفلام الوثائقية.

مبكرا جدا وقبل ما يقرب من سبعين عاما اقتحمت عزيزة أمير الشابة الجميلة الموهوبة مجالات السينما المختلفة.. الإخراج والإنتاج والتأليف إلى جانب التمثيل المسرحى ثم السينمائى سابقة رجال عصرها, وما زلت أذكر عيون السينمائيات الغربيات تتسع دهشة وهن يستمعن للمحاضرة التى كنت ألقيها عن السينما المصرية، وذكرت الدور الرائد للمرأة المصرية فى صناعة السينما العربية: عزيزة أمير وفاطمة رشدى وبهيجة حسين ثم آسيا داغر وماجدة الصباحى وأخريات, وكنت قد تلقيت دعوة من مهرجان سينما المرأة الرابع فى نهاية عام 1988م الذى تقيمه جمعية السينمائيات الأمريكيات "AWIF" (تأسست عام  1973)  للمشاركة بفيلم "قضية الأستاذة عفت"، إخراج محمد بسيونى وبطولة فردوس عبد الحميد وحسن يوسف الذى كان الفيلم الأجنبى الوحيد فى قسم الحلقات التليفزيونية, وتحدثت عن الفنانة عزيزة أمير التى خاضت غمار الإنتاج السينمائى وهى فى الخامسة والعشرين من العمر،  فأنتجت أول أفلامها "نداء الرب"، ثم عادت وأنتجته مرة ثانية باسم "ليلى" مع المخرج التركى وداد عرفى.

نجح الفيلم نجاحا كبيرا وحقق فى العام الأول من عرضه إيرادات تساوى ثلاثة أضعاف تكاليف إنتاجه، الأمر الذى شجع آخرين على ارتياد نفس الطريق وكان فاتحة مباركة لتلك الصناعة المهمة فى مصر.

استقبلت الجماهير فيلم "ليلى" بحفاوة بالغة، وعندما حضرت بطلته ومنتجته عزيزة أمير العرض الأول فى مدينة دمياط مسقط رأسها استقبلها الجمهور بمحطة القطار وأركبوها عربة حنطور تتقدمها فرقة موسيقى نحاسية، عزفت السلام الملكى ثم انطلق الموكب حتى دار العرض, حيث وجدت الفنانة الكبيرة صفين من الراقصات استقبلنها بالرقص والغناء ودق الدفوف.

لم تكن الاستوديوهات قد أنشئت بعد فتم تصوير الفيلم فى صحراء الهرم وفى فيلا بشارع الهرم، وقد أسست عزيزة أمير شركة "إيزيس فيلم"  للإنتاج السينمائى واستوديو هليوبوليس بمصر الجديدة, وعندما نطقت السينما، واجهت السينما العربية أزمة وأوشكت على أن تتوقف فسافرت عزيزة أمير إلى ألمانيا لشراء جهاز تصوير للصوت، وعادت به، ولكنها فوجئت بأن المهندسين المصريين لا يستطيعون تشغيله، وحاولت الفنانة الكبيرة الاتفاق مع مهندس صوت ألمانى  للحضور إلى القاهرة وتشغيل الجهاز ولكن كل المهندسين الألمان رفضوا الحضور إلى مصر.

هذه هى بنت مصر فى أوائل القرن العشرين التى تجاهلها الجميع !

    Dr.Radwa
    Egypt Air