أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية حاجةِ المسلمينَ في الدُّولِ الغربيةِ الآنَ إلى الانتقالِ إلى فِقْهِ المواطنةِ، حيث أَصْبَحَ لهم ثِقَل حَضَارِي يَتجاوز القضايا التقليديةَ ذَاتَ الطابعِ الفردي إلى قضايا أكبرَ دَلالةً وأعمقَ أثرًا، مُرتبطةٍ بالهُويةِ الإسلاميةِ ورسالةِ المسلمِ وَصِلَتِهِ بأُمَّتِهِ الإسلاميةِ. موضحا أن الوجودَ الإسلاميَّ في الدُولِ الغربيةِ، لَمْ يَعُدْ يَطْرحُ نَفْسَهُ كأقليةٍ تحتاجُ إلى حلولٍ وقتيةٍ، بَلْ هو في حاجةٍ إلى علاجٍ إستراتيجيٍّ عَميقٍ، وفِقْهٍ واقعيٍّ دقيقٍ يُمكِّنُ المسلمَ منَ الاندماجِ الفعالِ والتعايشِ الإيجابي ِمعَ الآخرِ.
كما أكد مستشار مفتى الجمهورية خلال مشاركته فى فعاليات المؤتمر العالمى للمجتمعات المسلمة المنعقد بأبو ظبى حاليا أهمية أن يُساهمَ هؤلاء المسلمون في البناءِ والتنميةِ عَلى مُختلِفِ الوِجْهَاتِ مَعَ الحفاظِ على الهُوِيَّةِ والمرجعيةِ اخاصة بهم وتفعيلِ قِيَمِهَا وإِمكانَاتِها في هذا الاندماجِ.
وقال إن المسلمينَ بِحاجةٍ إلى اجتهادٍ في قَضاياهم يُلبِّي الطموحاتِ ويأخذُ بِعَيْنِ الاعتبارِ ضرورةَ التعايشِ ويُعزز مبدأَ المواطنةِ في البلادِ الغربيةِ.
وحول واجباتِ التجمعات المسلمةِ فى الخارج منْ أَجْلِ تَحْقِيقِ التعايُشِ دَاخِلَ المجتمعاتِ الأجنبيةِ، اوضح نجم انها تشمل الحوار البنَاءُ والدائمُ مِنْ أجلِ تَدْعيمِ قِيَمِ المواطنةِ والتعايُشِ ، ترسيخُ فِقْهِ المواطَنةِ بَيْنَ المسلمينَ في المجتمعاتِ المتَعدِّدَةِ الهُوِيَّاتِ والثقافاتِ ، توجيهُ خطابٍ إسلاميٍّ مُلائِمٍ للمجتمعاتِ الَّتي يَسعى المسلمونَ إلى التعايشِ فِيها عنْ طريقِ الاندماجِ السِّلْمِيِّ معَ الأغلبيةِ ،الملاءمةُ بينَ الإسلامِ والعلمانيةِ في المجتمعاتِ الغربيةِ دُونَ التخلِّي عن الهُوِيَّةِ الإسلاميةِ ، الانطلاقُ في معالجةِ القضايا الكُبرى التي تُواجِهُ الأقلياتِ المسلمةَ مِنْ كلِّيَّاتِ القرآنِ ومقاصدِ الشَريعةِ.
كما أكد مستشار مفتي الجمهورية عالميةِ الإسلامِ، وَمِنْ مُقْتَضَياتِها أنْ يَعيشَ المسلم ُفي مُجتمَعِهِ فعَّالًا مُتعاوِنًا، مُشارِكًا في بِنَاءِ وطنِهِ عاملًا على تَعميرِه،مع ضرورةِ أنْ يَعملَ المسلمونَ عَلَى هذا التعايشِ؛لِأنَّ الوجودَ الإسلاميَّ أَضْحَى جزءًا لا يَتجزَّأُ مِنَ المنظومةِ الحضاريةِ للغربِ.
وأشار إلى أهميةَ تكريسِ المواطنةِ بِوَصفِها نموذجًا لا بَدِيلَ عنْهُ في المجتمعِ المنفتحِ ،مبينا أن النظرَ إلى الوجودِ الإسلاميِّ في الغربِ بِوَصْفِهِ جُزر ًامُنعزِلَةً ووجودًا مُكتفيًا بذَاتِه؛ أدَّى إلى شعورِ المسلمِ بالتناقضِ بَيْنَ الِانتماءِ الوطنيِّ والوَلاءِ الدينيِّ، وسهَّلَ للتيَّاراتِ المتطرِّفةِ أمرَ تَوْسيعِ الهُوَّةِ بينَ المواطنينَ المسلمينَ ومُجتمعاتِهِمُ الغربيةِ.