الأحد 19 مايو 2024

عبدالله حسن يصف قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس "بالنكبة الجديدة"

أخبار17-5-2018 | 14:36

وصف الوكيل الأول للهيئة الوطنية للصحافة عبدالله حسن في مقاله بمجلة "الأهرام العربي" قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بالنكبة الجديدة التي حلت على الفلسطينيين .


وأضاف الكاتب:"نكبة جديدة حلت بالفلسطينيين بعد 70 عامًا من النكبة الأولى التي وقع فيها الرئيس الأمريكي هارى ترومان عام 1948، وثيقة الاعتراف بقيام دولة إسرائيل، النكبة هذه المرة جاءت بتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل " .


وتابع: "الغريب إن الكونجرس الأمريكي كان قد اتخذ قرارًا عام 1995 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولم يجرؤ أي رئيس أمريكي منذ صدور هذا القرار على تنفيذه ، خشية رد الفعل العربي والعالمي على هذه الخطوة التي تعتبر بداية النهاية للقضية الفلسطينية ، وحين ظهر ترامب على الساحة السياسية الأمريكية بعد أن قضى حياته غارقا في الملذات والبزنس وجمع الثروات بالطرق المشروعة وغير المشروعة، وأعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وخلال حملته الانتخابية تعهد باستمرار الدعم اللا محدود لإسرائيل، كما تعهد بنقل سفارة بلاده إلى القدس باعتبارها عاصمة إسرائيل بدلا من تل أبيب".


وأضاف الوكيل الأول للهيئة الوطنية للصحافة : " اعتقد الكثيرون ، خصوصًا في العالم العربي أن هذا الوعد يأتي في إطار الوعود الانتخابية من أجل الحصول على دعم اليهود وأصواتهم سواء في أمريكا أو إسرائيل وغيرهما من دول العالم، للوصول إلى البيت الأبيض ورئاسة الولايات المتحدة التي لم يخطر بباله يومًا أنه سيجلس في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، ويبدو أن ترامب كان لديه من الدهاء ما يؤهله للوفاء بهذا الوعد الذي ربما لم يصدقه الإسرائيليون أنفسهم، ولم يتوقعوا تحقيقه خصوصًا أن رؤساء الولايات المتحدة الذين تولوا الرئاسة قبله منذ موافقة الكونجرس على قرار نقل السفارة، بداية من جورج بوش الأب ثم الابن ثم بيل كلينتون ثم باراك أوباما لم يفكر احد منهم أو يجرؤ على اتخاذ هذه الخطوة".


وتابع :"ترامب هيأ المسرح العالمي والعربي لهذه الخطوة ليضمن تباين ردود الأفعال تجاهها بما لا يؤثر على مصالح الولايات المتحدة، وهو يعلم خطورة مثل هذا القرار الذي ربما يكون مدمرًا للقضية الفلسطينية وأحلام الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على الأرض الفلسطينية المحتلة حتى حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".


ولفت الكاتب إلى أنه منذ تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة وفي أقل من عامين، اتبع سياسة الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة وحين اتخذ هذا القرار الخطير بنقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس لم يهتم بردود الأفعال التي استنكرت هذا القرار ونددت به، بل أعلن على مرأى ومسمع من العالم أن هذا القرار تأخر كثيرا، بل أكثر من ذلك فقد أوفد ابنته وزوجها كوشنر اليهودي الأصل للمشاركة في مراسم الاحتفال بنقل السفارة، ومن المثير للسخرية أن يؤكد ترامب في نفس الوقت التزام بلاده بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن أمله الأكبر هو السلام ولم يكترث أو يهتز لسقوط أكثر من خمسين فلسطينيا برصاص القوات الإسرائيلية، وإصابة أكثر من ألفى فلسطيني في المظاهرات التي اندلعت في غزة والأراضي الفلسطينية عشية هذا القرار".


واختتم مقاله قائلا :"يظل الموقف متوترا ويزداد سوءاً انتظارا لما تسفر عنه الأحداث في الفترة المقبلة".