أ ش أ
قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن هجوم النظام السابق بالأسلحة الكيماوية على "حلبجة" سيظل عملاً مخزيًا يلاحق من ارتكبوه بحق مواطنين عراقيين.
وأكد أن الحادثة لن يزيد العراق إلا وحدة وقوة وتطبيق مبدأ العدل والحق، والرحمة لمن سقطوا ضحية نظام حزب البعث.
وأضاف العبادي، في تصريح صحفي، اليوم الخميس، "إننا نستذكر بألم بالغ اليوم (جريمة حلبجة) التي راح ضحيتها آلاف العراقيين الأكراد الأبرياء في عملية إبادة جماعية بالأسلحة الكيمياوية مازالت آثارها شاهدًا حيًا على ما فعله حزب البعث بالشعب العراقي".
ولفت إلى أن الجميع يطمح بالمضي صوب بناء مستقبل في ظل بلد آمن ودولة تحمي شعبها، وقال: "إننا حاربنا جيلاً من الإرهابيين والعصابات التي كانت امتدادًا للنظام البعثي، وانتصرنا وسنعزز هذا الانتصار بالحفاظ على الشعب والدفاع عن حريته مهما كلفنا ذلك".
من جانبه، أشار نائب رئيس البرلمان العراقي آرام شيخ محمد أن الكرد يتذكرون بألم كبير وحسرة عميقة ممتدة يوم السادس عشر من مارس عام 1988 الذي شهد فاجعة حلبجة، عندما قام نظام البعث بقيادة صدام حسين بقصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية، والذي تسبب في مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص في أقل من 20 دقيقة من أهالي المدينة الأبرياء، وكان أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.
ووصف شيخ محمد، في مؤتمر صحفي بمقر البرلمان العراقي ببغداد، اليوم، الهجوم على حلبجة بأنها "جريمة نكراء وإبادة جماعية صدمت الإنسانية، وكارثة استفزت الوجدان والجوارح، استخدم فيها البعث السلاح لكتم الأنفاس وتكميم الأفواه لمن يرغبون في الحرية، إن البعث ارتكب هذه المجزرة وسط صمت دولي".
وتابع: "في السادس عشر من مارس من كل عام يستعيد الشعب الكردي ومعهم كل القوى المحبة للسلام الذكرى السنوية لليوم الأسود لقصف مدينة حلبجة، وننحني إكبارًا وإجلالاً لأرواح الشهداء، وستبقى هذه الجريمة وصمة عار في جبين كل من اشترك بها ومن سكت عن إدانتها".
ودعا الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق إلى استثمار قرار تحويل حلبجة إلى محافظة، للعمل من أجل تطوير المدينة وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، والإيفاء بالوعود والالتزام بإرسال الموازنات المالية المخصصة لمحافظة حلبجة للسنوات الماضية، بالرغم أن التخصيصات المالية تم تثبيتها ضمن موازنة أعوام 2015-2016-2017، لكن بغداد امتنعت عن صرف هذه الأموال.
وطالب الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بتخليد إدانة جريمة قصف "حلبجة" الكردية بالسلاح الكيماوي من قبل قادة النظام البعثي، داعيًا إلى إجراء تحقيق شامل بالتعاون مع الأمم المتحدة بشأن أنباء أفادت باستخدام "داعش" المحتمل لأسلحة كيمياوية خلال معارك الموصل مؤخرًا.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية العراقية، أن استخدام السلاح الكيماوي المحظور دون رادع أخلاقي أو وازع من ضمير، لم يسفر فقط عن استشهاد نحو خمسة آلاف من المواطنين الأبرياء العزل، بل ألحق الشلل والتشوه الدائم بآلاف غيرهم، والذين ما زالوا حتى الآن يعانون من إصابتهم من الآثار الصحية والنفسية والاجتماعية المدمرة للجريمة البشعة، إضافة إلى الإضرار بالطبيعة ومظاهر الحياة.
وتابع: "ستظل جريمة قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي محفورة كجرح عميق في وجداننا ولحظة أليمة يستمد منها شعبنا العزيمة لدحر قوى الشر والجريمة وضمان العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والحياة الديمقراطية الكريمة في العراق"، مؤكدًا قرب الهزيمة النهائية لعصابات تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكان النظام العراقي قد قصف مدينة حلبجة المحاذية للحدود الإيرانية بالأسلحة الكيمياوية في 16 مارس 1988، مما أسفر عن مقتل 5 آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 10 آلاف آخرين بأمراض وتشوهات.