أعـلـن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير
العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، أن المشروع الحضاري الذي
تنهض به الإيسيسكو، يهدف إلى تهيئة المناخ الملائم لتفاعل الإرادة الجماعية في اتجاه
جمع الشمل وحشد الجهود والإمكانات لتطوير المجتمعات العربية والإسلامية، ولتحقيق التنمية
المستدامة الشاملة المتوازنة في العالم العربي الإسلامي، استناداً لقيم التضامن الإسلامي
وروح الأخوة.
وقال في كلمة وجهها إلى المؤتمر العام الرابع والعشرين
للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم –ألكسو- قرأها بالنيابة محمد الغماري مدير
أمانة المجلس التنفيذي والمؤتمر العام والمؤتمرات الوزارية المتخصصة في الإيسيسكو،
إن المنظمة تواصل عملها من أجل كسب التحديات وتحقيق أهداف مشروعها الحضاري، من خلال
عدة قواعد، أهمُّها تحديثُ المنظومة التربوية، وتطويرُ العلوم والتكنولوجيا والبحث
العلمي وتشجيعُ الابتكار، وتجديد السياسات الثقافية والاتصالية وتفعيل دورها في الارتقاء
بالمجتمع، وتعزيزُ الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، ونشرُ قيم التسامح والوسطية
والاعتدال، ونبذُ كل مظاهر الانغلاق والتطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن هذا المشروع في
عمقه وجوهره، وفي مضمونه ومحتواه، يظل الهدفَ الجامعَ للعمل العربي الإسلامي المشترك،
في هذه الميادين الأشدّ ارتباطاً بالتنمية الشاملة المتوازنة المستدامة.
وذكر أن الإيسيسكو التي احتفلت منذ أسبوع بالذكرى
36 لتأسيسها، تحرص غاية الحرص على أن تعمل مع شركائها من مؤسسات العمل العربي الإسلامي
المشترك في ميادين كثيرة، خصوصاً أن نشاطها الدولي الإقليمي قد اتسع نطاقه خلال السنوات
الأخيرة برامجياً وجغرافياً، وأصبحت ترتبط بـ 229 اتفاقية وبروتوكول ومذكرة تعاون وفرت
لها مواردَ إضافية، شكلت دعماً مادياً مهماً لتنفيذ برامج خطة عملها، لافتـاً إلى هذه
الاتفاقيات والبروتوكولات والمذكرات تضمنت جميعُها، مشاريعَ وبرامجَ وأنشطةً استفادت
منها الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية في مختلف مناطق العالم.
ودعا إلى تضافر الجهود وتعزيز التعاون بين الإيسيسكو
والألكسو ومكتب التربية العربي لدول الخليج واليونسكو، للإسهام في دعم جهود الدول الأعضاء
في مجالات عمل هذه المنظمات. وذكر أن في هذا الإطار لابد من تقدير الدور المحوري والمهمّة
الرئيسة للجان الوطنية في الدول الأعضاء، التي تُـعـدُّ في حقيقة الأمر، المحرك الأساسَ
في تنفيذ برامج هذه المنظمات وأنشطتها.
وأشار إلى أن الإيسيسكو ركزت ضمن خطة عملها المقبلة
(2019-2021)، على تعزيز البرامج الموجهة لحماية المقدسات الإسلامية والمحافظة على الهوية
الحضارية للقدس الشريف، وعلى دعم المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية في فلسطين،
وستواصل جهودها بالتنسيق مع عدد من شركائها من أجل وضع خطة عملية وصياغة مبادرات ميدانية
للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية وللقرارات أحادية الجانب التي تمس الوضع التاريخي والقانوني
لمدينة القدس الشريف.